واصل المئات من المعتصمين فى ميدان سعد زغلول بالإسكندرية، اعتصامهم لليوم السادس على التوالى، وبدأت أعداد الخيام تتزايد بشكل كبير، حتى وصلت إلى ما يقرب من 35 خيمة، فيما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين انسحابها من الاعتصام، فور صدور بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الثلاثاء
قال شباب من المنتمين للجماعة، إن انسحابهم يأتي بعد استجابة الحكومة للعديد من مطالب الشعب، مؤكدا أن «الخيار مفتوح للعودة من جديد إذا شعرنا بالتلاعب بمطالب الثورة».
وأعرب عماد نبوى، المتحدث باسم الحزب الشيوعى المصرى، عن استيائه من انسحاب «الإخوان»، متهماً الجماعة بأن لها مصالح مع الحكومة. وقال إن بيان اللواء محسن الفنجرى أعطاهم الضوء الأخضر بالانسحاب.
وقال إن موقف الجماعة متخاذل منذ بداية الثورة، والجماعة تلعب وفق مصالحها الاستراتيجية، لافتا إلى أن انسحابها كان متوقعا فى أى وقت، مثلما أعلنت انسحابها يوم الجمعة الماضى وعادت مساء اليوم نفسه للمشاركة.
وشهد الميدان حالة ارتباك كبيرة، فور القبض على 6 بلطجية حاولوا دخول الميدان بأسلحة بيضاء، إلا أن لجان الحماية الشعبية تمكنت من القبض عليهم، وأوثقت أيديهم بالحبال فى الخيمة المخصصة باللجان.
وأعلنت إذاعة الميدان أنها تحفظت على بطاقات الهوية الخاصة بالمقبوض عليهم، متهمة أحد رجال الأعمال بمحاولة استئجارهم لإخلاء الميدان.
وكثفت اللجان الشعبية من تواجدها فى الميدان، بعد اعتراف المقبوض عليهم بأنهم كانوا ضمن فريق مكون من 20 شخصا يستهدفون الهجوم على الميدان لإخلائه، وبدأت نيابة العطارين، تحت إشراف المستشار عادل عمارة، المحامى العام الأول لنيابات شرق الإسكندرية الكلية، التحقيق معهم لمعرفة ملابسات الواقعة.
وواصل الميدان مسيراته التصعيدية، التى اتفق عليها أغلب المتظاهرين للخروج من ميدان سعد زغلول إلى منطقة بحرى.
وردد المتظاهرون هتافات: «عاوزين تغيير عاوزين حرية.. الثوار مش بلطجية»، و«يسقط يسقط عصام شرف» و«يسقط يسقط حكم العسكر»، وطالبوا بتنفيذ مطالب الثورة والقصاص من المتورطين فى قتل المتظاهرين.
كما شهد الميدان حالة استنفار وغضب شديدين فور إلقاء اللواء محسن الفنجرى خطاب المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رافضين ما سموه «اللهجة التهديدية» التى تحدث بها «الفنجرى»، فيما زاد عدد المعتصمين فى الميدان فور إلقاء الكلمة، وقام عدد من المواطنين بالانضمام ونصب خيام جديدة.
ودخل ما يزيد على 25 من المعتصمين المنتمين لحركات «6 أبريل» وحملة «دعم البرادعى» و«كفاية» وعدد من المستقلين والنشطاء، منذ أمس الأول، فى إضراب مفتوح عن الطعام، وأعلن المتظاهرون، أمس، عن ارتفاع العدد إلى 150 شخصاً.
وقال أحمد نصار، عضو ائتلاف شباب الثورة، إن المنطقة الشمالية العسكرية أرسلت طلبا للتفاوض مع المتظاهرين، لكن الائتلاف رفضها.
وأكد رفضه استخدام فكرة قطع الطريق كإحدى آليات الضغط، قائلاً: «لا يجوز أن نكون نحن فى الميدان 4 آلاف شخص، ونقطع الطريق على 7 ملايين فى الإسكندرية».