بعد أن نجح شباب «فيس بوك» في حملات مقاطعة فيلم «الفيل في المنديل»، الذي يقوم ببطولته طلعت زكريا، حيث لم يحقق الفيلم سوى إيرادات هزيلة وهو ما يعني أن طلعت زكريا سقط جماهيريا بسبب موقفه المعادي لثورة 25 يناير، عاد سؤال يطرح نفسه وهو: هل سينسحب هذا الفشل على بقية نجوم القوائم السوداء ويحجم الجمهور عن مشاهدة مسلسلاتهم في رمضان؟.
يرى النقاد أن الوضع في التليفزيون يختلف عن السينما لأن الجمهور هو الذي يذهب إلى السينما ويدفع ثمن التذكرة وذلك بعكس مسلسلات التليفزيون، التي تأتي إلى المنزل، ولكن هذا لا يمنع أن الجمهور هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في نجاح أي عمل فني.
أول مسلسلات نجوم «القوائم السوداء» هو مسلسل «آدم»، الذي يقوم ببطولته المطرب تامر حسني، حيث تعرض المسلسل لحملات مقاطعة عديدة على «فيس بوك» أبرزها حملة «إحنا اللي هنقعد تامر حسني في البيت»، وذلك لسببين الأول هو اشتراك شركة «عرب سكرين» في إنتاج المسلسل والتي يمتلكها رجل الأعمال أشرف الشريف، نجل صفوت الشريف، المحبوس حاليا على ذمة قضايا فساد وقتل الشهداء.
أما السبب الثاني فهو موقف تامر المعادي لثورة 25 يناير، حيث أعلن أن الرئيس السابق مبارك «مثل والده» وأن بقاءه في الحكم لمدة 30 سنة «إرادة آلهية»، ولم يكتف بذلك وإنما ذهب إلى ميدان التحرير ليقنع الشباب بالعودة إلى منازلهم، فما كان منهم إلا أنهم انهالوا عليه ضربا وطردوه من الميدان.
ولم يختلف حال الفنانة غادة عبدالرازق، التي تقوم ببطولة مسلسل «سمارة»، حيث دشن العديد من شباب «فيس بوك» حملات لمقاطعة جميع أعمالها وذلك بسبب موقفها المعادي للثورة والتي وصفتها غادة بـ«المهزلة»، إضافة إلى خروجها في مظاهرات تأييد للرئيس السابق مبارك وكان شعارها في هذه المظاهرات «أنا أبيع الدنيا كلها علشان خاطر بابا مبارك».
أما مسلسل «مسألة كرامة» الذي يقوم ببطولته حسن يوسف وعفاف شعيب ومحمد الشقنقيري فقد واجه حملات عنيفة لمقاطعته بسبب اشتراك نجمين من نجوم القوائم السوداء في بطولته هما حسن يوسف وعفاف شعيب، فالأول انتقد الثورة بشدة وشكك في وطنية المتظاهرين لدرجة أنه وصفهم بـ«الرعاع والجبناء والعملاء»، وقال: «لو أرسلناهم للحرب مع إسرائيل لفروا هاربين إلى بيوتهم».
كما أشار إلى أن هناك شهادات جمعها من أهل الحي الذي يسكن فيه تؤكد أن المعتصمين يحصلون على مبالغ مالية يومية، وعلى وجبات غذائية مجانية، ولم يختلف حال زوجته شمس البارودي عنه كثيرا، حيث هاجمت الثورة وقالت: «يبدو أننا لم نعرف نربي أولادنا جيدا، فكيف يقوم الأبناء بطرد والدهم ومحاولة إهانته بهذا الشكل، فليس من الأدب أن يقوموا هؤلاء بإجبار الرئيس على الرحيل بهذا الأسلوب».
أما الفنانة عفاف شعيب، التي تشارك حسن يوسف في بطولة المسلسل فكانت قد أعلنت عن استيائها من الثورة لأن أبناء شقيقتها لم يستطيعوا شراء «بيتزا ولحم الريش» وطالبت الثوار بالعودة إلى منازلهم والتنازل عن مطالبهم.
ومسلسل «لحظة ميلاد»، بطولة صابرين تعرض أيضا لحملات مقاطعة بسبب موقف صابرين من الثورة في بدايتها، حيث استنكرت الأصوات التي تنادي بالتنحي الفوري للرئيس السابق، معتبرة أن ذلك بمثابة «إهانة له ولمصر كلها» وأنها تبكي حزنا على مبارك الذي حمى مصر من الإرهاب والحروب طيلة 30عاما، واتهمت المتظاهرين بأنهم «يجهلون التاريخ»، وتمنت من الله أن يزيل هذه الغمة وتهدأ الثورة ضد الرئيس السابق.
وبالرغم من أن صابرين قالت إن تعاطفها مع مبارك «انتهى» عندما أمر بإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين فإن اسمها لم يرفع من القوائم السوداء إلى الآن كما أن رصيدها لدى الجمهور انخفض بنسبة كبيرة.
ومن نجوم مصر إلى نجوم سوريا وتحديدا جمال سليمان وسلاف فواخرجي اللذين هاجما الثورة في سوريا، فقد طالب الجمهور السوري من المنتجين المصريين عدم التعامل معهما.
وجمال سليمان الذي يقدم في رمضان مسلسل «الشوارع الخلفية» كان قد أعلن أن هناك من اندس بين المتظاهرين في سوريا لتنقلب المطالب المشروعة والمظاهرات السلمية إلى دعوات لانقسامات طائفية، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وممتلكات الدولة التي هي ممتلكات الشعب السوري.
الطريف أن جمال سليمان يجسد في مسلسل الشوارع الخلفية دور الضابط المصري «شكرى عبدالعال» الذي يدافع عن أرضه ضد الاحتلال، وهو نفسه من يهاجم الثورة السورية الآن.
أما سلاف فواخرجي فتشارك في مسلسل «في حضرة الغياب» الذى يتناول حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومن المنتظر عرض المسلسل على التليفزيون في سوريا، مصر، المغرب، الجزائر، وتونس، ولكن بالرغم من ذلك فإن سلاف من المحتمل أن تؤثر في نسبة مشاهدة المسلسل، حيث كانت قد هاجمت الثورة السورية ووصفت الثوار بأنهم «بلطجية» وأنها «لا تتخيل رئيسا لسوريا غير بشار الأسد».