x

قاضي «أحداث مسجد الفتح»: المتهمون أنشأوا ديناً جديداً لا علاقه له بالإسلام

الدين لابد له من وطن يحميه ويحفظه لنشره بطريقة صحيحه
الخميس 28-11-2019 15:05 | كتب: فاطمة أبو شنب |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : طارق وجيه

قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة 4 متهمين بالسجن المشدد 10 سنوات، كما قضت المحكمة بمعاقبة 5 آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، وقضت المحكمة بمعاقبة 31 متهما بالسجن المشدد 5 سنوات وضع المحكوم عليهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات بعد إنهاء العقوبة المقضى بها، كما قضت بمعاقبة 3 آخرين بالسجن المشدد 3 سنوات، وبرأت المحكمة 5 متهمين في أحداث العنف بمنطقة رمسيس في محيط مسجد الفتح وقسم الأزبكية والمعروفة إعلاميًا بـ«أحداث مسجد الفتح»، التي نتج عنها مقتل 44 شخصًا وإصابة 59، بينهم 22 من ضباط وجنود الشرطة.

صدر الحكم برئاسة المستشار شبيب الضمراني، وعضوية المستشارين خالد عوض، وأيمن البابلي، وخالد سلامة.

بدأت المحكم جلسة النطق بالحكم بتلاوة آية قرآنية: «يا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ»، وقوله سبحانه وتعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»، وقوله تعالى «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ».

وقال القاضي إن القرآن الكريم عقيدة وشريعة وهداية ورحمة ونور وحكمة وسلم وحرب، وقد ورد ذكر كلمة الرحيم في القرآن الكريم 15 مرة، بينما كلمة منتقم 3 مرات فقط، بينما لم تذكر كلمة العنف في القرآن الكريم إلا بمناسبة الدفاع عن النفاس وهذا أمر طبيعي وضروري بل وحق أصيل من حقوق الإنسان ان يدافع عن حياته وعن ممتلكاته وعن عرضه وعن ماله وعن التراب الذي عاش لسنوات عليه.

وأشار القاضي إلى أن الحرب جاءت في الإسلام للضروريات التي تقدر بقدرها دون عدوان كما أنه دين يسارع ويسعي لوقفها، والحرب في الإسلام حرب فاضلة وذلك لأن دوافعها تتحقق مع المواثيق الدولية والإنسانية من عدم الاعتداء إلا على المعتدي والبعد كل البعد عمن سواه.

وأوضح المستشار شبيب الضمرانى أن الدين لابد له من وطن يحميه ويحفظه لكى يتم نشره بطريقة صحيحه وبيان أوجه سماحته، لقد ذكر التاريخ البشري على اختلاف دوله وعصوره نماذج مأساوية لفقدان الوطن، وعبر أحد الشعراء عما حل ببعض ملوك الطوائف في الأندلس نتيجة فقدان الوطن «بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم واليوم هم بلاد الكفر عبدان»، فقدان الوطن يجعل السادة عبيدا والأعزة أذلة والكبار صغارا ولايعوض فقدان الوطن مال ولا ولد ولا جاه.

وذكر القاضي أن خيانة الأوطان أشد ألوان الخيانة والغدر وهي جريمة في حق الدين والوطن والأهل والشرف والعرض والمروءة، وذلك لمن كان له عرض أو شرف، أما من لا عرض له أو مروءة أو شرف يحرص أو يحافظ عليه فتردعه قوة القانون.

وأضاف: «بناء الدولة ضرورة دينية ووطنية واجتماعية وحضارية والحفاظ عليها واجب ديني ووطني، والتصدي لكل محاولات هدمها أو زعزعتها ضرورة دينية ووطنية لتحقيق أمن الناس وأمانهم واستقرار حياتهم».

وأوضح أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، والحفاظ على الوطن من أهم المقاصد العامة للتشريع التي يجب الحفاظ عليها.

ووصف القاضي المتهمين بجماعات الظلام الذين أنشأوا ديناً جديداً من وحي خيالهم لا علاقه له بالإسلام إلا اسمه، أما حقيقة ما يدعون إليه ويمارسونه فهو مغاير تماماً لما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، ولا خوف على حاضر مصر ومستقبلها في ظل هذا الشعب الواعي والمدرك للمصلحة العليا الوطني الشعي ورجال شرطتها المخلصين.

واختتم القاضي كلمته، قائلا: «حمى الله مصر ونصر شعبها وجيشها ورجال أمنها في حربهم المقدسة ضد قوى الشر والإرهاب، وأمدها بعونه في سعيها للبناء والتنمية الشاملة من أجل المستقبل الأفضل»، واختتم بتلاوة الآية الكريمة :«فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية