قال مراسلو صحيفة «جارديان» البريطانية إن شعوب الدول العربية الثائرة أصبحت تعبر عن غضبها من النظم الانتقالية التي تقاوم التغيير والإصلاح، كما كانت تفعل النظم السابقة.
وأضافوا أن الثورات التاريخية المسماة بـ«الربيع العربي»، والتي أطاحت بالديكتاتوريات في بداية هذا العام تواجه خطر الفشل فيما عادت الشعوب للاحتجاج على العناد الذي تبديه الحكومات الانتقالية أمام التغيير، فضلا عن حروب النظام السابق المستمرة.
وأشاروا إلى استمرار الاعتصامات والاحتجاجات في ميادين مصر وتونس حتى بعد 6 أشهر من الثورتين، واستمرار قمع الأمن ومقاومة التغيير، حتى بعد أن وصلت السلطات الانتقالية لسدة الحكم، وهو ما يشير إلى أنه لم يحدث تقدما ملموسا في الدول العربية التي شهدت ثورات كبيرة حتى الآن.
ففي مصر، عاد المعتصمون لميدان التحرير احتجاجا على ما وصفوه «بخيانة الثورة» خاصة من قبل المجلس العسكري والقوى السياسية «المحافظة»، معتبرين أن مطالب الثورة لم تتحقق بعد، وأن هناك من يحمي رموز النظام السابق من المحاكمة، من داخل المجلس العسكري الحاكم الآن والحكومة الانتقالية.
أما بالنسبة لتونس، فالأوضاع في شوارعها لا تختلف عما كانت عليه منذ 6 أشهر، لأن قوات الأمن وقنابل الغاز والأسلحة مازالت تحيط بمجاميع المحتجين الصغيرة التي تندد بعدم تحقيق مطالب الثورة.
وكالعادة، يهتف المتظاهرون بسلمية تجمهرهم، فتواجههم قوات الأمن بقنابل الغاز والعصي، بينما يرى كثير من التونسيين أن التعذيب مازال مستمرا، والمتورطين فيه مازالوا خارج السجون ولم يحاكموا بعد، وهو ما يغضب التونسيين ويجعلهم يشعرون بسرقة ثورتهم.
على الصعيد السوري، لا يرى السوريون إصلاحات بشار الأسد الموعودة، في الوقت الذي تستمر فيه ثورتهم ضده ويستمر الأمن والجيش السوري في قتل المتظاهرين السلميين بالرصاص.