قال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن الوزارة ستصدر بيانا لتهنئة الشعب فى الذكرى الأولى للثورة، وإهداء التحية إلى أرواح الشهداء، وإن الاحتفالات هذا العام بعيد الشرطة ستكون محدودة ولا توجد فيها مظاهر احتفالات كبيرة مراعاة لمشاعر أسر الشهداء، حيث يتم المزج بين عيد الثورة وعيد الشرطة، الذى لا يمكن تجاهله بعدما ضحى رجال الشرطة بأرواحهم وسالت دماؤهم للدفاع عن الإسماعيلية فى 25 يناير 1952، وهى مناسبة قومية يجب الاحتفال بها، مؤكدا أن مظاهر احتفالات الشرطة هذا العام ستبدأ بإعداد عدة ندوات، وسوف تتم دعوة عدد من شباب الثورة لحضورها.
وأضاف الوزير أن ثورة 25 يناير ثورة عظيمة، وأننا مستعدون لتأمين الاحتفال بالذكرى الأولى لها، لكن التخريب واستهداف المنشآت العامة سوف يتم التعامل معهما بكل حزم وقوة، وسيتم تطبيق القانون على كل من يخرب أو يستهدف منشأة عامة، مشيرا إلى أنه بعد 25 يناير المقبل سوف يتم فتح كل الشوارع والطرق المغلقة بما ينعكس على حركة المرور بشكل إيجابى.
وأشار إلى أن كل من يواجه رجال الشرطة بأى سلاح سوف يتم التعامل الفورى معه بكل حزم وحسم، وأنه أصدر تعليمات لرجال الشرطة بالمبادرة بإطلاق النار على كل من يرفع فى وجههم سلاحاً، لأن هذا حق الدفاع الشرعى عن النفس الذى يكفله القانون، وأننا مستمرون حتى يتم القضاء على جميع العناصر الإجرامية ونعيد الهاربين من السجون إليها مرة ثانية، مشيرا إلى أن معدلات الجريمة انخفضت خلال الأيام الماضية نتيجة الجهود الأمنية المبذولة فى ضبط التشكيلات العصابية المنظمة والخطرين.
وأصدر الوزير، خلال جولته الميدانية الإثنين فى المنطقة الأثرية فى الأهرامات بالجيزة، توجيهات إلى اللواء عابدين يوسف، مدير أمن الجيزة، لتكثيف التواجد الأمنى والشرطى حول تلك الأماكن السياحية وجميع المزارات والفنادق التى يقيم بها السائحون، وتوفير أقصى درجات الأمن والأمان لهم. ودعا «إبراهيم» السياح فى كل مكان فى العالم إلى زيارة المناطق السياحية فى مصر، والاستمتاع بها، مؤكدا أن مصر آمنة ويمكن للسياح زيارتها فى أى وقت.
بدأت جولة الوزير فى العاشرة والنصف صباح الإثنين ، يرافقه اللواء عبدالرحيم حسان، مساعد الوزير للإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، واللواء جمال عبدالعال، مدير مباحث شرطة السياحة والآثار. ووقف الوزير ليسأل اللواء عابدين يوسف، مدير أمن الجيزة، عن كيفية التعامل مع السياح والمواطنين داخل المنطقة الأثرية، حيث بدأ الأخير فى شرح تفاصيل إجراءات تأمين المنطقة، وإيقاف الأتوبيسات السياحية، وإنزال السياح منها للترجل داخل المنطقة دون حدوث أى مضايقات، ثم فحص الأتوبيس، فسأله الوزير: «هل يتضرر أى من السياح من تلك الإجراءات؟» فأكد مدير الأمن أن السياح لا يتضررون، ويراعون الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد. وقال مدير الأمن إنه يتم الترجل سيرا على الأقدام خاصة بالنسبة لرحلات المدارس منعا للازدحام، ويتم وضع خدمات على الأتوبيسات الخاصة بالسياح لمنع الاقتراب منها.
وأثناء حديث الوزير نادى أحد الأشخاص بصوت عال: «يا معالى الوزير فيه أجنبية تريد الحديث معك؟»، وبالفعل اقتربت السائحة وتبين أنها نرويجية الجنسية، وأنها زارت الغردقة وشرم الشيخ، وأول مرة تزور الأهرامات، وأعربت عن سعادتها بما شاهدته من تواجد أمنى وشرطى، وأنها شعربت بالأمان فى مصر، رغم كل ما يقال عن أنها تشهد انفلاتاً أمنياً، وطلب منها الوزير عند عودتها إلى بلدها أن تحكى عما شعرت به من أمن وأمان فى مصر لذويها وأصدقائها، وأن تكون سفيرة لمصر فى النرويج، وأن تدعوهم إلى زيارتها.
وأشار الوزير إلى أنه لا يريد أن يؤذى الباعة الجائلين فى أرزاقهم فى المنطقة السياحية، وأنه يريد فقط تنظيم عملهم، شرط ألا تصدر منهم تصرفات تسىء للسياحة فى مصر أو يتضرر منها السياح، وطلب من مدير الأمن تعيين طوف أمنى متحرك يجوب المناطق الأثرية لتأمين السياح.
واستمع الوزير إلى عدد من العاملين فى المنطقة، الذين أكدوا له أن كان هناك بائع يقذف السياح بالطوب والحجارة، فقال لهم الوزير: «هذا شخص يجب أن يضرب بالجزمة، لأنه يوجد أمن، ولابد من ضبطه»، وسألهم الوزير عن باقى المناطق السياحية فأكدوا أن الأقصر بها بعض المشاكل، خاصة أن هناك بعض الأشخاص يفرضون أنفسهم على رجال الشرطة، ويحلقون على السياح بأيديهم، وأن البحر الأحمر لا توجد بها أى مشاكل، وكذلك الغردقة.
والتف حول الوزير مجموعة من السياح، وسألهم الوزير: «هل تشعرون بالأمان فى مصر؟»، وكانت إجابتهم أنهم قادمون من جنوب أفريقيا لزيارة المناطق الأثرية فى مصر، وأنهم يشعرون بالأمان منذ أن جاءوا، وفجأة قطع حديثهم أحد المواطنين من منطقة نزلة السمان، قائلا: «يا أفندم الأمن بدأ يعود، والسياح حاسين بده رغم الظروف اللى بتمر بيها مصر، ومبسوطين جدا، خصوصا إن الشرطة حولهم فى كل مكان، وياريت المزيد»، ووعده الوزير بتحقيق ذلك فى أقرب وقت، وقال له: «هذه الأمور لا تحل فى يوم وليلة، لكننا سنعيد الاستقرار والأمن إلى الشارع فى أقرب وقت». وقال الوزير إن الوزارة تسلمت 400 سيارة دورية جديدة، وخصصت للجيزة وحدها 100 سيارة للانتشار فى الشوارع، وإعادة الانضباط والاستقرار إليها.
ووصل الوزير إلى المكان المخصص للباعة الجائلين، الذين هتفوا «الشعب والشرطة إيد واحدة» وأشادوا بأداء الوزير وزيارته عدداً كبيراً من البلاد والمناطق لتفقد الحالة الأمنية، وقال لهم الوزير إنه لا يرغب «فى قطع لقمة عيش أى منهم، ولكنه يريد أن يكونوا منظمين، وأن من يخالف سوف يرحل، وأنه يرغب فى أن يطمئن السياح بينهم، وألا تحدث مضايقات لهم»، ورد أحد الباعة على الوزير قائلا: «يا باشا ماتخافش.. إحنا اللى حميناها ساعة الثورة»، فرد الوزير مبتسما: «طيب ماشى».
وقال الوزير إن الأمن إحساس، وإنه دفع بكل ما لديه من ضباط وأفراد وأمناء وسلاح وسيارات وسائقين إلى الشارع لإعادة الأمن والأمان، وطلب الوزير من مدير الأمن أن يكثف الحملات الأمنية فى تلك المنطقة الأثرية، قائلا: «تقّل رجلك هنا شوية»، وذلك بعدما اشتكى له بعض الباعة من وجود مسجلين وبطلجية فى المنطقة.
وأضاف الوزير أن السياحة تمثل أهم دخل قومى لمصر، «لذلك أدعو السياح على مستوى العالم إلى زيارة مصر، لنقل الصورة الحضارية والآمنة عنها، وبقول لهم: (تعالوا شوفوا مصر)»،
مؤكدا أن معرض الكتاب سيكون فى موعده، وهو يمثل 140 دولة على مستوى العالم، وسوف يجرى فى شهر يناير على مدار 15 يوما، مشيرا إلى أنه رفض إلغاءه، لأن ذلك سيوصل رسالة خاطئة إلى العالم بأنه لا يوجد أمن. وفى نهاية الجولة أهدى أحد الباعة الوزير هدية رمزية، إلا أن الوزير أصر على دفع قيمتها، وعندما رفض البائع وتغير لون وجهه أخرج الوزير 50 جنيهاً من جيبه، وقال له: «دى برضه هدية رمزية».