ألقت الصحف العربية الصادرة الثلاثاء الضوء على الألغاز المحيطة بمسألة صحة الرئيس السابق حسني مبارك، وسعي مؤيدي المجلس العسكري لتنظيم «مليونية الاستقرار»، ورفض الإخوان المسلمين لوثيقة المبادئ فوق الدستورية التي وضعها محمد البرادعي، المرشح المحتمل في انتخابات رئاسة الجمهورية.
صحة مبارك لغز
اهتمت صحيفة «الجريدة» الكويتية بتفنيد ما أكده فريد الديب، محامي الرئيس السابق حسني مبارك، بشأن تدهور صحة الأخير ودخوله في غيبوبة. ونقلت الصحيفة عن «مصدر مسؤول» إن الحالة الصحية لمبارك مستقرة، وإن عضلة القلب تعمل بكفاءة عالية، فيما اعتبرت مصادر أخرى أن الحديث يزداد عن تدهور صحة مبارك كلما ازداد الضغط الشعبي لمحاكمته.
وأضاف مدير مستشفى شرم الشيخ الدولي د. محمد فتح الله لـ«الجريدة» أن حالة مبارك الصحية لم يطرأ عليها تغيير، نافياً ما تناقلته وسائل الإعلام عن دخول مبارك في غيبوبة تامة، ومضيفا أن سوء حالته النفسية قد تؤدي إلى تدهور صحته.
أما صحيفة «العرب» القطرية فقالت إن «المصريين لا يعرفون مصير مبارك» لأن صحة الرئيس السابق أصبحت «سرا هاما لا ترغب السلطات المصرية حتى الآن في الكشف عنه». واعتبرت أن الغموض المتعلق بمبارك سيزيد حدة الجدل، خاصة مع تكرار غضب الثوار من التقاعس الظاهر فيما يتعلق بمحاكمة رموز النظام السابق ومعاقبتهم.
مليونية «الاستقرار»
وفي تطوير لأساليبهم، يستعد «مؤيدو المجلس العسكري» لتنظيم مظاهرة مليونية في ميدان التحرير، بعد أن حاولوا تنظيمها الأسبوع الماضي في ميدان «روكسي» بمصر الجديدة دون أن ينجحوا في جمع أكثر من عشرات.
وأوضحت «الجريدة» أن ائتلاف «11 فبراير» يسعى لتنظيم تظاهرة بالتعاون مع «الجماعة الإسلامية» وحزب «الحرية والعدالة» الإخواني وحزب «النور» السلفي واللجنة التنسيقية للثورة، تحت مسمى «جمعة الاستقرار والعمل». وقال جمال طه المليسي منسق الائتلاف إن ما يحدث في البلاد «سيحول الثورة إلى فوضى»، داعيا إلى فض الاعتصام في جميع ميادين مصر، بعد أن تقوم الحكومة بوضع خارطة طريق واضحة وبمواعيد محددة.
وقالت «الجريدة» نقلا عن أحد منظمي مظاهرة «روكسي» المحدودة، إن اللواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، التقى وفداً من المشاركين فيها وطالبهم بالاستمرار في التظاهر.
ومليونية «المواجهة»
قالت صحيفة «المدينة» السعودية إن حكومة الأزمة التي يرأسها عصام شرف «تواجه عدة أزمات» أهمها التغيرات الوزارية الأخيرة التي لم ترض معتصمي التحرير. وأوضحت أن المعتصمين رفضوا الحكومة الجديدة، ودعوا إلى مظاهرة مليونية أطلقوا عليها «مليونية المواجهة» اعتراضًا على التشكيل الوزاري الجديد، مؤكدين أنهم يرفضون سياسة الترقيع.
وقال متظاهرون لـ«المدينة»: «إنها صفقات متفق عليها مسبقًا»، فيما انتقدوا بشدة تجاهل شرف لمطالب المتظاهرين بإقالة اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية من منصبه.
الإخوان يتخلون عن البرادعي
على صعيد آخر، أوضحت «الرأي» الكويتية أن جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر رفضت الاعتراف بوثيقة الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية محمد البرادعي، التي أعدها تحت مسمى «المبادئ فوق الدستورية».
وأكد عصام العريان نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الإخواني خلال الزيارة التي قام بها البرادعي لمقر الحزب: «لا نعترف سوى بالوثيقة التي أعدها التحالف الديموقراطي الذي زاد عدد أحزابه ليضم 28 حزبا سياسيا وغير ذلك غير ملزم لنا، ونرفض فرض الوصاية من أحد ونبحث فقط عن التوافق بين الجميع».
ورأت الصحيفة أن هذه التصريحات «اضطرت» البرادعي لإعلان دعم «التحالف الديموقراطي»، وتأكيده أنه سيسعى بنفسه إلى «ضم بقية الأحزاب التي لم تنضم إليه». وأوضح «نسعى إلى توحيد كل الأحزاب والقوى السياسية، وليس شرطا أن يشكل الدستور المقبل من الغالبية البرلمانية وإنما بالتوافق بين كل القوى السياسية حتى يطمئن الجميع».
الخليج يرفض إيران
وفيما بدا تصعيد ضد إيران، قالت «الحياة» اللندنية في عنوانها الرئيسي إن دول الخليج رفضت «الاستفزازات الإيرانية» و«التدخل السافر» في الشؤون الداخلية للبحرين. جاء ذلك في بيان رسمي أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فيه عن غضبها من «التصريحات والادعاءات الباطلة التي قالها أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني أحمد جنتي تجاه مملكة البحرين وقيادتها وشعبها.
وسلّم الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني مذكرة احتجاج رسمية إلى سفير إيران لدى السعودية. وأكدت دول مجلس التعاون في مذكرة الاحتجاج أن تصريحات جنتي «تتعارض مع قواعد حسن الجوار وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ منظمة التعاون الإسلامي والشرعية الدولية، كما أنها تعرّض علاقات حسن الجوار مع دول المجلس للضرر البالغ».
الجزائر تهرب مرتزقة لليبيا
وفي صحيفة «الحياة» أيضا، اتهم رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الدكتور محمود جبريل الجزائر بإتاحة مرور «المرتزقة» والوقود والأسلحة عبر الحدود الليبية - الجزائرية، رغم نفي الجزائر لذلك.
وأضاف أن الوسطاء الذين جاؤوا موفدين من نظام العقيد معمر القذافي أتوا بـ«رسائل متذبذبة»، موضحاً أن وسطاء العقيد ينقلون أحياناً استعداده للتنحي وأحياناً رفضتركه السلطة. وأكد جبريل أن المجلس الانتقالي لا يرفض مبدأ التفاوض على الإطلاق، ما دام هناك اتفاق مبدئي على الهدف، «وبقاء القذافي في الحكم مرفوض وغير قابل للنقاش لأنه أمر يرفضه جميع الليبيين».