x

خبيرة أسرية تضع روشتة لانتحار الشباب والحد من تأثيره المدمر على الأسرة والمجتمع‎

السبت 07-12-2019 02:40 | كتب: أكرم عبد الرحيم |
 الدكتورة زينب أحمد نجيب - صورة أرشيفية الدكتورة زينب أحمد نجيب - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

ما بين حوادث الحوت الأزرق السابقة إلى حادث الطالبة شهد أحمد كمال، التي اختفت من الإسماعيلية وظهرت غارقة في نيل الجيزة، إلى حادث انتحار طالب جامعي من أعلى برج القاهرة، مساء (السبت) قبل الماضي، أحدث صدمة في مصر، وفتح أبواب الجدل المجتمعي على مستويات كثيرة، خاصة مع تناول وسائل الإعلام المصرية 3 حالات انتحار في أقل من 48 ساعة ، بخلاف طالب كلية الهندسة في جامعة حلوان الذي قام بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، وآخر رمى بنفسه تحت عجلات مترو الأنفاق، بينما ألقى ثالث بنفسه في ترعة الإبراهيمية في أسيوط، ما جعل قضية الانتحار الشغل الشاغل للمصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً كبيراً حول الأسباب وراء ظاهرة الانتحار، وحُكم الشرع فيها، وهو جدل انتقل من فضاء العالم الإلكتروني إلى أرض الواقع أيضاً.
الدكتورة زينب أحمد نجيب، الخبير الاجتماعى واستشارى العلاقات الأسرية، كشفت عن 10 أسباب وراء تنامى الظاهرة في مصر، خاصة بين الشباب، والحد من خطورتها.

وأشارت «زينب» إلى أن تزايد حالات الانتحار في الفترة الأخيرة يبعث الفزع ويدق ناقوس الخطر بسبب مدى تأثيرها الخطير على الأسرة والمجتمع، سواء من نواحيها النفسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود من الحكومة والمجتمع ورجال الدين، مستعينة ببيان دار الإفتاء المصرية الصادر على «فيسبوك» بأن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، لكن المنتحر ليس بكافر. وأشارت إلى أنه «لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم، وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف معه، بينما رأت مؤسسة الأزهر من خلال مركزها العالمي للفتوى الإلكترونية، والتى حذرت فيه من ظاهرة الانتحار وقتل النفس، مع التأكيد أن المُقدِم على هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية، فهذا ليس مبرراً للانتحار، وأن قتل النفس من أكبر الكبائر. وحذرت أيضاً من أن «أعمالك الصالحة في الدنيا قد لا تنجيك حال ارتكابك لهذه الجريمة الشنعاء من العقاب».

وتؤكد الدكتورة «نجيب» أن هناك عدة أسباب ودوافع رئيسية للإقدام على الانتحار، لافتة إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار الحالة النفسية للمنتحر قبل شروعه في الانتحار عند تحليل تلك الوقائع، فمنهم من سبق له أن عانى من الصدمات النفسية والانتهاكات وهل هو مريض نفسي أم لا، وبالتالي إن كان مريضاً نفسياً مصاباً بالفصام، أو الاكتئاب الحاد أو نوبات الهلع، فإن عملية الانتحار هنا ستكون إلى حد ما معروفة أو متوقعة.
وعددت الدكتورة زينب 10 أسباب للوقوع في حالات الانتحار:

1- وجود تاريخ عائلى ملىء بمشاكل عقلية وصحية ونفسية وحالات انتحار.

2- مواجهة مشكلات قانونية أو مالية أو الوصول إلى مرحلة اليأس في العمل أو عدم القدرة على الحصول على الحقوق المشروعة في الميراث أو في العمل أو في المنزل أو في المدرسة أو الحصول على وظيفة ملائمة أو الخوف من الطلاق.

3- الخوف من الرسوب في الامتحان أو تكرارها والعجز عن مواجهة الأسرة أو الاستهزاء بحالات الفشل، خاصة لدى طلاب المرحلة الثانوية.

