x

«سكر الأطفال»: 14 طفلا من كل ألف مصابون بالمرض

الأربعاء 13-11-2019 00:51 | كتب: إبراهيم الطيب, سحر المليجي |
مرض السكر مرض السكر تصوير : آخرون

حين يصاب أحد أفراد الأسرة بالسكر يُسبب الكثير من القلق والارتباك، وإذا كان هذا الفرد طفلا يكون الأمر أكثر إزعاجا وقلقا للأسرة بالكامل، السكر الذى يصيب الأطفال يكون غالبا من النوع الأول ويحدث نتيجة عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين، ولكن بسبب انتشار العادات الغذائية الخاطئة والتى تسببت فى حدوث السمنة نتج عنه حدوث الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى فى صغار السن، ووفقا لآخر إحصائية للاتحاد الفيدرالى الدولى للسكر العام الماضى، فإن نسبة الإصابة بمرض السكر فى الفئة العمرية حتى 19 سنة هى 14 لكل ألف فرد، وهذا العدد مرشح للزيادة خاصة فى الدولة النامية، وبالتالى نحن الآن أمام مرض منتشر نحاول بالسيطرة عليه باتباع العادات الغذائية والنشاط البدنى.

لدينا مكانان فقط لاستقبال هؤلاء الأطفال، الأول معهد السكر والثانى وحدة السكر بمستشفى أبو الريش، ويقدمان العلاج بالمجان للأطفال بجانب التأمين الصحى لأطفال المدارس، إلى جانب التثقيف والتوعية للأهل.

ويقول الدكتور خالد الخشاب نائب مدير مستشفى أبو الريش للأطفال، واستشارى الغدد الصماء بوحدة السكر، إن المستشفى يشتمل على عيادة للسكر تستقبل جميع الحالات المصابة سواء محجوزة بالوحدة أم خارجها ومتابعتها بشكل دورى، فضلا عن القسم الداخلى الذى يُعد أكبر قسم فى مصر للأطفال المصابين بالسكر، لاحتوائه على 23 سريرا بينها 6 أسرة للرعاية المركزة.

وأشار الخشاب إلى أن الوحدة يوجد بها مثقف صحى لتوعية الأهالى بالمرض وطرق التعامل معه وأسلوب الغذاء المناسب للطفل المصاب ولأسرته، وهذا المثقف الصحى يقدم خدماته يوميا وللجميع بالمجان، بهدف الحد من المضاعفات التى من الممكن أن يتعرض لها الطفل، وكيفية التعامل السريع معه حالة دخوله فى مضاعفات.

وعن العلاجات الجديدة وأهمية الكشف المبكر، أكد الخشاب أن الكشف المبكر قد يكون مفيدا للمرضى من النوع الثانى فى تجنب الإصابة، لكن فى النوع الأول تقتصر فائدته على منع دخول الطفل فى مضاعفات قد تودى بحياته إذا تأخرت أسرة الطفل فى اكتشاف الإصابة، مشيرا إلى أنه لا توجد علاجات جديدة حاليا للأطفال، ولكن التطور التكنولوجى فى التعامل مع المرض هو ما يفيد الطفل حاليا من خلال قياس نسبة السكر باستخدام أجهزة حديثة دون اللجوء إلى «شك الأصبع»، إضافة إلى وجود مضخات أنسولين بديلة عن الحقن، ولكن هذه الأجهزة باهظة الثمن حاليا.

ومن المخاطر التى تزيد القلق والخوف داخل الأسرة كيفية التعامل مع طفلهم المصاب، خاصة خلال أوقات الدراسة، وتزداد الأسئلة عن الاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من أى مشاكل قد تحدث، ويوجه الدكتور أحمد السبعاوى أخصائى الغدد الصماء والسكر بالمعهد القومى لأمراض السكر ومدير العيادات الخارجية بالمعهد، عددا من النصائح، أولها أن أهل الطفل يجب أن يعلموا أن المرض ليس عيباً فهو مرض مزمن يمكن التعايش معه بصورة طبيعية، والفرق الوحيد بين الطفل المصاب وغير المصاب هو العلاج فقط، ويجب أن ينعكس ذلك على الطفل فلا يشعر بالإحراج من معرفة أصدقائه أنه مصاب بالسكر.

واستطرد: «من أهم أسس العلاج التثقيف الطبى لمريض السكر، فالطفل المصاب يجب أن يعلم كل شىء عن كيفية السيطرة على المرض والتصرف حال حدوث ارتفاع أو انخفاض بالسكر، فهو طبيب نفسه، ويجب أن يرجع دائمًا إلى طبيبه أو المثقف الصحى لسؤاله عن أى أسئلة متعلقة بالمرض».

ودعا «السبعاوى» كل أب وأم لديهما طفل مصاب بالسكر، إلى طلب مقابلة مدرس الفصل وطبيب المدرسة أو الممرضة الخاصة أو الزائرة الصحية لإعطائهم معلومات كافية عن حالة طفلهم والنظام الغذائى المناسب والدواء الموصوف له من قبل الطبيب وتعليمهم كيفية استخدامه، وإعطاء المدرسة تقريرًا طبيًا مفصلًا عن حالة الطفل الصحية.

وأشار إلى أنه من الأمور المهمة أيضًا ضرورة وجود حقيبة خاصة تحتوى على جهاز قياس السكر وقلم الأنسولين الخاص وقطعة من الحلوى وكارت التعريف الخاص، فلا ينبغى على الطفل المصاب عدم حمل هذه الحقيبة خلال تحركاته، فأهمية جهاز السكر لمعرفة أى تغيير فى مستوى السكر بالدم فى حالة الإحساس بأى أعراض غير معتادة لتفادى حدوث الحالات الطارئة، ويجب على الطفل أن يحمل قلم الأنسولين الخاص به حتى لا يفقد أى جرعة وأيضًا لاستعماله فى حالة ارتفاع السكر، وفى حالة الانخفاض يمكنه الإسراع بتناول قطعة الحلوى لتفادى حدوث غيبوبة، وكارت التعريف الخاص بالطفل يحمل البيانات الأساسية (اسم التلميذ، اسم الوالد، رقم هاتف البيت، رقم هاتف العمل، اسم الطبيب، عنوانه) لسرعة التواصل فى حال حدوث أى طارئ.

ومن أخطر المشاكل التى تحدث للطفل أثناء المدرسة، هى الانخفاض فى مستوى السكر بالدم نتيجة مجهود بدنى زائد، أو تناول الأنسولين دون الأكل المناسب، وهنا يحدث خطأ شائع نواجهه كثيرًا أن بعض الأطفال يتناولون جرعة الأنسولين ولكنهم يؤخرون وجبة الإفطار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية