أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة بروتستانتية في هانتوكورا شرق بوركينا فاسو، وقد أدى إلى مقتل 14 مصليًّا، حيث أقدم عشرة أفراد مدججين بالسلاح على قتل المصلين بدم بارد، بينهم قس الكنيسة وأطفال، ثم فروا على دراجات نارية.
وأوضح المرصد، أن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء عمل إجرامي يخالف كافة الشرائع السماوية، ويناقض تعاليم الأديان التي دعت إلى حفظ الأنفس واحترام دور العبادة والدفاع عنها، مؤكدًا على حرمة التعرض لدور العبادة أو تفجيرها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها، لأن هذا لا يتناسب مع تعاليم الدين الإسلامي السمح الذي يدعو إلى حفظ النفس بحرمة التعدي عليها، كما أنه يبرهن على الفكر الظلامي العبثي لهذه الجماعات الضالة التي لا تعرف شيئًا عن المبادئ والأسس التي تقوم عليها الأديان.
وأكد مرصد دار الإفتاء على رفض الشريعة الإسلامية القاطع لكافة ألوان الاعتداء على الآمنين والأبرياء ودور العبادة، مشيرًا إلى أن تلك الجرائم هي جرائم إرهابية أيًّا كان فاعلها، كونها تستهدف الأبرياء وتنشر الفزع والخوف في نفوس الآمنين، كما أنها تدل على تجرد مرتكبيها من كل مظاهر الرحمة والإنسانية، وتتنافى مع كل الشرائع الدينية والمواثيق الدولية.
وأشار مرصد الفتاوى التكفيرية إلى أن بوركينا فاسو شهدت في الفترة الأخيرة، هجمات متكررة ضد كنائس أو مصلين مسيحيين تنسب إلى جماعات «إرهابية»، وقتل خمسة أشخاص على الأقل في هجوم استهدف كنيسة على بعد 60 كم من ولاية جيبو، شمالي بوركينا فاسو، في شهر أبريل الماضي. كما اقتحم مسلحون في مايو الماضي كنيسة كاثوليكية في دابلو، وهي منطقة ريفية تبعد حوالي 100 كيلومتر شمال بلدة كايا في شمال شرقي البلاد، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، مشيرًا إلى أن عددًا من أئمة المساجد أيضًا راحوا ضحايا هجمات المتطرفين خلال الفترة نفسها.
ودعا مرصد الإفتاء المجتمع الدولي وكافة دول العالم والأطراف والجهات الدولية الفاعلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للإرهاب ووقف موجات التطرف والتشدد ومواجهة محاولات نشر الفتن، مشددًا على ضرورة التنسيق والتعاون بين كافة الدول ودعم جهود محاربة الإرهاب ومواجهته على كافة الأصعدة، والعمل على تجفيف منابعه الفكرية والمذهبية، واستخدام الأدوات الحديثة في المواجهة، وبذل كافة الجهود من أجل استئصال جماعات الظلام وأفكارها القاتلة.