4- الانعزال عن المجتمع أو المدرسة أو الأصدقاء بسبب التنمر والتعالى والنظرة الدونية لأشخاص بأعينهم.

5- الزواج المبكر وقلة خبرة بعض الأزواج أو حالات التعرض للاغتصاب أو الحمل سفاحا أو مواقعة أنثى دون رضاها يدفعها إلى التخلص من الجنين ومن إزهاق روحها خوفا من الفضحية.

6- الاضطربات النفسية والصحية وتناول المخدرات والمسكرات وحبوب الهلوسة والعقاقير التي تسبب أضرارا للعقل.

7- ضعف الوازع الخلقى والدينى وعدم معرفة الأحكام الشرعية عن حكم المنتحر.

8- بعض الحالات المرضية الميؤس من شفائها تلجأ إلى الانتحار.

9- التجارب العاطفية الفاشلة والمرض النفسى وقلة الثقة بالنفس والوسواس القهرى والهيستيريا والقلق النفسى.

10- حالات الهزيمة والفشل في الحروب وفى الانتخابات أو المسابقات.

وللحد من خطورة الظاهرة أو تجنبها أو التقليل منها استعرضت 10 خطوات لمساعدة الشاب الذي يفكر في الانتحار:

1- على المجتمع والدولة العمل على تأمين حياة كريمة للمواطنين من خلال تفعيل قوانين العدالة الاجتماعية والمساواة وتطبيق قانون المواطنة وتوفير الاحتياجات الضرورية التي تكفل لهم حياة كريمة.

2- تعزيز فرص الوقاية الصحية والنفسية ومحاربة المخدرات والمسكرات وتناول العقاقير الطبية تحت إشراف طبيب متخصص.

3- تجنب الوصف التفصيلى لحالات الانتحار في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة أو تمجيدها.

4- ضرورة اتخاذ القدوة الحسنة وعرض الأفلام التي تعرض التغلب على بعض مشكلات الحياة أو تجنبها.

5- مراقبة الأبناء والإنصات إلى مشاكلهم وتحذيرهم من الأفكار الهدامة أو اللجوء إلى الانتحار.

6- التنسيق بين القطاعات والوزارات والهيئات المختلفة سواءا القطاع الحكومى أو الخاص لخلق فرص استثمارية ووظائف عادلة دون محاباة وبشفافية تامة أو ماتسمى بالواسطة.

7- على رجال الدين الاسلامى والمسيحى تبصرة المجتمع بخطورتها وبيان الأحكام الشرعية عن تلك الظاهرة الانتحار وأنها تعد جريمة خطيرة، واعلان الفتاوى التي تؤكد أن الأديان السماوية أمرت بالحفاظ على النفس البشرية؛ بل جعلها من الضروريات الخمس التي يجب رعايتها، وهي: الدِّين والنَّفس والنَّسل والمال والعقل.

8- علاج الشخص الذي يحاول الإنتحار نفسياً لعدم إقدامه على تكرار ذلك مستقبلا وإيجاد العقوبة الرادعة لمن يحرض على الإنتحار وإزهاق النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق كما أن مبادرة الخط الساخن للصحة النفسية من الأمانة العامة للصحة النفسية فكرة جيدة لتقديم المساعدة والعلاج للمرضى النفسيين، من خلال ما تملكه الأمانة العامة من إخصائيين نفسيين واجتماعيين وأطباء وعيادات منتشرة في كل أنحاء الجمهورية

9- مشاركة الأسرة في مواجهة المشكلات الكبرى التي تعتريها مثل مواجهة الثانوية العامة أو الامتحانات وأن الفشل أو الرسوب ليست هي نهاية العالم والاستعانة بأمثلة عن نماذج كانت فاشلة ثم حققت نتائج باهرة .

10- مواجهة المشاكل العاطفية والأزمات وحل المشكلات بالطرق القانونية والعرفية وتغليظ العقوبة لحالات التنمر والتعالى .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية