«مايكل باى» من أهم المخرجين الأمريكيين الذين يمثلون جوهر الفكر الهوليوودى القائم على عناصر معروفة لا يخفت بريقها، وأساسها الإيمان الكامل بالقوة المطلقة للشخصية والأمة الأمريكية وأنها ليست وريثة الحضارات العظمى والتاريخ البشرى فقط بل الحضارات الفضائية أيضا، وهى خط الدفاع الأول والأخير عن الإنسانية، عبر هذه الخلفية الفكرية قدم «باى» سلسلة «المتحولون» ومن قبلها «آرماجيدون» و«بيرل هاربر»، ويعتمد «باى» فى «المتحولون 3» على فكرة تنتمى للفانتازيا التاريخية وهو اتجاه واضح فى هوليوود منذ سنوات ولكنه صار أكثر استخداما فى الفترة الأخيرة خصوصا فى أفلام الخيال العلمى، فالسيناريو يعود إلى الستينيات وبالتحديد عند بداية السباق الفضائى بين أمريكا والسوفيت الذى كان أحد النتاجات الإيجابية للحرب الباردة، حيث نعرف أن التسابق نحو الوصول للقمر والذى انتهى أواخر الستينيات بصعود «نيل أرمسترونج» سببه الرئيسى هو رصد ارتطام جسم فضائى بالقمر فى تلك الفترة المبكرة، ويترك السيناريو الستينيات ليقفز بنا إلى الحاضر حيث أصبح «أوبتموس برايم» وفريقه من المتحولين جزءا أساسيا من منظومة الأمن القومى الأمريكى سواء للدفاع عن الأرض وأمريكا ضد «الديسبتيكونز» (المتحولون الأشرار) أو لمساعدة أمريكا فى القضاء على أى تهديد لها ولحلفائها، وذلك فى مشهد مستفز تهاجم فيه جماعة «برايم» أحد المواقع النووية غير الشرعية فى الشرق الأوسط، والتى يحرسها جنود بملامح عربية ولا ندرى أين هو هذا الموقع ولكن الإشارة أو التلويح واضحان! رغم أن أكثر المواقع النووية غير الشرعية فى الشرق الأوسط موجودة فى إسرائيل.. لكنها هوليوود!
يعيب السيناريو ازدحامه فى النصف الأول بالمعلومات التى تبنى الحبكة الرئيسية وتشكل ملامح المفاجأة الدرامية حيث تتوزع المعلومات على عدد كبير من الشخصيات التى ترهق المشاهد بتتبعها للإلمام بخطوط الحبكة وتفاصيل الصراع أو المواجهة المنتظرة، وهو ما يؤدى إلى هبوط فى إيقاع الفيلم خاصة مع طوله الزمنى نسبيا، ولكن هذا الهبوط لا يلبس أن يتحول إلى لهاث شديد مع بداية المعركة الأخيرة.
يحمل الفيلم إشارة تمثل دعوة السلام العالمى والإعلاء من قيمة البشر على حساب الحرب وصانعيها والمستفيدين منها، وحيث تتعدد مستويات الصراع داخل الحبكة، مما يثرى الأحداث فى النصف الثانى، ويبقى البطل الأمريكى الشاب رمز المستقبل المشرق للأمة كلها، وتحتوى معارك هذا الجزء على اشتباكات قريبة بين البشر والمتحولين وهو ما لم يقدم بهذا الشكل فى الجزءين السابقين، وبالتالى تم استخدام الكثير من زوايا الكاميرا واللقطات التى توحى بالانفجار وتناثر الشظايا فى وجه الجمهور.
الجزء الثالث من الفيلم يحقق 162 مليون دولار فى أسبوع
42.7 مليون دولار حققها الفيلم الأمريكى «المتحولون- ظلام القمر» فى أول يومين لعرضه الأسبوع الماضى فى الولايات المتحدة، لتعد بذلك أعلى إيرادات حققها فيلم عن هذه المدة خلال العام الحالى، متفوقاً بذلك على فيلم «قراصنة الكاريبى- المد الغريب»، الذى حقق 34.8 مليون دولار فى أول يومين لعرضه فى مايو الماضى، ووصل إجمالى إيرادات الفيلم فى أسبوع عرضه الأول إلى 162 مليون دولار.
فيلم «المتحولون- ظلام القمر» هو الجزء الثالث من سلسلة «المتحولون» التى حققت نجاحاً كبيراً عند عرضها عام 2007، حيث تجاوزت إيراداتها 750 مليون دولار، ولعب بطولتها «شا لابوف»، وتدور أحداث الفيلم حول اكتشاف مجموعة من الحكومة ورجال الجيش أن رحلة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إلى القمر عام 1969 كانت لها تداعيات كبيرة تهدد الجنس البشرى بأكمله بعد اكتشاف رفات رئيس الوزراء التى لم تكن سوى جسم غريب على سطح القمر، وقد دمرت هذه الرفات القمر، وأصبحت عدوا جديدا لسكانه، وتبدأ حربا للنجوم فى الفضاء وتهدد كوكب الأرض. بدأ التحضير لتصوير الفيلم فى أكتوبر 2009، وبدأ تصويره فى مايو 2010 فى عدة أماكن منها شيكاغو وفلوريدا وموسكو، وتم الانتهاء من تصويره فى نوفمبر من العام نفسه، وإلى جانب «شيا لابوف» يشارك فى بطولة الفيلم «جون تورترو» و«تيراسى جيبسون» و«جوش دوهامل»، وبدأ عرضه فى مصر قبل أيام قليلة.