x

شيخ الأزهر يدعو من الفاتيكان إلى عقد مؤتمر لاحترام الحضارات

الطيب: الجانب الإيجابى للتكنولوجيا الرَّقميَّة قدَّمَ للإنسانيَّةِ خدماتٍ كبرى ومصالحَ هائلة
الجمعة 15-11-2019 16:32 | كتب: أحمد البحيري |
مؤتمر قمة قادة الأديان مؤتمر قمة قادة الأديان تصوير : آخرون

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على الجانبِ الإيجابيِّ للتكنولوجيا الرَّقميَّة، الذي قدَّمَ للإنسانيَّةِ خدماتٍ كبرى ومصالحَ هائلةً، وأهمُّها توفيرِ فُرَصِ التعلُّم للأطفالِ المحرومين من هذه النعمةِ بسببِ ما ابتُلِيت به بلادُهم من صراعاتٍ وحروبٍ وفقرٍ ومجاعاتٍ وهجراتٍ قسريةٍ، موجهًا شكره للمنظماتِ والمبادراتِ الحكوميَّةِ والأهليَّةِ التي وظَّفَت الوسائطَ الإليكترونيةَ في إنقاذِ هؤلاء الأطفالِ من براثنِ الجهلِ والأميَّةِ في القرنِ الواحدِ والعشرين.

وأوضح شيخ الأزهر، خلال كلمته اليوم الجمعة بمؤتمر قمة قادة الأديان «تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي» الذي يعقد بالفاتيكان، أن المشكلة هي أن التقدم العلمي اليوم هو سـلاحٌ ذو حَدَّين، يَصعُب فيه فرزُ الأفضلِ لتطبيقِه، واستبعادُ الأسوأ لتَجَنُّبه، مبينًا أن الحل يكمن في عودةُ مسؤوليَّة الأُسرة عن الطفل، ومراقبتها للأطفالِ، وحَقّها في التوجيـهِ والتأديبِ والتهذيبِ، وألَّا يُعد شيء من ذلك ضربًا من ضروب العُنف تمارسه الأُسْرَة ضِدَّ الطفل، فحمايةُ الطفل من الأوبئة والأمراض الخُلُقيَّة أوجَبُ وألزَمُ بكثيرٍ من دعاوى حق الطفل في حُرِّيَّاتٍ لا محدودة تُقدِّمُه لقمةً سائغةً لأمراض أعنف وأشد فتكًا.

وأكد شيخ الأزهر على ضرورة التذكيرُ الدائم بالآثار التدميريَّة لثورة التكنولوجيا الرقمية، ومواصلةُ طرح هذه القضايا على طاولات النقاش في المؤسسات الدِّينية أوَّلًا، ثم في مؤسَّسات التعليم، وفي البرامجِ والمقرَّراتِ التعليميَّة وبخاصةٍ في مراحلِه الأولى، وكذلك في المنظَّماتِ الحكوميَّة والأهليَّة وفي مُقدِّمتِها: منظمةُ الأمم المتحدة واليونيسكو، وغيرُها.. وأن تكون لكرامةِ الطفل أولويَّةٌ وأهميَّةٌ قُصوى في الاتفاقياتِ الدوليَّةِ الخاصَّةِ بالطفلِ.

وفي ختام كلمته أشار شيخ الأزهر إلى أن هناك أثر سلبي لعولمةِ اتفاقيات الطفل، وإلغاء الفروق، وكلِّ صورِ التمييز بين الرَّجُلِ والمرأة، مؤكدًا ضرورة أن تُراعى في صياغةِ حقوقِ الطفل ثوابتُ الثقافات الأخرى وبخاصةٍ: الثقافات الشرقيَّة، التي تحفلُ بالأديانِ، وتنزلها منزلةً عُليا من الاحترامِ والتقديس منذ آلافِ السنين»، داعيًا إلى عقد مؤتمر لمناقشة هذه القضيَّة، والأخذ في الاعتبار مبدأَ احترام الحضارات.

يشارك في فعاليات هذا المؤتمر أكثر من ٨٠ شخصية عالمية من قادة الأديان، ومتخصصين في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع وممثلين عن منظمات محاربة جرائم العنف ضد الأطفال، وتقام فعالياته في ١٤ و١٥ نوفمبر، بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ،ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشيخ الأزهر، والبابا فرانسيس ،بابا الكنيسة الكاثوليكية، بالتعاون بين الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية وتحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أمانا، و«تحالف كرامة الطفل»، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل.

وتعد هذه النسخة الثانية من أعمال قمة قادة الأديان من أجل تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي، حيث أقيمت النسخة الأولي في عام ٢٠١٧ بالعاصمة الإيطالية، والتي انتهت ب «إعلان روما» الأخير، والذي دعا السياسيين وقادة الأديان والمنظمات المهتمة بشئون الأطفال، للتعاون في بناء وعي عالمي من أجل حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، ونتج عنه ملتقى «تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات»، والذي أقيم في نوفمبر من العام الماضي، بالعاصمة الإمارتية أبوظبي، بحضور شيخ الأزهر، وعدد كبير من قادة الأديان حول العالم.

مؤتمر قمة قادة الأديان

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية