x

مدير «الأبحاث الشرعية»: العلماء أجمعوا أن تجسيد النبي في الدراما «ممنوع شرعًا»

الثلاثاء 03-12-2019 17:07 | كتب: أحمد البحيري |
دار الإفتاء المصرية - صورة أرشيفية دار الإفتاء المصرية - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أكد الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، أن علماء المسلمين أجمعوا على أن تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية أمر ممنوع شرعًا، وهو ما ذهبت إليه لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في الخمسينيات والأزهر الشريف في عهد الشيخ عبدالحليم محمود ومجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة ومجمع الفقه الإسلامي بجدة ومجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية وغيرها من الهيئات العلمية.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الندوة التي نظمها مجمع اللغة العربية بالقاهرة بعنوان: «التناول الدرامي للأنبياء والصحابة بين الإجازة والمنع»، حيث أوضح مدير إدارة الأبحاث الشرعية أن عدم الجواز الذي أجمع عليه العلماء استدلوا عليه بعدة أمور، منها أن الأنبياء لهم جانبان، جانب بشري من حيث إنهم ينامون ويأكلون ويمرضون ويتزوجون ونحو ذلك، وهذا يمكن محاكاته، وجانب الوحي وهذا لا يمكن محاكاته، ومنها أن الأنبياء كاملون والناقص لا يمكنه محاكاة الكامل.

وأضاف أن عملية تمثيل الأنبياء هذه لا تخل من تدخل رؤية الفنيين في العمل الدرامي وفي هذا نقل غير حقيقي يوقع صاحبه في خطر الكذب على الأنبياء، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن كذبًا عليَّ ليس ككذب على أحدكم، من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل قوله وفعل وسكوته يعتبر تشريعًا، والرؤية الفنية لتنفيذ العمل لا يمكن أن تخلو من زيادات غير واقعية توقع صاحبها في أن ينسب للشرع ما ليس منه، هذا فضلًا عما في تمثيل الأنبياء من اختزال لصورة النبي من الأنبياء في صورة الممثل المعين الذي يقوم بدوره فترتبط صورته بهذا النبي في ذهن المشاهد، مع لزوم أن يكون هناك صيانة للمقدس من الابتذال.

وقال د. ممدوح: «إن عملية تمثيل الأنبياء تشتمل على مفاسد كثيرة، والقاعدة أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة».

أما عن تمثيل الصحابة فلفت د. أحمد ممدوح إلى أنه وقع فيه خلاف بين العلماء بين موسع ومضيق، والذي عليه الفتوى هو استثناء العشرة المبشرين بالجنة وأمهات المؤمنين وآل البيت الكرام من جواز تمثيلهم.

وأضاف أن مجرد التمثيل فن عرفته البشرية منذ القدم فمارسه اليونان منذ القرن السادس ق. م. وعرفه العرب بعد ذلك عن طريق ما عرف بخيال الظل وألف فيه ابن دانيال وأحمد باشا تيمور، فهو كمجرد حكاية الأقوال والأفعال جائز ولا يمنع إلا إذا كان مضمونه ممنوعًا أو اقترن به شيء محرم كاختلاط جسدي أو فحش أو تفويت واجب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية