قال عدد من المزارعين وأصحاب الجمعيات الزراعية بمنطقة قلابشو وزيان، فى الدقهلية، إن نحو 50 ألف فدان تابعة لـ11 جمعية بالمنطقة تتعرض للبوار، بسبب ندرة مياه الرى، وعدم وصول المياه إلى الأراضى من ترعة 15 مايو طوال موسم الزراعات الصيفية.
وأكدوا أن مصرف عمار بكفر الغاب، الممتد بطول المنطقة، وبعرض 60 متراً، يلقى مياه الصرف فى البحر المتوسط، بكمية تصل إلى 2 مليار متر مكعب سنوياً، تكفى لزراعة مئات الآلاف من الأفدنة دون الاستفادة منها، بالإضافة إلى عدم وجود شبكة للصرف الزراعى لتحسين حالة التربة.
قال أحمد سرور، من أصحاب الجمعيات، إن الدولة أنشأت منذ 30 عاماً 11 جمعية زراعية بمنطقة قلابشو وزيان، تتبع كل جمعية 5 آلاف فدان، للمساهمة فى التنمية الزراعية وزيادة الاستثمار، وتوظيف آلاف العاملين، لكن نظراً لارتفاع الأرض عن مستوى سطح البحر لا تصل إليها المياه، مشيراً إلى أن ما تتم زراعته لا يتجاوز فى فصل الصيف 7 آلاف فدان فقط، وفى الشتاء 20 ألفاً من إجمالى 50 ألف فدان.
وأضاف أن بقية الأراضى فى حالة بوار كامل، ما يزيد ملوحة التربة ويكبد المزارعين أموالاً طائلة، نتيجة إهدار الجهد والوقت، فضلاً عن مئات الأطنان من الأسمدة والكيماويات والبذور التى تُشترى دون فائدة، على حد قوله.
وقال أيمن حسين، من ملاك الأراضى بالمنطقة: «وضعنا حلولاً أمام وزارتى الرى والزراعة ولم نجد أى استجابة وكأن الأمر لا يعنيهم فى شىء، ومن بين الحلول إنشاء محطة رفع فى منتصف الجمعيات لرفع المياه لباقى الأراضى مع استعداد أصحاب الأراضى للمساهمة بالجهود الذاتية، بالإضافة إلى ضرورة استعادة فتح المياه من مصرف كيتشنر، الموجود به كميات كبيرة من المياه الصالحة للزراعة والتى تستحوذ عليها محافظة كفرالشيخ، بإنشاء بوابات لحجز المياه عن الأراضى الواقعة مع محافظة الدقهلية، وإنشاء شبكة للصرف الزراعى لغسل التربة من نسبة الملوحة الموجودة بها».
وأوضح فؤاد الصياد، مزارع، أن الأرض فى قلابشو تحولت منذ 10 سنوات من تربة زراعية إلى رمال، وأضاف: «نعانى فى زراعة الأرض بعد تعطل ماكينة الصرف التى كلفت الدولة ملايين الجنيهات، وبسبب عدم تطهير مجرى المياه الجوفية خلفها جرى سحب الرمال بدلاً من المياه المالحة».
وتابع أن حرمان الترع من المياه العذبة ومياه الصرف الزراعى من مصرف كيتشنر، الواقع على حدود محافظتى كفر الشيخ والدقهلية، دون تدخل من المحافظ لفتح كوبرى الحاجز، تسبب فى بوار الأرض بالإضافة إلى عدم وجود رقابة من الرى على الترع، والاكتفاء بتعيين مهندس واحد يشرف على الترع، التى يبلغ عددها 11 ترعة دون تطهيرها منذ 10 سنوات، وهو ما يكبد المزارعين خسائر فادحة، إلى جانب تراكم الديون عليهم لبنك التنمية والائتمان الزراعى، بسبب إهدار آلاف الأطنان من الأسمدة والكيماويات والبذور.
وقال الدكتور صلاح مصطفى عبداللطيف، خبير الأبحاث الزراعية بكلية الزراعة جامعة المنصورة، إن منطقة قلابشو وزيان واعدة ويمكن استثمارها زراعياً على مستوى عال.
وأضاف: لكى تتم تنمية القطاع بالكامل لابد من وضع استراتيجية سليمة لاستغلال التربة من قبل الدولة بالتعاون مع الملاك، من خلال تشغيل ماكينات للصرف تعمل بصفة مستمرة لسحب المياه الجوفية المالحة، المسربة من البحر المتوسط، لأن طبيعة التربة فى قلابشو منخفضة عن مستوى سطح البحر، وبالتالى ستظل أراضى «قلابشو» فى حالة بوار ما لم يكن هناك حل، على حد قوله.
وعن الحلول قال: «لابد من إنشاء محطات معالجة لاستخدام مياه الصرف الزراعى فى رى الأراضى، حيث إن العالم يجرم استخدام مياه الصرف فى رى المحاصيل الزراعية، إلا بعد معالجتها ويفضل خلطها بالمياه العذبة لاستغلالها فى زراعة المحاصيل الصيفية وفى فترات الجفاف».
من جانبه، قال وهدان بركات، وكيل وزارة الرى بالدقهلية، إن الدكتور حسين العطفى، وزير الرى، زار المنطقة وقرر إنشاء محطة على ترعة 15 مايو، لرفع المياه من مصرف كيتشنر، بتكلفة 80 مليون جنيه، وسيتم الانتهاء من إنشائها خلال 18 شهراً للتغلب على المشكلة.