أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، أن الدولة المصرية وضعت خلال السنوات الخمس الماضية استثمارات هائلة في سيناء فقط من محطات تحلية، وطرق، وأنفاق، ومناطق صناعية، ومدن سكنية بقيمة 800 مليار جنيه.
وقال الرئيس، في مداخلة مع وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عاصم الجزار، خلال افتتاح مجموعة من المشروعات القومية بالسويس وجنوب سيناء: «إنه عقب كل سيل يحدث في منطقة جنوب سيناء يقول البعض إن طريق النفق- شرم الشيخ، الموجود هناك أغلق وانهار جزء منه، بالإضافة إلى كل حركة السيارات على الطريق القديم الخاص بالمدن الصغيرة المسمى بطريق الموت بشرم الشيخ».
وأضاف: «حتى نستطيع حل تلك المسألة وضعنا 5.5 مليار جنيه وكنت أتمنى عند طرح تلك المشكلة استعراض كل الحوادث والسلبيات التي كانت موجودة في الطريق القديم ونضعها أمام الناس.. استطعنا إصلاح الطريق القديم نتيجة السيول لأنه كان طريقا مكونا من حارتين فقط في 350 كم، وبالتالي انتهت كل المشاكل التي كانت موجودة فيه، بالإضافة إلى الـ205 من الأعمال الصناعية التي تحدث عنها وزير الإسكان»، مؤكدًا أن أي سيل يحدث في المناطق الجبلية المحيطة بالطريق سيجد طريقه إلى الخليج أو البحر بدون مشكلة.
وأشار السيسي إلى أن المناطق السبع التي تحدث عنها وزير الإسكان، ليست محطات رسوم فقط ولكنها مناطق أمنية وحماية، أول نقطة منها في عيون موسى والأخيرة ستكون في شرم الشيخ، وسيكون هناك نقطة عند كل 70 كم بها قوات من الجيش والشرطة للتفتيش والتأمين لسيطرة الدولة المصرية على جزء كبير من أرضها في منطقة جنوب سيناء، قائلا: «عندما بدأنا في التنفيذ، جعلنا الطريق القديم المستخدم سابقا طريقا يربط بين المدن وأوصلناه بأربع نقاط فرعية من كل مدينة حتى يتم التحرك على الطريق الجديد الداخلي بسهولة».
وتابع: «رفضت افتتاح المرحلة الأولى من نفق طابا حتي يتم افتتاح الطريق عند اكتمال تنفيذه وليس على مراحل، ومن خلال هذا الطريق سننفذ طريقا جديدا من نفق الفريق أحمد حمدي وحتى طابا، في حدود 350 كم، بنفس المواصفات، منتصف العام القادم»، مشيرًا إلى أن سيناء لم تحظ بالاستثمارات الكافية ولكن الدولة المصرية وضعت خلال الخمس سنوات الماضية استثمارات هائلة، والأمر غير مرتبط بعدد السكان، ولكن بأمن قومي مصري، مرتبط بستين ألف كيلومتر (مساحة سيناء)، «وبالتالي ليس من الواقعي أننا كدولة ألا نقوم بالمطلوب منا، مجموع ما تم تنفيذه في سيناء من محطات تحلية والطرق والأنفاق والمناطق الصناعية والمساكن حوالي 800 مليار جنيه».
وقال: «كلامي ليس توجيهات إنما خطة قومية للطرق والتجمعات العمرانية موجودة في الدولة المصرية من قبل أن نأتي، الفكرة كلها أننا نقوم بتنفيذها، وليس توجيها، فمن سبقونا قاموا بعمل مشروعات كبيرة وجيدة، ولكن كانت بحاجة للتنفيذ على أرض الواقع، وما تحدث عنه وزير الإسكان اليوم ليس وليد وجودي شخصيا كرئيس لمصر إنما هناك دولة كان لديها خطط ونحن أخذنا جزءا من هذا المخطط وننفذه فعليا بما في ذلك المدن الجديدة».
وأضاف: «هذا الكلام ليس دفاعا عن أحد ولكن حتى يفهمنا الجميع من كل المستويات إن الدول بها أجهزة تخطط لها، لكن الفكرة هل هناك فرصة لذلك أم لا، الفرصة موجودة لكم أيها المصريين بشيء واحد، ليس الإرادة فقط، فالإرادة تصطدم بعدم الاستقرار، والبناء والتعمير لن يتم بدون استقرار، وهذا ليس من أجلي، بل من أجل مصر، طالما الأمور مستقرة نستطيع تنفيذ كل تلك المشروعات وما يوازيها عشرات المرات».
وتابع: «اليوم يقال إن مصر تقدمت 90 مركزا في مجال الطرق، وسنتقدم أكثر ليس فقط في الطرق بل في التعليم والصحة والحوكمة ومكافحة الفساد وفي كل شيء، ولكن بالاستقرار وبلدنا في أفضل حال وأكرر كلامي حتى لا تغيب تلك النقطة عن أعيننا أبدا، الاستقرار والأمن ضروريان لتأخذ مصر مكانها وسط الأمم».