وسط حالة من الغموض والجدل السياسى الذى يكتنف مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، يمضى رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، قدماً فى جهود تمرير اتفاق الخروج بصيغته الحالية فى الموعد المقرر بنهاية أكتوبر الجارى، بينما تظهر تكتلات سياسية جديدة تسعى لإسقاط الاتفاق أو إدخال تعديلات عليه تجعله أخف وطأة من النسخة الحالية. وتواجه مساعى رئيس الوزراء البريطانى، للفوز بأغلبية تصويتية على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبى، تهديدات جديدة بعد إعلان حزب العمال البريطانى، مساء أمس الأول، أنه سيعمد إلى كسب تأييد المحافظين المتشددين ومعهم الحزب الديمقراطى الوحدوى، لتعديلات من شأنها أن تجبر جونسون على التخلى عن الصفقة أو قبول خطة أخرى أخف وطأة من الخطة الحالية.
يأتى هذا الإعلان الذى ينذر بتغير خريطة الكتل التصويتية بشأن بريكست، قبل ساعات من جلسة برلمانية عقدت، مساء أمس، للتصويت على قرار الخروج من الاتحاد، ولكن رئيس مجلس العموم، جون بيركو، أعلن فى مستهل الجلسة إلغاء التصويت على الاتفاق، وقال إن إجراءه سيكون مجرد تكرار وأمراً مخلاً بالنظام.
الوقت نفسه، ذكرت وكالة أنباء «رويترز» بأن جونسون سعى لتمرير خطة الاتفاق خلال تلك الجلسة البرلمانية، بعدما أجبره خصومه على إرسال خطاب يطلب فيه من الاتحاد الأوروبى تأجيل خروج بلاده من التكتل، وهو ما فعله جونسون، لكنّه رفض توقيع الخطاب، فيما قررت الدول الأعضاء بالاتحاد فى اجتماع عقد، مساء أمس الأول، تمرير الخطاب «الغامض» على حد وصفهم الذى أرسله جونسون إلى رئيس الاتحاد، دونالد توسك، للتصديق عليه.
وأوضحت صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس، أن حكومة «داونينج ستريت» ستقاوم أى تعديلات تتعلق بالاتحاد الجمركى، كونها تعتبر أن الخطة الحالية هى الطرح الوحيد المتاح على الطاولة وأن أى «تعديلات مدمرة» يتم اقتراحها قد تفسد الائتلاف الهش الذى تحاول بريطانيا أن تلملمه فى إطار صفقة الخروج. وأشارت «جارديان» إلى أن جونسون يسعى إلى اجتياز كل المراحل التشريعية لتمرير بريكست خلال الأسبوع الجارى قبل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبى، الأسبوع المقبل.