اعتبر رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة والإنجيليّة في لبنان، أن ما يشهده لبنان منذ 17 أكتوبر الجارى، هو انتفاضةٌ شعبيَّة تاريخيَّة واستثنائيَّة تستدعى اتّخاذ مواقف تاريخيَّة وتدابير استثنائيَّة، مطالبين الشعب اللبنانى أن يُحافظ على نقاء تحرُّكه، وأن يمنعَ أي طرف من أن يستغلَّ صرختَه ويحوِّلها حركةً انقلابيَّة، ويشوّهَ وجهها الديمقراطى، مع احترام حرِّيَّة التنقُّل للمواطنين لتأمين حاجاتهم حتى يبقى الرأى العامّ محتضنًا هذه الانتفاضة.
وقال بيان صادر عن رؤساء الكنائس في لبنان، خلال اجتماع دعا إليه الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى في بكركى بحضور البطريرك يوسف العبسى، أن الاجتماع استهدف النظر في الحالة الوطنيَّة التي تستدعى مواكبة تطوُّراتها، بل التحوّلات، منعًا لانزلاق البلاد في مسارات خطيرة تنقض جوهر الوجود اللبنانى وهويّته.
وحرص البيان، على التأكيد على أنَ الكنيسة لطالما وقفت إلى جانب الشعب اللبنانى واحتضنت حاجاته من ضمن مؤسَّساتها التربويَّة والاستشفائيَّة والاجتماعيَّة، وتابع «إن الـمُسكِّناتُ لا تَمرّ بعد الآن، فما كان هذا الشعب لينتفضَ لو لم يبلغ وجعُه حدّه الأقصى، وهذا الواقعُ المتفجِّر يفرض علينا جميعاً، مرجعيّاتٍ روحيّة، التوقف أمامه والعمل الفورى على معالجة أسبابه.
وتابع، أن الشعب اللبنانى خرج إلى الساحات والشوارع يطالب بدولة مدنيَّة، يُقرُّها أصلاً الدستور تستلهم القيم الروحيَّة التي طالما ميّزت تاريخ لبنان، مطالبًا السلطة القائمة في لبنان بأن تعى حجم الحدث وخطورته على مصير البلاد واتخاذ خطوات جدِّيَّة، جذريَّة وشجاعة لإخراج البلاد من هذه الأزمة الكبرى، إلى جانب دعوة رئيس الجمهورية إلى البدء فورًا بالمشاورات مع القادة السياسيِّين ورؤساء الطوائف لاتِّخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب.
وحث البيان المجتمع الدوليّ، مساعدة لبنان في حلِّ المشاكل التي نتجت عن حروب دول المنطقة وفى التشدد بتطبيق القرارات الدولية جميعًا، معتبرًا أن «انتفاضة الشعب اللبنانى اليوم ما هي إلا دليل إضافى نقدمه للعالم ليدرك مرة أخرى أنَّ شعبَ لبنان يستحق الحياة الحرة والديمقراطية، والسيادة والاستقلال، ويستحق الاستقرار والازدهار.