فى قرية (القريّا) بقضاء صلخد فى جبل العرب، وفى 1889 ولد سلطان باشا الأطرش، وبعدما أدى الخدمة العسكرية تابع الاتصال بالحركات العربية، وصارت قريته معقلاً للمناضلين، وكان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سوريا على داره فى القريا قبل دخول جيش فيصل، وكان فى طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق فى 1918، ورفع العلم العربى فى ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق، ومنحه الملك فيصل الأول لشجاعته لقب (أمير)، وفى يوليو 1920 جهز سلطان الأطرش قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين فى ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربى واستشهاد القائد يوسف العظمة، وزير الدفاع، وفى 7 يوليو 1922 كانت ثورته الأولى على الفرنسيين لاعتدائهم على التقاليد العربية فى حماية الضيف، وكان باعتقالهم أحد ضيوفه أثناء غيابه، وبالغ الفرنسيون فى طغيانهم وظلمهم لأهالى سوريا الذين لم يعد أمامهم سوى الثورة فانطلقت الثورة السورية الكبرى فى مثل هذا اليوم 21 يوليو 1925 وامتدت إلى كل سوريا، واستمرت حتى 1927، بقيادة الأطرش، وهى من أهم الثورات ضد الاحتلال الفرنسى وشهدت معارك بين الثوار والاحتلال الفرنسى الذى منى بخسائر فادحة، وفى 23 أغسطس 1925 أعلن سلطان الأطرش الثورة رسمياً ضد الفرنسيين، فانضمت دمشق وحمص وحماة ونواحيها إلى الثورة، وأبلى الثوار بلاءً حسناً وأنزلوا الهزائم بجيوش الفرنسيين، فقامت فرنسا بقصف دمشق بالطيران وغيرت قياداتها العسكرية، وأرسلت آلاف الجنود إلى سوريا ولبنان بأحدث الأسلحة، فانقلبت الموازين لصالح الفرنسيين، وحكم الفرنسيون على الأطرش بالإعدام، لكن الثورة أجبرت الفرنسيين على إعادة توحيد سوريا وإجراء انتخابات، فازت فيها المعارضة الوطنية بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسى، وبعد توقيع معاهدة 1936 بين سوريا وفرنسا عاد الأطرش إلى سوريا بعد إعلان العفو العام عن الثوار، لكنه لم يتوقف عن النضال، بل شارك فى الانتفاضة السورية عام 1945، التى أدت إلى استقلال البلاد، وأثناء حكم الشيشكلى تعرض الأطرش لمضايقات لاعتراضه على سياسة الحكم، وغادر الجبل إلى الأردن فى 1954، ثم عاد بعد سقوط الشيشكلى، وقد بارك مشروع الوحدة بين مصر وسوريا فى 1958، وكان عبدالناصر كرمه بمنحه أعلى وسام فى الجمهورية العربية المتحدة، كما كرمه الرئيس حافظ الأسد إلى أن توفى فى 1982، وحضر جنازته حوالى مليون شخص.