قال إيهاب عبدالعال، أمين صندوق جمعية مستثمرى السياحة الثقافية، إن موسم الشتاء السياحي بدأ في مصر مبكراً، وبالتحديد منذ أكتوبر الماضي، حيث وصلت نسب اشغالات الفنادق بالأقصر وأسوان إلى 5 % وهي نسبة غير مسبوقة بكل المقاييس.
وأضاف عبدالعال، في تصريحات صحفية اليوم، أن انهيار شركة «توماس كوك» أثر بشكل مباشر على نسب الحجوزات بالسياحة في الصعيد حيث تراجعت لأكثر من 20% ولكنها مازالت الأعلي، مقارنة بالسنوات الماضية.
وتابع: «حجوزات الكريسماس ورأس السنة أقوي بكثير عن الأعوام السابقة ووصلت إلى 90%، بزيادة 20% عن نفس الفترة من العام الماضي بالسياحة الثقافية فقط، خاصة في القاهرة والأقصر وأسوان».
وأكد عبدالعال أن العديد من الدول الغربية لديها رغبة كبيرة في زيارة مصر في ظل الاستقرار الأمني والسياحي الذي تشهده البلاد، مشيراً إلى وجود بعض المعوقات التي تحول تحقيق ذلك على أرض الواقع، منها توفير وسائل النقل «الطيران»، حيث مازالت مصر تعتمد على الطيران العارض الأجنبي والذي يتم تحفيزه من صندوق السياحة.
وأضاف أن المستفيدين من سياسة تحفيز الطيران هي الشركات الأجنبية، بالإضافة إلى عدد قليل من الشركات المصرية، موضحا أن هذا البرنامج بدأ تنفيذه عام 1997 لتنشيط حركة السياحة بعد حادث الأقصر، وهى فكرة وزير السياحة الأسبق الراحل د.ممدوح البلتاجى، لاستعادة السياحة وتنشيطها في ذلك الوقت، ثم توقف هذا البرنامج بعد تحقيق الهدف المرجو منه، ثم عاد عام 2001 ومازال مستمرا حتي الآن.
واقترح الخبير السياحي إنشاء شركة وطنية للطيران منخفض التكاليف لتكون بديلاً عن الشركات الأجنبية، على أن يتم تمويلها من خلال ضخ المبالغ المخصصة لتحفيز شركات الطيران من وزارة السياحة، مشيرا إلى أن هذه الشركة ستكون مسئولة عن نقل السياح فقط، ويمكن استغلال مطار سفنكس الجديد لاستقبال الطيران منخفض التكلفة.
وأضاف أن الشركة الجديدة سوف تحصل على طائراتها من خلال نظام إيجار تمويلي بغرض الشراء، وأن يكون هذا الطيران قصير المدي، أي أقل من 4 ساعات، مؤكدا أن الاعتماد على آخرين في عملية نقل السياح أضاع الكثير على الدولة، وجعل هذه الشركات تتحكم في المقدرات السياحية والاقتصادية للدولة .
وطالب عبدالعال البنك المركزي بإلزام البنوك التي تعمل في مصر بمنح تسهيلات بنكية لمستثمري قطاع السياحة لإعادة تأهيل وتطوير الفنادق القائمة والمغلقة، لتتواكب مع المعايير الجديدة التي اعتمدتها وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط، على أن يكون البنك المركزي ضامنا للقطاع السياحي والمستثمرين أمام البنوك المختلفة، أسوة بالمبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء أمس لدعم قطاع الصناعة.
واختتم عبدالعال موضحا أن حجم إنفاق السياح القادمين بغرض السياحة الثقافية تخطي 3 أضعاف ما ينفقه السائح على السياحة الشاطئية والترفيهية، وطالب الدولة بالاهتمام بالمقاصد الأثرية والثقافية خاصة أنها تميز مصر عن باقي دول العالم.