تحتفل الجامعة البريطانية في مصر بإصدار أول أطلس في العالم العربي والشرق الأوسط لصخور البترول ومعادن الخامات الاقتصادية وأماكن البترول المستقبلي ومناجم الذهب في مصر للدكتور مصطفى محمود سليمان، أستاذ الجيولوجيا بكلية هندسة الطاقة والبيئة بالجامعة البريطانية، ويعد هذا الأطلس الصادر باللغة الإنجليزية بمثابة دليل ومرجع للعاملين في كل القطاعات المعنية، حيث يتضمن صورا حقلية ومعملية تساعد الدولة والباحثين في الاكتشافات الجديدة.
وبدأ الدكتور مصطفى محمود سليمان العمل على إعداد هذا الأطلس ومتحف ومعمل الصخور الموجود بالجامعة البريطانية منذ أكثر من 10 سنوات، ليضم المتحف أكثر من ٣٠٠٠ عينة صخرية ومعدنية مختلفة، و١٥٠٠ شريحة صخرية رقيقه، تمثل جميع أنواع الصخور والمعادن الاقتصادية الموجودة في جميع الصحارى المصرية.
من جهته، أهدى محمد فريد خميس، رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر، أطلس صخور البترول ومعادن الخامات للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وجميع الوزارات المعنية، مؤكداً حرص الجامعة البريطانية على تشجيع العلم والعلماء، لأنهما السبيل الوحيد لتحقيق الطفرة المرجوة.
وأشار خميس إلى أن هذا الأطلس يضاهي في أهميته أعمال الراحل الدكتور جمال حمدان لذلك سوف يكون إضافة حقيقية للمكتبة البحثية المصرية في مجال البترول والثروة المعدنية، لافتاً إلى أن الجامعة البريطانية منذ نشأتها ونحن نؤمن بأن الجامعة لابد أن يكون لها رسالة علمية وإسهامات تجاه مسيرة تقدم الدولة والمجتمع، وهو ما نفعله ونلتزم به كأحد أشكال رد الجميل لمصر.
ووصف الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية «أطلس صخور البترول ومعادن الخامات» بالإنجاز الكبير لعالم جليل، استطاع من خلال هذا الأطلس أن يقدم لمصر شيئاً مهماً، لذلك قمنا بطباعته باللغة الإنجليزية مع تسجيله محلياً ودولياً، موضحاً أنه سيتم إهداء نسخة لكافة المكتبات الكبرى والجامعات الموجودة في مصر.
وأكد الدكتور مصطفى محمود سليمان أستاذ الجولوجيا بكلية هندسة الطاقة والبيئة بالجامعة البريطانية، أنه يعمل منذ ستينيات القرن الماضي على هذا المشروع، ولولا الدعم الكامل للأستاذ محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية وإيمانه بأهمية هذا الأطلس المكون من ١٠٢٣ صفحة من القطع الكبير، لما ظهر إلى النور، لأن رحلة البحث والتنقيب في الصحراء الشرقية والغربية وسيناء مكلفة للغاية.
وأوضح سليمان أن أطلس الصخور ومعادن الخامات ومناجم الذهب سوف يفيد الدولة في مجال البترول والغاز والثروة المعدنية بشكل عام والاكتشافات الجديدة بوجه خاص، فضلاً عن أنه يعد مرجعاً لكل من يعمل في هذا المجال.
وبَيّن أستاذ الجيولوجيا أن البترول يستخرج من صخور تسمى صخور المصدر ويختزن في صخور يطلق عليها المختصون اسم صخور الخزان ويحفظ بواسطة صخور الغطاء، وهذا المثلث هو عماد البترول وأي منقب عن البترول لابد أن يعرف طبيعة وصفات هذه الصخور وكيفية البحث عنها، بالإضافة لصفات كل نوع منها في الحقل والعينات اليدوية وتحت الميكروسكوب من خلال استخدام شرائح رقيقة لهذه الصخور ليتمكن من معرفة اسم الصخر وطريقة تكوينه وعمره وصفاته البتروفيزيائية واستخدام تلك المعارف في رحلة البحث عن البترول واستخراجه والتكاليف اللازمة.
وتابع سليمان: «هناك مناطق يوجد بها بترول ولكن تكلفة استخراجه باهظة للغاية، وهذا الأطلس يساهم في خفض هذه التكاليف». لافتاً إلى أن أطلس صخور البترول ومعادن الخامات يتناول الخامات الاقتصادية المصرية التي يحتمل العثور عليها أثناء البحث واستكشاف البترول وحفر الآبار، فأثناء الحفر عن البترول قد يتم الحصول على خامات ثمينة مثل البوتاسيوم والذي تم اكتشافه في جنوب جبل الزيت وام نجار على الضفة الغربية لخليج السويس في عام ١٩٨٣.
واستطرد أستاذ الجيولوجيا :«هذا الأطلس يتضمن أيضاً أنواع الصخور المصرية وخامتها المعدنية بالصور مع شرح واف لها بالإضافة لمواقع تواجدها، فضلا عن الصخور النفطية أو ما يسمى الطفل الزيتي والذي يشكل المصدر المستقبلي للبترول، وتحتوى منطقة جبل الجلالة على كميات كبيرة جدا منه».
وأشار سليمان إلى أن الأطلس يحتوي على شرح لجميع أنواع حجر الجير في مصر خاصة حجر الجير الأبيض، كما أنه يجيب عن تساؤلات من مثل: لماذا بني قدماء المصريين أكبر الأهرامات على هضبة صخرية صلبة في الجيزة، علماً بأن الجيزة والفيوم تعد من المناطق الزلزالية والتي تشهد زلزالا كل ٧٢ سنة تقريبا ورغم ذلك لم تتأثر الأهرامات الكبري بهذه الزلازل.
جدير بالذكر أن الدكتور مصطفى سليمان يعمل أستاذاً للجيولوجيا بكلية هندسة الطاقة والبيئة بالجامعة البريطانية، وحاصل على جائزة الدولة في العلوم سنة ١٩٨١ ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة ١٩٨٢، وهو عضو في الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة.