تشهد العديد من دول العالم خلال الفترة الحالية ومنذ عدة سنوات تزايد كبير وسريع في معدلات السمنة، ذلك المرض الذي فرض نفسه حتى في دول العالم المتقدم، الأمر الذي يدفع الأطباء بين الحين والآخر لخوض مزيد من التجارب المختلفة من أجل السيطرة على انتشار السمنة.
أخبار متعلقة
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر دول العالم في معدلات الزيادة في الوزن، وذلك لثقافتهم الغذائية التي تعتمد بشكل كبير على الوجبات السريعة التي تعد من أبرز أسباب السمنة تزايد الوزن.
لذلك طرحت هئية الخدمات الصحية الوطنية بأمريكا «Nhs»، تطبيقا جديدا عبر الهواتف الذكية، يعتمد على تقنية «go/no-go training»، وهي عبارة عن تدريب يساعد هؤلاء الذين يعانون من الشراهة في كيفية اختيار الطعام المناسب.
ويرى الباحثون في جامعة كارديف بحسب صحيفة «daily mail»، أن الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون والسكريات والتي تحظى بشعبية كبيرة في مجتمعنا أيضًا، يمكن السيطرة عليها من خلال هذا التدريب.
ويقوم التدريب على توجيه إرادة الشخص تجاه الأطعمة الصحية فقط من خلال إعادة ترتيب الأفكار المتعلقة بالطعام داخل الدماغ، فهو بمثابة تدريب عقلي يساعد على اتخاذ القرار السليم تجاه نوعية الطعام التي يختارها الفرد.
ومن خلال هذا التطبيق يتم عرض مجموعة من صور لأطعمة صحية مختلفة تحث المستخدم الضغط على على اختيارها من خلال زر بجانب كل صورة، في حين عدم وجود اختيارات عند عرض صور أطعمة غير صحية.
وأثبتت دراسات أمريكية أن هذه التجربة تساهم في إنقاص الوزن بشكل فعال، كما أنها تعتبر أقل تكلفة بالمقارنة بالحلول الأخرى لمحاربة مرض السمنة.
ويمثل التطبيق حلا مناسبا لهؤلاء الذين يدركون أهمية الامتناع عن الأطعمة غير الصحية، لكنهم غير قادرين على السيطرة على رغبتهم تجاه تلك الأطعمة. بالإضافة للأشخاص اللذين يتراجعون بعد البدء في الخطوات الأولى لتناول الأطعمة الغذائية فقط، الأمر الذي يعتبره الخبراء «فجوة سلوك النية».
كما يرى المتخصصون أن الوسائل التي تعتمد على إكراه الناس على تغير سلوكهم الغذائي ربما تأتي بنتائج عكسية، بعكس تجربة «go/no-go» التي تمرر الفكرة للعقل بشكل تدريجي إلى أن يختار الفرد الاختيارات الغذائية السليمة بإرادته.
وتعزز تجربة أو تدريب «go/no-go»، التحكم في السلوك الغذائي لدى المستخدم كما يخلق ارتباطات تلقائية بين الفرد والمواد الغذائية المسموحة له، يؤدي مع تكرار الاستخدام إلى انخفاض القيمة التي تمثلها الأطعمة الغير صحية وتقليل الإغراءات التي تشكلها للأفراد.
