قال الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، إن المخزون الاستراتيجي لمصل التسمم الممباري (البتيوليزم)، والذي يستخدم في حالات التسمم الغذائي، متوافر ويكفي لمدة 3 سنوات ومتواجد بجميع المنشآت الطبية التابعة للوزارة بجميع المحافظات، ومراكز السموم التابعة للمستشفيات الجامعية، ويتم توفيره بالكامل بالمجان.
وكشف «عيد»، في تصريحات خاصة، لـ«المصري اليوم»، أن جهود وزارة الصحة ومن خلفها القيادة السياسية، في توفير هذا المصل خلال الأسابيع القليلة الماضية، ساهمت في تجنب حدوث كارثة صحية نتيجة انتشار حالات التسمم الغذائي بشكل كبير جدا الأيام الماضية، بسبب انتشار أسماك «بوري» فاسدة في الأسواق والمطاعم، أدت إلى إصابة العشرات من المواطنين بمختلف المحافظات وخاصة الإسكندرية.
وأشار رئيس قطاع الطب الوقائي إلى أن إنقاذ مصر من وضع كارثي سببه سرعة توافر هذا المصل، الذي يصل سعر الجرعة الواحدة منه 90 ألف جنيه، والمريض الواحد قد يحتاج أكثر من جرعة، مشيرا أن اجمالي حالات الإصابة التي تناولت المصل خلال فترة زمنية أسبوعين فقط بلغت 80 حالة، فين حين أن أكبر عدد مصابين قد تشهده مصر في المواسم والأعياد التي ينتشر فيها تناول الفسيخ والرنجة المملحة مثل أعياد شم النسيم، يتراوح من 30 – 40 حالة إصابة على مدار العام، مما يعكس حجم المشكلة.
وتابع «عيد» أن دولة الإمارات العربية استعانت بمصر مؤخرا في توفير هذا المصل لإنقاذ حياة بعض المواطنين لديها، وبالفعل تم ارسال جرعات من المصل لعلاج بعض المصابين بدولة الإمارات الفترة الماضية، هذا بالإضافة إلى الواقعة الشهيرة للساحر التركي الذي جاء إلى مصر وتم علاجه بمعهد سموم القصر العيني بعد لدغة ثعبان الكوبرا، وذلك من خلال الأمصال التي توفرها وزارة الصحة المصرية.
ونوه رئيس قطاع الطب الوقائي بأن القيادة السياسية مهتمة جدا وتشرف بنفسها على ملف توفير الطعوم والأمصال مهما كانت التكلفة المالية، وفي ظل النقص العالمي، لذا نجد أن المخزون الاستراتيجي للأمصال والطعوم يكفي لمدة عام ونصف، وبعض الأرصدة لأمصال معينة تصل لـ22 شهرا، مؤكدا أن مصر وفقا لشهادة منظمة الصحة العالمية هي من أعلى البلدان بالعالم فيما يتعلق بتوفير وتغطية التطعيمات الروتينية بنسبة أكثر من 95%.
وفيما يتعلق بانتشار الإصابة بالالتهاب السحائي لدى تلاميذ المدارس، أكد عيد، أنها مجرد شائعات مغرضة يطلها بعض المغرضين، ولا توجد حالة إصابة واحدة في مصر بالالتهاب السحائي، وأن الوزارة تقوم سنويا بتطعيم من 6 – 7 ملايين طالب بالمدارس ضد الالتهاب السحائي، بالإضافة إلى تطعيم نحو 4 ملايين تلميذا ضد التيتانوس والدفتيريا مما يعني أن اجمالي عدد الطلاب الذين يتم تناولها التطعيمات سنويا يصل إلى 11 مليون طالبا، مع العلم أن الوزارة تقوم بجده كبير للغاية وجولات بمختلف دول العالم بتوفير تلك الطعوم في ظل النقص العالمي في توفير الأمصال والطعوم.