تضع بياناتها لإنشاء حسابها الشخصي، تستوفي الشروط فتنتظر وصول الأصدقاء تدريجيا إلى منصتها الإلكترونية الجديدة، حال الجميع، لكن بلمح البصر، يتدافع المُتابعين وفي غضون 5 ساعات و16 دقيقة، يتجاوز أعدادهم المليون.. فصاحبة الحساب ليست فنانة مغمورة، بل ممثلة تتربع على عرش القلوب، فهي الشقراء ذات العيون الزرقاء، جينيفر أنستون.
فمنذ أيام، خطفت الرقيقة والعفوية خفيفة الظل، بحضورها الأول عبر «انستجرام»، الأعين نحوها، لذا تلقّت ترحاب بطابع يزينه الحب، قادها إلى التفوق على مثيلاتها من الفنانات بنفس جنسيتها وتاريخها الفني، ولم يحظى بالتهافت ذاته حتى من المشاهير الرجال إلا أقل من أصابع اليد، كحد أقصى.
تمر ساعات وتسّجل «أنستون» في موسوعة «جينيس»، على عرش لائحة الفنانين «الأسرع بتلقّي الإعجاب عبر انستجرام»، ذلك اعترافًا من جانبها بغرابة التدّفق الكثيف، إذ استطاعت فرض سيطرتها على المركز الأول، بسحب البساط من أسفل الأمير البريطاني، هاري وزوجته ميجان ماركل، اللذان أطلقا حسابًا مُشترك باسم «Sussexroyal»، عبر «انستجرام»، وفي 5 ساعات و45 دقيقة، وصل الحساب للمليون.
لا تقتصر لائحة «جينيس» للأكثر إعجابا، على المشاهير، حيث يسبق «أنستون» مُباشرة، «البيضة الصفراء»، تلك الصورة التي نشرتها صفحة «world_record_egg»، عبر موقع الصور «انستجرام»، إذ تخطت نسبة الإعجاب الـ40 مليون، خلال 11 يومًا فقط، وقدّم مسؤولي الحساب تعليقًا على الصورة: «هيا نكسر الرقم القياسي معًا ونحقق لقب أكثر الصور إعجابا على إنستجرام، ونحطم رقم عارضة الأزياء الأمريكية (كايلي جينر) البالغ، 18 مليون إعجاب».
ووصلت معدلات الإعجاب، على الصورة التي نشرت في 4 يناير 2019، إلى ما يفوق الـ53 مليون، في محاولة من مسؤولي الحساب الغامض، لإفساح المجال للمزيد من التنافسية عبر الموقع، ونفي أي اعتقاد بأن «المشاهير وحدهم يحصلون على الإعجاب بكثافة».
ما دفع الممثلة الأمريكية «جينر» إلى حفظ ماء وجهها، بعد هزيمتها من «بيضة»، بالظهور في فيديو، وتكسر قشرة بيضة وتسكب ما بين قشرتيها على الأسفلت، انتقامًا من مصدر خسارتها قمة قائمة الموسوعة، وفي المقابل علّق المالك للصفحة، مُكتفيًا مؤقتًا بانجازاته: «أحتاج الآن للنوم، لكن الأمر لا ينتهي عند هذا، نحن بدأنا فقط بـ #EggGang Mic drop».
أما الموقع الرسمي لـ«جينيس»، فذكر أن: «الفريق خلف صورة البيضة، هدف إلى إزاحة أي شعور بالتوتر والضغط النفسي، الذي يشعر به بعض المُستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، لذا حاولوا بعث رسالة إلى هؤلاء مُعتبرين ذواتهم المنصة المُساندة للقلقين».
وبالفعل نجح الحساب، في التفوق باكتساح على «جينر»، بصورتها وتمسك يد صغيرتها «ستورمي»، مُعلنة ولادتها للطفلة الأولى، تلك اللقطة التي حصدت ملايين، منذ عام، فيبدو أن الصغيرة هلّت إلى الحياة وتحمل بشاير الخير لوالدتها، مُحققة المثل الشعبي المصري «خِلفة البنات رزق».
وكانت عارضة الأزياء الأمريكية «جينر»، وهي الأخت الشقيقة لكيم كاردشيان، تملك مُتابعين تصل أعدادهم لما يتخطى المليون مُتابعة، ما ساعدها في تجاوز حاجز الـ12.5 مليون إعجاب، على صورتها هذه، في فبراير 2018، وتتسجل بالموسوعة.
وخلال العام الماضي، ظلت «جينر» دون مُنافس، فهي من سطت على مكانة زميلتها المُغنية الأمريكية، بيونسيه، والتي دامت عام 2017 بالموسوعة حتى أخذت «جينر» مكانها. فقبل عارضة الأزياء، كايلي، نجحت بيونسيه، في الوصول لـ«جينيس»، بنشر صورة تتعلّق بالأمومة، بعد أن أعلنت حملها بتوأم، من زوجها المغني الأمريكي جاي زي، وتظهر بالصورة جالسة ببطن منتفخ، وكانت نتائج مُشاركتها تفوق التوقعّات.
نالت المُغنية ذات الشعبية، الترحاب على الخبر السار، وحصلت على 7 مليون إعجاب في 8 ساعات، بشهر فبراير 2017، وهو نفس الشهر الذي اختارته من بعدها «جينر»، للمشاركة بصورتها، فيبدو أنها لم تهاجم مركزها وحده، بل تعلّمت من تجربتها الناجحة، فكررتها وغلبتها لـ12 شهرًا.
وعلّقت بيونسيه، على صورتها وسط الورود: «نرغب في مشاركتكم، بما أسعدنا، فعائلاتنا على وشك الزيادة، بإنضمام عضوان، ونشكركم على أمنياتكم الطيبة»، وبصورتها تلك أبعدت المُغنية الأمريكية سيلينا جوميز، عن المركز الأول بالموسوعة، ضمن «الأكثر إعجابا بانستجرام»، وأحلّت مكانها.
وكانت «جوميز»، صاحبة الـ26 عامًا، خطفت الأعين، بصورتها وتمسك بين يديها، بزجاجة للمياة الغازية، كُتبت عليها عبارة «you're the spark» من أغنيتها «Me & the Rhythm»، في 25 يونيو 2016، وبذلك تفوقت سيلينا على باقي الفنانين حينها، بنفس عُمرها وحتى من يكبُرها، ووصلت معدلات الإعجاب بصورتها، إلى 7 مليون خلال وقتا قصيرا، لكن تتراجع مكانتها حاليًا إلى المرتبة الخامسة.
هنا تنتهي التحديّات عبر «انستجرام»، بين صفحات الموسوعة، لكن لن تجد أوراقها فارغة، فتتوج «جينيس» حالات أثارت غرابتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهي لا تركز على الإنجازات الحياتية الملموسة دون إعارة انتباهها للسوشيال ميديا.
فبين قائمتها، الخاصة بالتواصل الاجتماعي، تتفاجئ باسم سيدة تدعى جينيفر لي، لا تفكر كثيرًا، لن تتذكرها، فهي ليست من الشخصيات الشهيرة، بل امرأة أطلقت صورتها «السيلفي»، ووضعت أول هاشتاج في «انستجرام»، بعد إطلاق موقع الصور للخاصية، للمرة الأولى، وفي اليوم الـ11 من الخاصية، استعملت الهاشتاج، بالـ27 من يناير 2011. لذا سُجلّت «كأول امرأة تضع الهاشتاج».
وفي نفس العام، كُتبت أحرف فرقة «بوي باند» بجنوب كوريا، بفضل مُعجبيها، بالموسوعة إذ أن نسبة التفاعل مع صفحتهم وتغريداتهم عبر «تويتر»، قادت الفرقة إلى احتلال المركز الأول بالتفاعل وإعادة التغريدات، التي وصلت لـ330.624، في الـ23 أبريل 2018، فأصبح الحساب على قمة أفضل 40 حسابًا، وهو الآن يتأهل لـ422.228 بإعادة التغريدة، ونسبة المُتابعات إلى 19.6 مليون مُتابعة.
وكما أن للفن تأثير كذلك للشأن الإنساني إيجابياته، فتغريدة من الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في أعقاب اضطرابات وقعت في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، تركت علامة فارقة بالأرقام القياسية عبر الموقع والموسوعة عينها.
تلك الاضطرابات، الناتجة عن اشتباكات عنيفة وقعت بهذا الأثناء، وراح ضحيتها قتل شخص ووقوع إصابات، إثر دهس سيارة لمعارضين لليمين المُتطرف، بعد تنظيم اليمين مسيرة احتجاجا على اقتراح بإزالة تمثال للجنرال روبرت إي لي، الذي قاد القوات الكونفدرالية المؤيدة للعبودية أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، واستقطب الحدث مجموعات مؤيدة لتفوق العرق الأبيض.
ووسط كل الارتباكات، وردود السياسين الاعتيادية، كانت تغريدة «أوباما» الأقرب، وأقتبس عبارة للزعيم الجنوب أفريقي، الراحل نيلسون مانديلا، وقال: «لا يولد أحد يكره شخصا آخر بسبب لون بشرته أو خلفيته أو دينه»، مُشاركًا بصورة خاطفة، لأطفال رُضع بابتسامات، تشع نورًا بين حدود شرفة، بألوان بشرتهم المُتباينة، السمراء والبيضاء، ويلقي «أوباما»، التحية مُبتسم الثغر ويداعبهم.
ووصلت التغريدة للموسوعة، مُحققة نجاحًا، بعدما وصل مُعدل إعادة التغريدة إلى 4.4 مليون، ولقبت على أثرها، بـ«الرسالة الأكثر إعجابًا في تويتر»، بين العام الماضي والحالي، لا يزال تأثيرها قائمًا.
وقبل أشهر، سجلّت الموسوعة، صفحة المُغنية الأمريكية، كاتي بيري، عبر «تويتر»، على أنها الأكثر تلّقي للإعجاب، بعد تحقيقها 107,279 مليون مُتابعة، يليها بالقائمة، في 2019، «أوباما»، بعدد مُتابعيه الـ106 مليون. وهي المرة الثانية لـ«بيري» فحصلت على المركز ذاته، في 16 يونيو 2017، بعد وصولها للمليون مُتابعة.
"No one is born hating another person because of the color of his skin or his background or his religion..." pic.twitter.com/InZ58zkoAm
— Barack Obama (@BarackObama) August 13, 2017
استرداد «بيري» مركزها بالقائمة، دليل شراستها وقوتها بالمنافسات، إذ تمكّنت من السيطرة من جديد، بعد خطف مُحطم الأرقام القياسية، بيل جيتس، المُبرمج الأمريكي ورجل الأعمال، مقعدها، طوال 2018. وكانت صفحته الأعلى مُتابعة عبر «تويتر»، وبلغ أعداد مُتابعيه إلى الآن 48.3 مليون مُتابعة، ذلك الرجل الذي وصفته «جينيس» برغباته في التحسين الدوري ومُشاركة مُتابعيه بالكُتب المُفضلة، عبر حسابه.
This is one of the most educational books I’ve ever read: https://t.co/6b6qd1k5Zc pic.twitter.com/JUUgytq1BI
— Bill Gates (@BillGates) April 5, 2018
وبالعام 2005، في الـ23 من أبريل، يطلق مؤسس قناة يوتيوبية، يدعى جاويد كريم، أول لقطات مصورة عبر موقع «يوتيوب»، لـ«كريم» داخل حديقة الحيوان، وخلفه الأفيال بين الحواجز المُغلقة، واضعًا «أنا في الحديقة»، اسمًا للفيديو، بالأحرف الإنجليزية. مدة الفيديو 18 ثانية، ورغم ضئالة عدد اللقطات، إلا أنه نفذ إنجازًا على طريقته، أما نسبة المشاهدات وصلت حتى وقتنا الحالي إلى 78 مليون. من الواضح أن جاويد اكتفى بإنضمامه للموسوعة، فلم يشارك بأي فيديو على القناة، منذ 14 عامًا.
إذا كنت من عشّاق الأغاني الهندية، سيسر قلبك بتصدّر قناة هندية، تشبه المكتبات الضخمة للأغاني، الأكثر مُتابعة عبر «يوتيوب»، وهي قناة موثقة باسم «T-SERIES»، سجلتها الموسوعة بقائمتها للسوشيال ميديا، في مايو الماضي، ووصلت المُتابعات للقناة إلى 100 مليون مُتابعة.
يؤمن أصحاب القناة بـ«قدرة الموسيقى على تغيير العالم»، حسب وصفهم، فيبدو أنها تغيّر مصيرهم كذلك، وقادتهم إلى اعتراف الموسوعة بتقدّمهم الرقمي ونسب المُتابعات الهائلة للقناة، والتي انطلقت منذ عام فقط. وكانت قناة تعرض تجولات وأنشطة كلبان، باسم «Maymo»، الأولى بين القنوات، لكن تراجع حجم المُتابعين، هذا العام، مقارنة بالقناة للأغاني، فحصدت 7 مليون مُتابعة.
فيما يخص «يوتيوب» أيضًا، تتصدر لائحة «اللقطات الأعلى مشاهدة» بالموسوعة، «دسباسيتو»، وهي الأغنية المنفردة للمغنيين البورتوريكيين لويس فونسي ودادي يانكي، والتي بُنيت على موسيقى تمثل نوع من أنواع التراث الموسيقي في بورتوريكو، الشامل للإيقاعات اللاتينية، فلا تزال الأعلى مُشاهدة منذ إصدارها في 2017، ووصلت إلى مشاهدتها 6 مليار مرة، حتى أبريل الماضي.
وإيمانًا من مسؤولي «جينيس»، بالتعلق النفسي للمُستخدم بالأوسام، أو باسمها المُتعارف عليه «الايموجي»، انتبهت إلى الوجه الأكثر إرباكًا عبر السوشيال ميديا، العام الماضي، وليس «الأكثر استعمالًا».
وهو الوجه بالعينين المُحكمتين الغلق، أثناء الضحك، وترجع الموسوعة السبب إلى اقتناعها بدراسة نشرتها جامعة منيسوتا، التابعة للولاية بنفس الاسم في الولايات المتحدة الأمريكية، حول مدى اللبس الذي يشوب حالة الوجه، فهل يضحك حد الابتهاج أم يتألم بشدة. ولم تطلق بـ2019، الوجه الأغرب كما تراه الموسوعة إلى الآن.