x

«فورين بوليسي»: مصير العرب يتحدد «في ظلال جيرانهم»

الأحد 15-01-2012 17:23 | كتب: بسنت زين الدين |
تصوير : رويترز

رأت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن مصير القادة العرب فى السنوات المقبلة هو العيش فى «ظلال جيرانهم»، موضحةً أنه مع مراقبة التشنجات والانتفاضات والحروب الأهلية المرتبطة بالتحولات الخطيرة فى العديد من الدول العربية، فإن إيران وإسرائيل وتركيا يتنافسون على الصدارة فى المنطقة.

واعتبرت المجلة ـ فى تقريرها الذى كتبه مدير مكتب «العربية» فى واشنطن، هشام ملحم ـ أن أبرز خصائص السياسة العربية فى السنوات الأخيرة هى ندرة القيادة السياسية الحازمة، موضحةً أن الحكام العسكريين الذين حكموا مساحات كبيرة من العالم العربى منذ 1950 خلقوا مشهداً سياسياً ضعيفاً ووجود نخب سياسية تقليدية ومجتمعات مدنية مخنوقة.

ورأت المجلة أن دول مجلس التعاون الخليجى، مثل السعودية، الكويت، قطر والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، نجت من الاضطراب السياسى والتدهور الاقتصادى الذى لحق بالدول العربية الأخرى، مرجعة ذلك إلى الموارد الغنية التى تمتلكها وإلى تخفى أفراد الأسر الحاكمة خلف قشرة رقيقة من الشرعية السياسية ـ حسب تعبير الكاتب. ووصفت المجلة مصر بأنها أصبحت «قوى إقليمية متضائلة» وتمر بمرحلة انتقالية محفوفة بالمخاطر، مشيرةً إلى نفور المملكة العربية السعودية بشكل متزايد من الولايات المتحدة بسبب طريقة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى التعامل مع إيران وقضية فلسطين والانتفاضة المصرية. وفى العراق، قالت المجلة إنه مازال يحاول تضميد جراحه العميقة ويعانى نظاماً سياسياً هشاً لايزال عرضة للمكائد الخارجية الإيرانية. وفى سوريا، لاتزال سلالة عائلة الأسد تشن حربا وحشية ضد مواطنيها وتدفع البلاد نحو هاوية خطيرة قد تؤدى إلى اندلاع حرب أهلية. وتوقعت المجلة أن وصول تلك المجتمعات إلى طريق الإصلاح السياسى الحقيقى وإنشاء مؤسسات ديمقراطية سيستغرق سنوات عديدة فى مصر وسوريا والعراق كى تصبح تلك الدول «ذات زعامة إقليمية» من جديد، مضيفةً أن كل شىء تقريباً قامت به الدول العربية خلال السنوات الماضية كان بناء على السياسات والمبادرات والتحركات التى تبنتها دول الجيران غير العربية. واستطردت: «على مدى عقود، كانت المملكة العربية السعودية ومصر هما الدولتان (المعتدلتان) اللتان اعتمدت عليهما الولايات المتحدة لاحتواء النفوذ الإيرانى ودعم باكستان وإنهاء الاحتلال العسكرى السوفيتى لأفغانستان ومحاربة الجماعات الإرهابية، ومع ذلك، فإن مصر، تحت قيادة مبارك، فقدت عباءة القيادة العربية، بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل، واستعدادها للعيش فى وجود تل أبيب بشكل ديناميكى، مما أضعف تأثير مصر على العلاقات العربية إلى حد كبير».

وبالنسبة للسعودية، فإن المجلة ترى أن دبلوماسية الرياض لاتزال عاجزة بسبب «شيخوخة القيادة» وبطء عملية صنع القرار التى تعوق السعودية عن أن تكون ذكية وسريعة فى حل أزماتها، ما جعلها فى تناقض صارخ مع الجهود الدبلوماسية النشطة التى يمارسها أصغر الجيران مثل قطر والإمارات العربية المتحدة. وأوضحت المجلة أن العالم العربى يقع بين مطرقة نزعة القيادة وضعف الشرعية وبين طموح دول الجيران والتحارب بشكل حاد.

واعتبرت أن ذلك مشكلة أيضاً بالنسبة لصناع القرار فى أوروبا والولايات المتحدة. وأكدت المجلة أن اختلال ميزان القوى الناجم عن هذا الخلل العربى يعتبر إضعافاً ليد واشنطن فى محاولاتها لتشكيل أو التحقق من نفوذ تركيا وإيران وإسرائيل فى الشؤون الداخلية لجيرانها العرب، مضيفةً أن واشنطن ستحقق مصالحها على المدى الطويل فى الشرق الأوسط من خلال استعادة ما يشبه توازن القوى العربية وغير العربية بين المتنافسين الرئيسيين فى المنطقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية