قال الدكتور حازم عبد العظيم، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن انسحاب الدكتور البرادعي من سباق الرئاسة «صدمة كبيرة»، مشيرًا إلى أنه أعاد إلقاء الحجر في وجه النظام، وما حدث «سيؤثر في الحشد ليوم 25 يناير». وقال في حديث لبرنامج «اليوم» مع الإعلامية دينا عبد الرحمن: «البرادعي هو من حرك بداخلنا الأمل والرغبة في التغيير منذ 2010، وكان له دور كبير في الثورة».
وأضاف: «توقعت ما حدث، لكن صدمت لأن المعركة مازالت قائمة، بعد أن اتضح أن النظام أسوأ مما بدا، وأن المجلس العسكري امتداد لمبارك، وأعتقد أن البرادعي رأى الطريق غير ممهد للديمقراطية، وهو ما ظهر منذ استفتاء الدستور الذي احترمنا نتائجه».
وأشار إلى أن الأمر الإيجابي الوحيد في قرار الانسحاب هو التوقيت «لأنه يقول إنه عاد كعامل تغيير وأن الثورة مستمرة لأن النظام قائم».
وأكد عبد العظيم أن البرادعي «مُحق في الانسحاب، لأنه حتى الآن كمرشح رئاسي لا يعلم هل ترشحه سيكون بموجب إعلان دستوري أم دستور؟ وهو السؤال الذي أتحدى أي أحد أن يجيب عليه، بما في ذلك المجلس العسكري»، وأضاف: «الجدل الدائر حول هذا الأمر لا يظهر كم التخبط الحالي، بل الاستهانة بالشعب أيضًا، وهو ما لا يتناسب مع البرادعي كشخص يعمل وفق أسس».
ووصف «عبد العظيم» خبر محاولة العسكري إقناع البرادعي بالعدول عن قراره بـ«الكوميدي» قائلًا: «لا أعتقد أن العسكري يحتاج إلى شخصية كالبرادعي، فهذا النمط لا يتماشى معه، ولو كان المجلس مقتنعًا به، فلماذا لم يوافقوا عليه كرئيس لحكومة إنقاذ وطني بصلاحيات كاملة حين طرحت الفكرة؟».
وتابع : «هم يريدون استمراره كعامل تهدئة، وهذه هي سياسة المجلس منذ تولى السلطة، حيث واظب على إعطائنا مهدئات، كما أنه لا يتحرك سوى بالضغط، ويعلم أعضاؤه جيدًا أن حشد الناس سيفقدهم الشرعية». وأعلن أنه رغم اتفاقه مع موقف البرادعي في الانسحاب، فإنه كان يرغب في دخوله تحالف رئاسي مع مرشحين آخرين، وذكر من بينهم «الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي»، وقال: «كان يجب تكوين مجموعة رئاسية بها رئيس جمهورية ونائبه ورئيس وزراء، طالما أن البرادعي مستعد لخدمة مصر فى أي موقع، وهذا التجمع كان بهدف إعطاء الشباب أمل، ولأن هؤلاء هم مرشحو الثورة».
مضيفًا: «هذا التحالف كان سيضع كلَا من الإخوان والعسكري في موقف (مش كويس)، لأن (العسكري) يريد مرشحَا له أو يتماشى معه، و(الإخوان) لن تدعم (أبو الفتوح) لأنه خالف أمر الجماعة وهو ما سيظهر من تغليبهم مصلحة الجماعة على مصلحة مصر».
وتابع: «فكرة ذكية أن يحذو بقية مرشحي الرئاسة، المحسوبين على الثورة، حذو البرادعي وينسحبوا من الانتخابات، لأن ذلك سيحرج المجلس العسكري الذي أراد أن يبدو حاميَا للثورة».
واختتم قائلَا: «قبل 25 يناير الماضي، البرادعي ألقى حجرَا في وجه مبارك، فسقط ليحرك المياه الراكدة، وها هو يعيد الأمر قبل 25 يناير الجاري بإلقاء نفس الحجر في وجه المجلس العسكري لتحريك المياه مرة أخرى».