x

«العامة للاستعلامات» توضح أهمية مشاركة السيسي في القمة «الروسية الأفريقية»

التبادل التجاري والمنطقة الصناعية وتوريد قطارات والمشروع النووي.. أبرز الملفات المصرية مع روسيا
الإثنين 21-10-2019 12:24 | كتب: محمد طه, محسن سميكة |
جلسة مباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين في مدينة سوتشي - صورة أرشيفية جلسة مباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين في مدينة سوتشي - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

تفتح الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا آفاقاً جديدة ذات أهمية كبيرة في مسيرة العلاقات بين البلدين، وفي التعاون المشترك على الصعيدين الثنائي والإقليمي، سواء فيما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط الساخنة، أو التعاون الروسي مع القارة الإفريقية، حيث تعقد القمة الروسية- الإفريقية التي يرأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمشاركة مع الرئيس السيسي؛ الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وذلك بحسب تقرير نشرته الهيئة العامة للاستعلامات.

ويقول تقرير «للهيئة العامة للاستعلامات»، القمة الروسية- الإفريقية، حيث من المقرر مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الدولية، وبحث سبل تعميق التعاون الروسي الإفريقي في مجالات مختلفة من السياسة إلى الثقافة، ومن المقرر أيضاً التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف، كما أن القمة تركز على العديد من القضايا الاقتصادية المهمة ذات الاهتمام المشترك ومنها قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتعدين والزراعة وتكنولوجيا المعلومات، كما تسعى روسيا لتعزيز التعاون مع إفريقيا في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، وإيجاد الحلول لمشكلات القارة الإفريقية ومكافحة الفقر والأمراض والعمل على التقدم التكنولوجي.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية المصرية – الروسية، قال تقرير «هيئة الاستعلامات»، إن روسيا ضمن أكبر شركاء مصر التجاريين، حيث حقق التبادل التجاري بين مصر وروسيا نمواً ملحوظاً خلال عام 2018، وبلغ نحو 7،66 مليار دولار، كما ارتفعت الصادرات المصرية إلى روسيا بمعدل 4,1% خلال عام 2018 لتسجل نحو 526,4 مليون دولار مقارنةً بنحو 505,6 مليون دولار خلال عام 2017، نتيجة الزيادة في الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية وكذا السلع الصناعية خاصة المنتجات الصيدلانية ومنتجات الصناعات الغذائية والكيماوية، وإن كانت مصر تطمح في زياردة أكبر للصادرات المصرية تخفف من العجز التجاري الكبير بين البلدين.

على الصعيد الاقتصادي أيضاً، يعد مشروع المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، المشروع الأول لروسيا خارج أراضيها، وبلغ حجم رؤوس الأموال الروسية في مشروعات البنية التحتية للمشروع 190 مليون دولار في حين تبلغ الاستثمارات المتوقعة نحو 7 مليارات دولار، وهناك 55 شركة روسية حتى الآن أعربت عن رغبتها في الاستثمار في هذا المشروع الذي سيوفر نحو 150 ألف فرصة عمل.

وفي الشهور الأخيرة، اتفق البلدان على صفقة تمويل وتوريد 1300 عربة قطار لتطوير قطاع السكك الحديدية في مصر وبحث خطوات التصنيع المشترك لهذه النوعية من العربات، فضلا عن سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وروسيا في أسواق الدول الإفريقية.

وعلى الصعيد الثنائي أيضاً، فقد اقترب مرور عامين على توقيع اتفاقية إنشاء مشروع انتاج الطاقة النووية في مصر في منطقة الضبعة، والذي تم التوقيع عليه في 11 ديسمبر 2017 في القاهرة، وهو أكبر مشروع مشترك بين القاهرة وموسكو منذ مشروع السد العالي، كما أن له أبعاداً اقتصادية ومالية واستثمارية فضلاً عن نقل التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال الذي تحتاجه مصر في إطار استراتيجية متكاملة في مجال الطاقة ستجعل من مصر مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وتداول الطاقة بكل مكوناتها ومصادرها المتجددة وغير المتجددة.

وتستضيف مدينة «سوتشي» على البحر الأسود يومي 23-24 أكتوبر، قمة روسيا – إفريقيا الأولى برئاسة مشتركة بين الرئيس «عبدالفتاح السيسي» الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، وبحضور عدد من قادة الدول الإفريقية وكبرى المنظمات الإفريقية، ويشارك في القمة أكثر من 40 زعيم دولة أفريقية، وفي المنتدى الاقتصادي، سيشارك أكثر من 300 رجل أعمال من روسيا وإفريقيا.

وتنظر موسكو إلى إفريقيا على أنها وجهة واعدة لتعزيز نشاطها في مجال إنتاج النفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى التي تزخر بها القارة، حيث تتراوح قيمة الاستثمارات الروسية في إفريقيا ما بين 8 و10 مليارات دولار، وخلال الفترة من عام 2010 إلى عام 2017، ازداد مجموع الصادرات الروسية إلى إفريقيا بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً من 5 مليارات إلى نحو 15 مليار دولار.

كما يعكس تزايد الوجود العسكري الروسي في إفريقيا حجم الالتزام الروسي بالمشاركة في عمليات حفظ السلام في القارة الإفريقية، حيث يتجاوز حجم الجنود الروس المشاركين في تلك العمليات حجم نظرائهم من دول فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن الترحيب الروسي بتسوية الخلافات والصراعات الإقليمية، بما يعزز استقرار وأمن المنطقة.

وقد قامت روسيا بإعفاء الدول الإفريقية من الديون بقيمة 16 مليار دولار في عام 2008م، وإلغاء ديون بقيمة 20 مليار دولار في عام 2012م، وتخفيض عبء الديون لعدد من دول القرن الإفريقي، في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، وفي نفس الوقت قدمت مساعدات إنسانية لبلدان المنطقة، بما يشكل تطوراً إيجابياً في مسار العلاقات الروسية مع دول المنطقة.

وفي الجانب الثقافي تلعب المراكز الثقافية الروسية للعلوم والثقافة دوراً في تعزيز الوجود الروسي في المنطقة؛ كما تقوم روسيا بتقديم المنح والتدريب للطلبة الأفارقة في الجامعات الروسية، ففي عام 2017 درس أكثر من 1800 شاب إفريقي في روسيا، وبشكل عام، هناك نحو 15 ألف شاب إفريقي يدرسون في روسيا بشكل دائم منهم 4000 في منح دراسية ممولَة من الحكومة الروسية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية