يبدأ اليوم أول عروض ومنافسات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذي افتتحت دورته الـ41 أمس بدار الأوبرا المصرية، وتتواصل فعالياته حتى 29 نوفمبر الجارى، وحافظت إدارة المهرجان على اسم الراحل يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، كما كانت لفتة طيبة من المهرجان باستخراج كارنيه باسم وصورة الراحل كمدير فنى للدورة الحالية، ليظل «رزق الله» أحد رموز النقد السينمائى حاضرًا في المهرجان، كما سيُعرض خلال الدورة الحالية فيلم تسجيلى عن مشواره وما قدمه للمهرجان وللنقد السينمائى.
وفى حين كرمت الدورة الحالية أيضا الممثل والمخرج وكاتب السيناريو البريطانى من أصل أمريكى تيرى جيليام والمخرج المصرى الكبير شريف عرفة والفنانة منة شلبى بمنحهم جائزة فاتن حمامة، عُرض في ختام الحفل فيلم «الأيرلندى» للمخرج الشهير مارتن سكورسيزى، بطولة «آل باتشينو، وجو بيشى، وروبرت دى نيرو».
ويحتفى المهرجان أيضا بالسينما المكسيكية التي اختيرت كضيف شرف الدورة الـ 41، ويشمل برنامج التكريم عرض 8 أفلام وتكريمين، بالإضافة إلى إقامة عدد من الندوات والمحاضرات التي تُلقى الضوء على صناعة السينما المكسيكية. قال محمد حفظى، رئيس المهرجان: «إن هناك تشابها كبيرا بين السينما المكسيكية والسينما المصرية عقب الأزمنة، فكلتاهما مرت بعصور ذهبية خرج خلالها عدد من الكلاسيكيات التي أثْرَت السينما المحلية والإقليمية وأحيانا العالمية، أيضا كانت هناك فترة ركود، سواء على المستوى الفنى أو في حجم الإنتاج، ولكن السينما المكسيكية استطاعت بفضل جيل جديد من المخرجين أن تعود إلى الصدارة مرة أخرى».
احتفاء المهرجان بالسينما المكسيكية يشمل تكريم شخصيتين بارزتين في صناعة السينما المكسيكية، هما السيناريست والمخرج المخضرم جويرمو أرياجا، الذي ترشح للأوسكار، كما حاز جائزة أفضل سيناريو من مهرجان كان السينمائى، والمخرج كارلوس ريجاديس، صاحب الأسلوب الشعرى التجريبى، الفائز بجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائى، كما يتضمن برنامج الاحتفال محاضرات وماستر كلاس لعدد من السينمائيين المكسيكيين عن مراحل تطور السينما في بلادهم، ومائدة مستديرة حول صناعة السينما في المكسيك. ويعرض المهرجان للمكرم كارلوس ريجاديس فيلم «ضوء صامت»، بينما اختار هو من كلاسيكيات السينما المكسيكية فيلم «التركيبة السرية» لروبن جاميز، ويعرض للمكرم جوليرمو ارياجا فيلم «الدفنات الثلاث» لميلكادس إسترادا، من إخراج تومى لى جونز، والذى فاز عنه بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائى، بينما اختار بنفسه من كلاسيكيات السينما المكسيكية فيلم «ريح سوداء» للمخرج سيرفاندو جونزاليس، كما يعرض المهرجان لضيفه جابريل ريبستاين فيلم «600 ميل»، اختار هو عرض فيلم «عقوبة مدى الحياة» لوالده أرتورو ريبشتاين، أما ميشيل فرانكو فيعرض له المهرجان فيلم «مُزمن» الحائز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائى، بينما اختار هو عرض فيلم «هو» للمخرج الإسبانى المكسيكى لويس بونويل صاحب الأعمال السوريالية المميزة.
من جانبه، قال خوسيه أوكتابيو تريب، سفير المكسيك في مصر، إن قرار استضافة «القاهرة السينمائى» أحد أعرق المهرجانات السينمائية بالمنطقة لدولة المكسيك لأول مرة يعد شرفًا كبيرًا للمكسيك وصناعتها السينمائية، كما يعد أيضا حافزًا مهمًّا لاكتشاف مجالات جديدة للتعاون بين المكسيك وإفريقيا والشرق الأوسط.
وأشار السفير المكسيكى إلى أن مهرجان القاهرة السينمائى يعد نافذة لتعزيز مجال جديد من التعاون الثنائى بين مصر والمكسيك.
وأوضح «تريب» أن صناعة السينما المكسيكية تشهد منذ مطلع هذا القرن طفرة كبيرة، وكشف عن بعض الإحصائيات المرتبطة بصناعة السينما في المكسيك خلال العشرين عاما الماضية، موضحًا أن عدد الحاصلين على جوائز الأوسكار من المكسيكيين وصل إلى 32 سينمائيًّا، خمسة منهم حصلوا على جائزة أفضل مخرج، وخمسة على جائزة أفضل تصوير، وواحد لأفضل فيلم أجنبى، والعديد غيرها في الفئات المختلفة، وفى عام 2018 فقط فازت الأفلام المكسيكية بـ78 جائزة من 23 دولة.
يضم المهرجان 5 مسابقات بـ 5 لجان تحكيم، في حين تتنوع جوائز المهرجان والجهات المانحة لها بالتعاون مع المهرجان، حيث تشارك مؤسسة «إنسان فيلمز» في النسخة السادسة من ملتقى القاهرة السينمائى، التي تقام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى، حيث إنها تشارك ضمن عدة كيانات أخرى في تقديم جوائز مادية لمشروعات الأفلام المشاركة، وتصل قيمة جائزة «إنسان فيلمز» إلى 7000 دولار تقدم إلى صناع الفيلم الفائز، ويصل مجموع قيمة الجوائز إلى 200 ألف دولار، وهو أعلى رقم يقدمه الملتقى منذ انطلاقه، وفقا لبيان صحفى صدر عن مهرجان القاهرة السينمائى.
ويتنافس على الجائزة 16 مشروعًا روائيًّا ووثائقيًّا في مرحلتى التطوير وما بعد الإنتاج، الأفلام المرشحة للفوز تأتى من مصر والأردن واليمن ولبنان وفلسطين وسوريا وتونس والعراق، وستختار لجنة تحكيم الفائزين، والتى تضم السيناريست المصرية مريم نعوم، وإيدا مارتينز المؤسسة والمديرة العامة لشركة ميديا لونا نيو فيلمز، والمنتج ومستشار المشاريع السينمائية والتليفزيونية جورج ديفيد.
وقال محمد فهمى مؤسس «إنسان فيلمز»: «شرف للشركة أن تكون قادرة على منح يد المساعدة لفيلم قادم ودعم منتجيها، ونأمل رؤيته على الشاشة وأن يفوز بعدة بجوائز أيضا».