x

بالفيديو..«البرادعي» يعلن انسحابه من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية

السبت 14-01-2012 13:43 | كتب: ابتسام تعلب |

أعلن الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت، انسحابه من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية.


وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر السبت بمقر حملته بجاردن سيتي: «قررت عدم الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية لأن النظام السابق لم يسقط، وضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة في أي منصب رسمي إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي»، مؤكدا أن «الثورة ستستمر مادام ضمير الأمة حياً»، وأضاف: «سأعمل على تمكين الشباب من المشاركة السياسية وأنا على ثقة في أنهم سيقودون البلاد للأفضل».


جاء ذلك  بعد أن عقد الدكتور البرادعي، بمقر حملته بجاردن سيتي، لقاءً مغلقاً بعدد من الشخصيات العامة والصحفيين والمفكرين والنشطاء السياسيين، لمناقشة قرار انسحابة من انتخابات رئاسة الجمهورية.


جاء في مقدمة حضور ذلك اللقاء المغلق، الناشر إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار وصحيفة الشروق، وإبراهيم عيسى، رئيس تحرير صحيفة التحرير، ومجدي الجلاد، رئيس تحرير المصري اليوم، والكاتب الصحفي والروائي، علاء الأسواني،  والإعلامية دينا عبد الرحمن، والكاتب والباحث السياسي د. عمار علي حسن،  والإعلامي عبد الرحمن يوسف، ووائل قنديل، مدير تحرير صحيفة الشروق، والإعلامي حسين عبد الغني، والدكتور عبد الجليل مصطفى، منسق الجمعية الوطنية للتغيير.


وقالت مصادر مقربة من الدكتور البرادعي إنه أجرى عدة لقاءات في الأيام الأربعة الماضية بنشطاء سياسيين وشخصيات عامة ومثقفين وكتاب ناقش خلالها قراره بإعلان الانسحاب من السباق الرئاسي.


وقال الدكتور محمد البرادعي، في بيان إعلانه الانسحاب من السباق الرئاسي: «لقد خاضت سفينة الثورة طريقاً صعباً تقاذفتها فيه أمواج عاتية وهى تعرف مرفأ النجاة جيدا وتعرف طريقة الوصول إليه، لكن الربان الذى تولى قيادتها - دون اختيار من ركابها ودون خبرة له بالقيادة - أخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة، ونحن نعرض عليه شتى أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط».


وأضاف البرادعي: «لقد استعرضت أفضل السبل التى يمكننى منها خدمة أهداف الثورة في ضوء هذا الواقع فلم أجد موقعاً داخل الإطار الرسمي يتيح ذلك، بما فيه موقع رئيس الجمهورية الذي يجرى الإعداد لانتخابه قبل وجود دستور يضبط العلاقة بين السلطات ويحمي الحريات، أو في ظل دستور تلفق مواده في أسابيع قليلة».


وقال: «في ضوء هذه الظروف فقد قررت عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وقراري هذا ليس انصرافاً من الساحة، بل استمرار لخدمة هذا الوطن بفعالية أكبر، من خارج مواقع السلطة ومتحررا من كل القيود».



:نص بيان إعلان انسحاب الدكتور البرادعي من السباق الرئاسي


إلى أهلي، إلى أهل مصر


تقترب ثورتنا المجيدة من اتمام عامها الأول وأنتهز هذه الفرصة لأقدم خالص التعازي مرة أخرى لأهالى شهدائنا الأبرار وآلاف الضحايا من المصابين الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل أن ننعم وأبناءنا بمصر حديثة قائمة على الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، مترحماً عليهم وراجيا المولى عز وجل أن ينزلهم منازل الشهداء الأبرار.


لقد خاضت سفينة الثورة طريقاً صعباً تقاذفتها فيه أمواج عاتية وهى تعرف مرفأ النجاة جيدا وتعرف طريقة الوصول إليه، لكن الربان الذى تولى قيادتها - دون اختيار من ركابها ودون خبرة له بالقيادة - أخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة، ونحن نعرض عليه شتى أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط.


وبدلا من لم شمل الأمة فى عملية سياسية منظمة ومتفق عليها، نطلق فيها الحريات ونفتح النوافذ لإدخال الهواء النقى وتطهير العقول والنفوس من مخلفات الاستبداد، ونمنح أنفسنا المدة اللازمة لنكتب فيها دستورنا معاً بأسلوب متروٍ بروح توافقية تقوم على احترام الحقوق الأصيلة للإنسان، وننتخب ممثلينا وقادتنا في إطار سياسي ودستوري يضمن انتخابات حرة عادلة وأيضاً ممثلة لكل طوائف واتجاهات الشعب، أدخلنا هذا الربان فى متاهات وحوارات عقيمة في حين انفرد بصنع القرارات وبأسلوب ينم عن تخبط وعشوائية فى الرؤية، مما فاقم الانقسامات بين فئات المجتمع فى الوقت الذى نحن فيه أحوج ما نكون للتكاتف والوفاق.


وتواكب مع هذا اتباع سياسة أمنية قمعية تتتسم بالعنف والتحرش والقتل، وعلى إحالة الثوار لمحاكمات عسكرية بدلاً من حمايتهم ومعاقبة من قتل زملاءهم، وكل هذا في إطار حالة الطواريء الفاقدة  للمشروعية وغياب غير مفهوم للأمن وإدارة سيئة للاقتصاد، بالإضافة لعدم اتخاذ خطوات حازمة لتطهير مؤسسات الدولة - خاصة القضاء والإعلام -  من فساد النظام السابق، أو حتى عزل رموزه ومنعهم من الاستمرار في إفساد الحياة السياسية، إن العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية تدفعان البلاد بعيداً عن أهداف الثورة، مما يشعرنا جميعاً بأن النظام السابق لم يسقط.


ومع ذلك فإنى لا أود ان يتطرق اليأس الى النفوس، فدروس التاريخ تعلمنا أن الثورات العظيمة كلها تمر بمثل هذه الانخفاضات والارتفاعات، لكنها فى النهاية تصل لبر الأمان، وأهم ما تحقق خلال العام المنصرم هو كسر حاجز الخوف واستعادة الشعب لإيمانه بقدرته على التغيير وبأنه هو السيد والحاكم، كما أن المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية - رغم عيوبها الواضحة - تعزز الثقة فى قدرة الشعب على ممارسة الديمقراطية وحكم نفسه بنفسه.


وإني على ثقة أن هذا الشعب سيستمر في المطالبة بحقوقه حتى يحصل عليها كاملة، وأدعو قوى الثورة كلها للعمل مع فئات الشعب كافة لتحقيق هذا الهدف، متمسكين دائماً بسلمية الثورة، فالاحتجاج السلمي هو الذي يعطي الثورة قوتها ونقاءها.


إخوتي وأخواتي مواطني مصر الغالية


لقد استعرضت أفضل السبل التى يمكننى منها خدمة أهداف الثورة في ضوء هذا الواقع فلم أجد موقعاً داخل الإطار الرسمي يتيح ذلك، بما فيه موقع رئيس الجمهورية الذي يجرى الإعداد لانتخابه قبل وجود دستور يضبط العلاقة بين السلطات ويحمي الحريات، أو في ظل دستور تلفق مواده في أسابيع قليلة.


وفي ضوء هذه الظروف فقد قررت عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وقراري هذا ليس انصرافاً من الساحة، بل استمرار لخدمة هذا الوطن بفعالية أكبر، من خارج مواقع السلطة ومتحررا من كل القيود.


لقد قلت مراراً إن هدفى هو مساعدة أهل بلدى على إعادة بناء مصر التي ننتمي إليها ونفخر بها، وليس تحقيق مصلحة شخصية، بل إني تحملت الكثير من الإساءة والكذب والتدني الخلقي، قبل قيام الثورة وبعدها، من جانب نظام ترتعد فرائصه من قول الحق، آخذاً على نفسى عهداً ألا ألتفت لهذه الإساءات وأن أركز جهدى على مافيه المصلحة العامة، لكني أكدت ومنذ البداية أن ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا فى إطار نظام ديمقراطى حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها.


إن الثورة تعبر عن ضمير الأمة الذي انتفض، وليست مرتبطة بشخص، وفي حين أن كل الأشخاص إلى زوال، فإن الثورة ستستمر مادام ضمير الأمة حياً، لقد قلتها منذ عامين وأكررها الآن: إن الذى سيعيد بناء هذه الأمة هم شبابها، الذين لم يلوث ضميرهم فساد النظام وأساليبه القمعية، هؤلاء الشباب هم الحلم وهم الأمل، ولذلك سأستمر في العمل معهم خلال الفترة القادمة، وسط جماهير شعبنا، لتمكينهم من المشاركة الفعالة في العمل السياسي، كي يتولوا زمام أمور مصر ومقدراتها في المستقبل القريب، ويحققوا أهداف الأمة كلها: الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

إننى على ثقة من أن شباب مصر، ومعهم كل من يؤمن بهم وبأهدافهم، سوف ينجحون بفكرهم الجديد المجدد، وسوف يقودون هذه الأمة نحو مستقبل أفضل، وسيكون ذلك خير تكريم لمئات الشهداء وآلاف المصابين الذين قدموا أنفسهم فداءً لمصر وشعبها.


عاشت مصر بشعبها حرة أبية.


محمد البرادعى

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية