أقل ما يوصف به فيلم «ريم ومحمود وفاطمة» الذى يصوره الآن المخرج يسرى نصر الله أنه «غير تقليدى» وقد يصفه البعض بأنه تجربة «مجنونة» لا تعتمد على سيناريو محدد أو حوار مكتوب بشكل نهائى ولكن الأحداث اليومية هى التى تكتب سطور هذا الفيلم الذى يرصد المرحلة الانتقالية التى تعيشها مصر الآن والذى تبدأ أحداثه بعد عملية الاستفتاء وحتى اختيار الرئيس المقبل. الفيلم يستعرض الأصوات والتيارات السياسية الآن ويتساءل ما هو حلم الشباب المصرى فى هذه المرحلة؟ وكيف يسعى لتحقيق هذا الحلم؟
لذا ليس من الغريب أن تجد سيناريو الأحداث يرصد أحد المؤتمرات الهامة للقوى الوطنية أو اعتصاماً داخل ميدان التحرير أو أزمة مع أهالى الشهداء، وكلها أحداث فى نسيج هذا السيناريو الذى كتبه يسرى نصر الله مع السيناريست الشاب عمر شامة.
يضم الفيلم حتى الآن 5 شخصيات أساسية هى منة شلبى التى تجسد دور «ريم» وهى ناشطة سياسية تعمل فى إحدى شركات الإعلانات ولكنها تواجه مشكلة فى عملها عندما تقرر الشركة تنفيذ حملة للتوعية من خلال الاستعانة بكومبارس، بينما ترى ريم أنه يجب النزول للشارع ومقابلة أشخاص حقيقيين بدلا من الكومبارس للتعرف على المشاكل الحقيقية وهذا ما تواجهه فى رحلتها داخل الميدان وغيره من الأماكن الحيوية، وتنجح من خلال مقابلتها فى الكشف عن واقع لا تعرفه، وتمثل ريم النموذج الأرستقراطى فى الفيلم حيث إنها تنتمى لطبقة راقية بالإضافة إلى أنها مطلقة، بينما يجسد باسم السمرة دور «محمود» وهو فقير متزوج من ناهد السباعى والتى تجسد دور «فاطمة» ولهما طفلان، ويمثل هذا النموذج الطبقة الفقيرة أو المعدومة التى تعانى فى الحياة للبحث عن قوت يومها، أما الشخصية الرابعة فهى فيدرا وتجسد دور سيدة تهتم بحقوق الحيوان وعندما تنغمس فى الواقع تكتشف أن الإنسان لم يحصل على أدنى حقوقه، أما الشخصية الأخيرة فهى سلوى محمد على وتجسد دور ناشطة سياسية تتبع إحدى الجمعيات الأهلية وتشترك فى معظم الأنشطة السياسية.
الفيلم يمزج بين الشكل الوثائقى والدرامى حيث يعتمد فى أصله على حكاية بينما يضم حوارات ويرصد لأحداث واقعية، ووصف يسرى نصر الله التجربة بـ«الكابوس» وقال: تنفيذ تجربة بهذا الشكل صعب للغاية لأن هناك العديد من الأحداث اليومية فى هذه الظروف ومن الصعب حصرها أو استغلالها جميعا، وأضاف يسرى: كما أننى أخشى أن يطغى الشكل الوثائقى على الشكل الدرامى والعكس. وأكد يسرى أنه رفض استغلال هذه الأحداث فى عمل وثائقى فقط وقال هناك حدوتة وحكاية أريد أن أحكيها فى هذا العمل، فأنا أحاول توظيف الأحداث التى نعيشها ضمن هذه الحكاية لذلك أؤكد أن هناك إطاراً محدداً ومكتوباً نسير جميعا بداخله ونوظف الأحداث به، لذلك فنحن لن نرصد كل الأحداث ولكن ما يفيد السيناريو، ورغم ذلك فإن الفيلم قد يفرز شخصيات جديدة لا نعرفها حتى الآن ولكن سيتوقف ذلك على الأحداث وحدوتة الفيلم وهذا يعنى أن الأحداث قد نكتبها بشكل يومى ولا أعرف إلى أين ستأخذنى نهاية هذا العمل حتى الآن.
وقال يسرى: صعوبة هذا العمل تكمن فى تصويره لأنك تضطر لأن تضع أبطالاً وسط مظاهرة حقيقية فى ميدان دون أن يكون هناك تحكم منا فى سير الأمور كما تجرى حوارات بين الممثلين وأشخاص عاديين، كما أنك قد تواجه أحداثاً غير متوقعة وتضطر بشكل طارئ إلى الاستعانة بالممثلين وتصوير ما يحدث، وكلها أمور تزيد من صعوبة العمل.
وأضاف يسرى: من المقرر أن أنهى التصوير بعد انتخابات الرئاسة وهذا يعنى أن التصوير ممتد حتى إجراء الانتخابات، وأكد يسرى أنه اشترط على الممثلين المشاركين فى هذا الفيلم التفرغ الكامل طوال مدة التصوير حتى يتاح له استدعاؤهم فى أى وقت، وأكد نصر الله أنه قام بإرسال نسخة من السيناريو للرقابة وأكد لهم أن الفيلم سيرصد معظم الأحداث الجارية خلال هذه الفترة بما يتناسب مع أحداث الفيلم، وأكد أنه حصل على تصريح رقابى وموافقة على التصوير شرط أن يراعى الآداب العامة وعدم المساس بالقضايا التى ينظرها القضاء الآن، وقال يسرى: رغم هذه الشروط فإننى لا أستطيع أن تجاهل مطالب الثوار فى التحرير وقد قمت بتصوير لقطات لبعض الثوار كانوا يطالبون فيها بالقصاص من مبارك ولن أستطيع أن أحذف هذه المشاهد لأنها تمثل نبض فئات من الشعب، وبيّن يسرى أنه قام بتصوير بعض مشاهد فيلمه فى ميدان التحرير دون الحصول على تصاريح من الداخلية لأن الميدان لا يوجد به أى عناصر من الداخلية على حد قوله، وأكد يسرى عدم تخوفه من زيادة مشاهد الفيلم، وقال لقد سبق أن قدمت فيلم «صبيان وبنات» واستغرق تصويره 75 ساعة كاملة ولكنى لخصته فى ساعة ونصف فقط.
وأضاف يسرى أن الفيلم ليس عن الثورة ولكنه عن البنى آدمين وكيف تغيروا بعد الثورة، وقال: الفيلم يتم تصويره بكاميرا ديجيتال صغيرة ويشرف على التصوير سمير بهزان وقد رصدت للفيلم ميزانية تصل إلى 8 ملايين جنيه.