x

هُنا منزل ضحية «قطار 934».. الأم تروي لـ«المصري اليوم» تفاصيل المكالمة الأخيرة (صور)

«يا دنيا ليه ملطّشة معايا مع إني ابن حلال؟».. حكاية أغنية بصوت «شهيد التذكرة»
الثلاثاء 29-10-2019 14:08 | كتبت: نورهان مصطفى |
ضحية القطار 934 ضحية القطار 934 تصوير : نورهان مصطفى

«يا دنيا إيه مالك؟ ليه ملطّشة معايا؟ مع إني ابن حلال»، وسط دائرة تعجّ بالفرح، وقفَ محمد عيد، 23 سنة، ضحية «التذكرة القاتلة»، يشدو وسط أصدقائه، داخل أحد شوارع شبرا الخيمة الشعبيّة، انتهى «محمد» من الغناء، وذهب إلى منزله الكائن بالمنطقة نفسها، لينشُر الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان «شبرا بلدنا». لم يعلم «محمد» حينها أنه الغناء الأخير، لأنْ «بائع الفرح لا يملكه دائمًا».

«هُنا بيت الشهيد محمد عيد».. كلمات قليلة كُتبت أمام بوابة أحد المحال التُجارية المتفرعة من شارع أحمد عرابي، شبرا الخيمة، الطريق إلى منزل «محمد» كان متعرجًا، لكنه مليئًا بالحزن، يستقبلك الأهالي بحكاية الشاب الضحية، فيقول لكَ أحدهم: «ده كان ماشي آخر مرة شايل شغله في شنطته، كان أرزقي وغلبان، عُمره ما زعل حد في المنطقة».

ضحية القطار 934

بمجرّد مرورك في المنطقة لن تحتاج إلى السؤال عن عنوان منزل الضحية، «عاوزين بيت محمد؟»، سؤال قابلتنا به إحدى جيرانه، فيما تُشير إلى ميدالية علّقت بيد رضيعها، وقالت: «محمد كان بيعمل ميداليات للعيال في الشارع، يكتب اسمهم عليها، وميرضاش ياخد فلوس، رغم أنه أرزقي وغلبان».

لم يحمل «محمد» الميداليات اليدويّة في شنطته فقط، بل حملَ قدره أيضًا، حسبْ كلمات والدته، التي استقبلتنا بصرخات مكلومة، «ابني مكملّش 23 سنة، كان طيب وحبّوب، كان مالي علينا البيت فرح، طالع يغنّي، نازل يغنّي».

ضحية القطار 934

تجلس والدة محمد، السيّدة الخمسينية، على أريكة مُتهالكة، تلتقط أنفاسها بصعوبة، وتُكمل: «فرحتي ماتت، محمد مشي من البيت كان رايح طنطا عشان المولد، كلمني الساعة 10 بالليل، قلت له (يا محمد أنا عملت لك الأكل اللى بتحبه ومستنيّاك)، قالي (لأ متستنيش، أنا لسه قدامي كتير يا أمي)»، تصمُت للحظات في محاولة بائسة لاستكمال آخر كلمات الابن، لكن بلا فائدة، يلتهمها الحزن فتصمُت تمامًا.

«الصندل سابُه ومات»، كلمات قليلة تبدأ بها «أسماء»، شقيقة «محمد» حديثها، ثم تُحضر آخر متعلقات الشاب العشريني، والملابس التي ارتداها ليلة الحادث: «صندل أسود، تيشرت، شورت زهريّ».

ضحية القطار 934

بدا على متعلقات «محمد»، الحزن، كما أهل البيت، إذ تقول «أسماء»: «محمد كان طالع يبيع ميداليات، قال للكمسري (أنا على باب الله)، كان بيحبّ الغُنا والأفراح والموالد، كان ليه من اسمه نصيب، عيد وهو عيد».

«في أثر ضربة على صدر محمد»، تقول «أسماء» إنه خلال تفحّص جسد شقيقها، وجدوا أثر ضربة، وتُضيف: «أخويا جه يمسك في باب القطر معرفش، الطب الشرعي هو اللى قال مش إحنا، حسبي الله ونعم الوكيل في الكمسري.

ضحية القطار 934

«الكمسري مصبرش عليه»، تنطلق صرخات أم محمد مدويّة داخل منزلهم الصغير، فيما تتهامس النسوّة المتشحات بالسواد حولها: «مامته كانت بتجهّز له شقته عشان يتجوز، محمد كان متعلم مش جاهل، معاه دبلوم»، تقطع والدته همسات السيّدات بصوت واضح: «قالوا هيدونا 100 ألف جنيه، ابني راح، حاعمل إيه؟، ولا ملايين الدنيا تعوضه».

ضحية القطار 934

ضحية القطار 934

ضحية القطار 934

ضحية القطار 934

ضحية القطار 934

ضحية القطار 934

ضحية القطار 934

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية