x

السيسي يشهد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف (بث مباشر)

الخميس 07-11-2019 09:58 | كتب: بوابة الاخبار |
كلمة السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة - صورة أرشيفية كلمة السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح الخميس، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، احتفال مصر بذكرى المولد النبوى الشريف، والذى تنظمه وزارة الأوقاف.

حضر الاحتفال كل من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والوزراء وممثلون عن الكنيسة ولفيف من الشخصيات الوطنية والتفيذية والدينية وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة وقيادات الأزهر والأوقاف وجمع من الأئمة والواعظات من مختلف المحافظات.

بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقاريء الشيخ هاني الحسيني.

وعقب تلاوة أيات من الذكر الحكيم، أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الأمة الإسلامية في حاجة ملحة إلى ثورة حقيقية في الفكر الديني ليس على الدين، إنما ثورة على الأفكار الجامدة والمتطرفة، ثورة على المتاجرة بالدين والتفسيرات الخاطئة والمنحرفة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقال وزير الأوقاف، في كلمته خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إننا نحتاج إلى ثورة تعود بالخطاب الديني إلى مساره الصحيح دون إفراط أو تفريط بحيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد هي الحاكمة لمسارات الاجتهاد والتجديد.

وأضاف جمعة أنه، في إطار خطة وزارة الأوقاف المصرية الدعوية أن نبني نسقا معرفيا مستنيرا يقوم على إعمال العقل في فهم صحيح النص وإحلال مناهج الفهم والتفكير محل مناهج الحفظ والتلقين دون تأمل أو تحليل، والانتقال من فكر الجماعة النفعي إلى فقه بناء الدول، ومن فقه دولة الأغلبية القديمة إلى دولة المواطنة المتكافئة الحديثة متجاوزين مصطلح الاقلية والاكثرية إلى مصطلح الدولة الوطنية.

وقال إن الانتقال من مصطلح الثقافة المغلقة إلى أفاق الثقافة الرحبة بما يسهم في بناء الشخصية واسعة الأفق القادرة على فهم التحديات وفك شفراتها ووضع الحلول المنطقية لمعالجتها«.

وأضاف وزير الأوقاف «والانتقال من فقه ما قبل الدولة الأولى الحديثة إلى فقه ما بعد الدولة الحديثة، بل من فقه ما قبل النظام العالمي إلى فقه ما بعد النظام العالمي».
وأكد وزير الأوقاف أنه يتعين على من يتصدى للحديث في الشأن العام عالما كان أو مفتيا أم سياسيا لابد أن يكون واسع الأفق ثقافيا ومعرفيا.

وقال إن أي إجراء فقهي أو افتائي أو دعوي لابد أن يضع في اعتباره كل الملابسات المجتمعية والوطنية والدولية المتصلة بالأمر المفتى فيه حتى لا تصدر بعض الآراء والفتاوى الفردية المتسرعة في الشأن العام بما يصادم الواقع أو يتصادم مع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ولا ينافي قواعد وتعاليم ديننا الحنيف.

وأضاف وزير الأوقاف أن الوزارة وضعت برامج تدريبية وتثقيفية جادة لبناء جيل مستنير من الآمة العلماء، يشرف خمسة منهم اليوم بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال إنه تأكيدا على اهتمامنا بدور المرأة يتم لأول مرة تكريم احدى الواعظات المتميزات لحصولها على المركز الأول بين جميع المتدربين والمتدربات من الدفعة الأولى بأكاديمية الأوقاف.

وأضاف جمعة أنه تم توسيع عملنا التثقيفي المشترك مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة والشباب والرياضة والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة؛ فضلا عن العمل المشترك مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

وقال وزير الأوقاف، إن خطتنا في المرحلة المقبلة تقوم على أساسين: الأول استكمال مسيرة التجديد والتي سيكون أول أعمالها إصدار دار كتاب خلال أيام تحت عنوان «مفاهيم يجب أن تصحح في فقه السيرة والسنة» الأمر الأخر والاهم هو التحول بهذا النسق المعرفي المستنير من ثقافة النخبة إلى ثقافة مجتمع وثقافة شعب وثقافة أمة والعمل على نشر هذا النموذج عالميا لتصحيح صورة الإسلام وهو ما تترجم خطبة الجمعة أسبوعيا إلى 18 لغة وننشرها مكتوبة ومسموعة ومرئية بهذه اللغات بالتعاون مع الإذاعات والبرامج الموجهة بالهيئة الوطنية للإعلام وهو ما يلقى صدى وإعجابا وتفاعلا عالميا ودوليا واسعا وأن نطلق حملتنا العالمية طوال هذا الشهر الكريم «شهر ربيع الأول» من هذا العام تحت عنوان «هذا هو الاسلام» بـ 20 لغة وبشراكة دولية واسعة.

وقدم وزير الأوقاف الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على الاهتمام بتحسين الأحوال المعيشية والمالية للأئمة، وقال: بناء على توجيهاتكم في أخر لقاء مع سيادتكم وبناء على تدبير التمويل اللازم من الموارد الذاتية لوزارة الأوقاف صدر قرار رئيس الوزراء بزيادة في بدل صعود المنبر قدرها 600 جنيه لجميع الأئمة الحاصلين على درجة الليسانس و800 جنيه للحاصلين على درجة الماجستير و1000 جنيه للحاصلين على درجة الدكتوراه ويطبق ذلك من أول ديسمبر إضافة إلى 100 جنيه شهريا بواقع 1200 جنيه سنويا لكل إمام لتوفير الزي اللائق له بمعرفة وزارة الأوقاف«.

وقال إن ذلك مرحلة وكل ما استطعنا تحسين مواردنا الذاتية سيتم تحسين أحوال الائمة والعاملين بالأوقاف.

وعقب ذلك، قدم الدكتور محمد مختار جمعة، نسخة من القرآن الكريم، هدية للرئيس عبدالفتاح السيسي، تقديرا وعرفانا باسمه واسم الأئمة وجميع العاملين بوزارة الأوقاف، وذلك خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف.

بدوره، أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف، أنه على الرغم مرور أكثر من 1441 عاما على مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، لا تزال الإنسانية حتي الأن ترنو نحو هذا الإشراق النبوي، الذي انبعث شعاعه حول البيت الحرام في مكة المكرمة، كلما تعثرت خطاها وأظلم ليلها، وتاه دليلها في ظلمات المادة، ودنس الشهوات، وسعار التصلب، وغطرسة القوة، فما كان لرسالة هذا النبي الكريم، إلا أن تكون ملهمة للحضارات على اختلاف توجهاتها لولا هذا البعد الفوقي العجيب، الذي تميزت به، وهو بعد الأداب الإنسانية العالية، العابرة لحدود الزمان، والمكان، والأفراد، والجماعات.

وقال الطيب إن هذا البعد اعترف به وعجب له كثيرون، حتي من مؤرخي الغرب المنصفين، ممن رزقوا حظا من استقامة الشعور، ويقظة الضمير في فهم معاني القرآن الكريم، وبلاغة السنة المشرفة، ووضعوا أيديهم على مبدأ الأخوة الإنسانية الجامعة المتغلغ في أضواء هذه الرسالة الخالدة عقيدة وشريعة وأخلاقا«.

وتابع شيخ الأزهر :«إن أحد هؤلاء المؤرخين، قال في وقت سابق، إن النبي محمد صلي الله عليه وسلم، من أكبر محبي الخير للإنسانية، وظهوره للعالم أجمع لهو أثر إرادة عليا، ولقارة آسيا أن تفتخر بهذا الرجل العظيم»، فيما قالت الموسوعة البريطانية، أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم اجتهد في سبيل الإنسانية جمعاء«.

وأضاف أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم، شهد ثلاث شهادات، شهادة بالألوهية، وبالنبوة، وبالأخوة الإنسانية، وهي ذاتها شهادة على أن الإسلام كان هو دين التوحيد الخالص، فهو بالقدر نفسه دين الإنسانية كلها، ودين المساواة بين الناس، ثم هو دين عصمة الدماء والأموال والأعراض، ودين مقاصد أخرى خلقية، أوجزها نبي هذا الدين في خطبة حجة الوداع.

