افتتحت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وطارق عامر، محافظ البنك المركزي، المؤتمر الاقتصادي الأفريقي، الذي ينظمه سنويا البنك الأفريقى للتنمية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة.
وأكد البنك الافريقى للتنمية أنه جرى اختيار مصر كدولة مضيفة لهذا الحدث الاقتصادي العالمي والذى يعقد تحت عنوان «الوظائف وريادة الاعمال وبناء القدرات للشباب الافريقى»، هذا العام بعد أن استطاعت أن تقدم نموذجا أفريقيا ناجحا وقويا، فضلا عن رئاستها للاتحاد الأفريقي في دورته الحالية، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتى متوافقاً مع أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي التي تتطلع إلى القضاء على بطالة الشباب، وضمان حصول الشباب الأفريقي على فرصته كاملة من التعليم والتدريب والمهارات والتكنولوجيا والخدمات الصحية والوظائف والفرص الاقتصادية.
وتركز أجندة المؤتمر على أربع ركائز أساسية وهي، دعم المهارات وريادة الأعمال وتعزيز فرص الشباب الأفريقي في سوق العمل، وتعزيز دور المؤسسات التعليمية في بناء المهارات اللازمة لسوق العمل، وتحفيز القطاع الخاص لتوفيرفرص التدريب والتشغيل المناسبة للشباب في الدول الافريقية، وتفعيل الشراكات لسد الفجوة بين العرض والطلب وتوفير احتياجات سوق العمل من المهارات في المستقبل.
من جانبه، قال طارق عامر محافظ البنك المركزي، إن التفاف الشعب وثقته في القيادة السياسية يعد العامل الرئيسي في نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي بهذه القوة ومواجهة التحديات، موضحا أن مصر تمكنت من تطوير البنية الاساسية لكي نصبح جاهزين للانطلاق ووضع الأساس للتنمية من إصلاح منظومة التعليم والصحة والصناعة، وحقق الاقتصاد المصري إنجازات مختلفة مثل ارتفاع الاحتياطي النقدي لمصر ليتجاوز 45 مليار دولار، وتراجع معدلات البطالة لأقل مستوياتها وزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية.
من جانبها، أشارت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، في كلمتها، إلى أنه وفقًا لتقرير الأمم المتحدة حول التوقعات السكانية في العالم لعام 2019، يمثل الشباب في قارة افريقيا نحو 62٪ من السكان، وهم يشكلون ثروة هائلة لأفريقيا، ستعزز نموها الاقتصادي، مؤكدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يضع على قمة أولوياته الاستثمار في رأس المال البشرى وتمكين الشباب، وأدى التطبيق الجيد لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لخفض معدل البطالة إلى 7.5% خلال الربع الثاني من العام الجاري، وهو أقل معدل في السنوات العشرة الأخيرة، بعد توسع الدولة في الاستثمار في المشروعات القومية الكبرى ومشروعات البنية الأساسية، كثيفة العمالة، موضحة أنه تم تهيئة بيئة الاستثمار لتمكين القطاع الخاص من أداء دوره في قيادة الاقتصاد وخلق الوظائف للشباب والمرأة، وقامت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بإطلاق مبادرة لتمكين رواد الأعمال من تحويل أفكارهم لمشروعات سريعة النمو.
وذكرت الوزيرة أن مصر تركز على جذب الاستثمارات ذات القيمة المضافة، التي توفر وظائف لائقة بالشباب، ومنح حوافز للشركات التي تقوم بالتدريب وإنشاء المدارس الفنية لتأهيل الشباب للعمل، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات المرتبطة ببناء الإنسان، في مجالي الصحة والتعليم، ما يؤدي في النهاية لتحسين حياة المواطنين المصريين، خاصة الشباب.
وقال الدكتور تشارلز لوفومبا، نائب رئيس وفد بنك التنمية الإفريقي ورئيس الوحدة الاقتصادية، إن دعم الشباب الافريقي جزء من اهتمامات المؤسسات المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الافريقي 2019، في دورته الـ14، مشيرا إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على امكانية توفير 25 مليون وظيفة بشكل مباشر والتأثير إيجابًا على 50 مليون شاب بحلول عام 2025، من خلال زيادة دعم ريادة الأعمال والتي تركز على الشباب وتمكينهم، مؤكدا أن المؤتمر يركز على توفير الفرص للشباب الباحثين من الافارقة وبعض الافكار والتمكين الجاد والريادة وتنمية القدرات لهولاء الشباب والوصول للحلول العملية وايجاد مهارات افضل وسياسات تنموية افضل.
وقال آدم الحيرايكة، مدير قسم الاقتصاد الكلي والحوكمة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، أنه يوجد في إفريقيا أصغر عدد من الشباب في العالم، وهذا يمثل فرصة هائلة اذا تم تسخيرها بشكل جيد من خلال زيادة الاستثمارات والوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والمهارات، مشيرا إلى أن أفريقيا بها كل المقومات اللازمة لتحقيق النهوض الاقتصادي.
وأشار في كلمته نيابة عن الدكتورة فيرا سونجوي، السكرتيرية التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، إلى أن اللجنة الاقتصادية لأفريقيا تتطلع إلى استكشاف شراكات مع رواد الاعمال في مجال الاقتصاد الرقمى.