وقال شيخ الأزهر إن الرسول- صلى الله عليه وسلم- خاطب الإنسانية كلها في خطبة تسمى «خطبة حجة الوداع» التي توفرت فيها دقة التاريخ من حيث عدد المسلمين ومن حيث الزمان والمكان والكلمات وأسماء المبلغين ما لم يتوفر لغيرها «.

وأوضح أن هذه الخطبة كانت يوم الجمعة الموافق التاسع من ذي الحجة من العام العاشر من الهجرة بعد أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفة، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في هذه الخطبة «أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا وانكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا هل بلغت اللهم فشهد».

وأضاف أن الرسول تابع في هذه الخطبة قائلا «واعلموا أن صدورنا لا تخون في قليل ولا كثير أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى، اللهم بلغت اللهم فاشهد».

وأشار إلى أن الرسول قال: «أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ألا لا تظلموا ....ألا لا تظلموا ...ألا لا تظلموا ثم قال الرسول ألا أخبركم من المسلم، المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، تعلمون أن كل مسلم أخ للمسلم انما المسلمون أخوة وأنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه»، فلا تظلمن أنفسكم والله ما بلغت قال الناس نعم الله فشهد«.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف خلال مسيرته التي تزيد على ألف عام يقوم على حراسة هذين الأصلين اللذين تركهما لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (كتاب الله وسنة النبي)؛ دفاعا عن ثقافة الأمة ووحدتها ودفاعا عن الوطن ووحدته وتاريخه.

وقال الطيب «إن الأزهر عاكف على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني وترشيد الوعي الثقافي والوقوف إلى جوار كل المؤسسات التي تسهر على حماية هذا الوطن من عدوى الإرهاب الفكري والجسدي، وتقاوم تيارات الغلو والإفساد بمنهج إسلامي يجعل من مقاصد الشريعة في حماية الدين والنفس والمال والعرض حماية للإنسان قبل أن يكون حماية للأديان».

وأضاف الإمام الأكبر أن لدى الأزهر الشريف ثقة كاملة في الله تعالى البلاد تجتاز جميع التحديات، ولديه ثقة بحكمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وعزمه وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به وسط عالم متلاطم الأمواج مضطرب الغايات مختلف الأهداف.

وهنأ الدكتور أحمد الطيب ـ في ختام كلمته ـ الرئيس السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بذكرى مولد رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم.

وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي خلال فعاليات احتفال وزارة الأوقاف، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تحت عنوان (خوارج العصر).

وتناول الفيلم، ما تتعرض له مصر من هجوم كاذب والتضليل بشأنها، وكذلك أعداء الحياة، والتأكيد أن الدولة المصرية تدرك مقاصدهم جيدا، كما تضمن لقطات للجماعات الإرهابية، وأعمالهم الإجرامية، وقتل الأبرياء، وتخريب المنشآت، ودور رجال القوات المسلحة في الحفاظ على أمن وسلامة مصر من كل إرهابي.

وتلى ذلك، تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، عدد من النماذج المشرفة من داخل مصر وخارجها ممن أثروا الفكر الإسلامي في مجال العمل الدعوي.

ثم ألقى الرئيس السيسي، كلمة بمناسبة الاحتفال بذكري المولد النبوي قال خلالها: «إن احتفالنا اليوم بذكرى مولد نبي الرحمة والهدى يمثل مناسبة طيبة للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم، والتي بلغها لنا متحملا في سبيل ذلك الكثير من الأذى، الذي لم يمنعه صلى الله عليه وسلم من أداء الأمانة التي كلفه بها الله عز وجل، كما أن في المشاق الجسيمة التي تحملها الرسول الكريم، ما يعطي لنا الكثير من الدروس، الواجب تعلمها واستيعابها وفي مقدمتها تحمل الأذى بثبات والصبر على المكاره، بأمل في نصر الله ومواجهة الصعاب، بعمل دؤوب لا ينقطع».

وفي ختام الاحتفالية عزفت الموسيقى السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، وصافح الرئيس السيسي، المستشار عدلي منصور، قبل أن يغادر القاعة وخلفه الحضور.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية