أعلن نادى الزمالك وصيف الدورى المصرى تعيين حسن شحاتة مدرباً له فى خطوة جديدة فى مشوار أشهر مدربى الكرة المصرية, والذى تمكن من الاحتفاظ لمصر بثلاث بطولات لكأس الأمم على التوالى أعوام (2006-2008-2010), فيما وصفه الخبراء بأفضل أجيال الكرة المصرية.
ولد «شحاتة» يوم 19 يونيو 1947 في كفر الدوار في البحيرة, وانضم للزمالك عام 1966 قبل أن يكمل 19 عاما لكن توقف نشاط كرة القدم في مصر عقب حرب يونيو 1967 أدى الى انتقاله إلى كاظمة الكويتي الذي لعب بين صفوفه في الفترة من 1968 إلى 1973 بينها فترة قصيرة عاد فيها للزمالك.
وترك اللاعب المصرى بصمة واضحة أثناء فترة لعبه في الكويت وقاد كاظمة للترقي من الدرجة الثالثة للأولى في ثلاثة مواسم متتالية.
وأعير «شحاتة» إلى العربي منافس كاظمة في الدوري الكويتي ليلعب بين صفوفه في كأس آسيا للأندية الأبطال وساهم تألقه في فوزه بجائزة أفضل لاعب في آسيا عام 1970.
إلا أنه عاد للزمالك في 1971 ولعب له حتى اعتزاله في 1983. وفي تلك الفترة أحرز شحاتة مع الزمالك لقب الدوري المصري الممتاز في موسم 1977- 1978 ولقب كأس مصر ثلاث مرات كما تصدر قائمة هدافي الدوري مرتين في 1977 و1980 في طريقه لإحراز 77 هدفا في الدوري خلال مسيرته كلاعب.
لم يترك تأثيرا كبيرا خلال مسيرته كلاعب مع منتخب مصر - الذي لعب له لأول مرة في 1969 - رغم أنه شارك في كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات في 1974 و1976 و1980. وحصل شحاتة على جائزة أفضل لاعب في كأس الأمم الأفريقية 1974 وأفضل لاعب في مصر بعدها بعامين ثم نال وسام الرياضة من الرئيس المصري آنذاك أنور السادات عام 1980.
أما مسيرته كمدرب فقد شهدت لحظات إخفاق كما شهدت لحظات تتويج فكانت بداية شحاتة كمدرب متواضعة وأمضى نحو عقد كامل من مسيرته في الظل قبل أن يبزغ نجمه كمدرب خبير في قيادة الأندية المتواضعة للترقي إلى الدوري الممتاز.
بدأ شحاتة مع فرق الشباب في ناديه الزمالك بعد اعتزاله مباشرة ثم عمل مدربا مساعدا للفريق الأول في موسم 1985-1986 ومرة أخرى في منتصف تسعينيات القرن الماضي تحت قيادة المدرب طه بصري المدرب الحالي للمصري البورسعيدي.
ثم عمل في الخليج مع الوصل الإماراتي والشرطة العماني بالإضافة لتجارب لم تستمر طويلا مع المريخ البورسعيدي الذي كان يلعب في ذلك الوقت في الدوري الممتاز والاتحاد السكندري.
وبدأ «شحاتة» يصنع اسما كمدرب بارز في مصر عندما قاد المنيا للترقي إلى الدوري الممتاز في 1997 وكرر الأمر نفسه مع الشرقية في العام التالي ثم قاد منتخب السويس للصعود للدرجة الممتازة أيضا عام 2000.
ثم عين مدربا لمنتخب مصر تحت 20 عاما في 2001 وقاده لإحراز كأس أفريقيا في 2003 والتأهل لدور الثمانية في كأس العالم للشباب بتشكيلة ضمت لاعبين مثل حسني عبدربه وأحمد فتحي وعمرو زكي وعماد متعب الذين أصبحوا أعضاء أساسيين في منتخب مصر الأول فيما بعد.
تحققت أبرز إنجازات «شحاتة» كمدرب للأندية مع المقاولون العرب الذي تولى قيادته في موسم استثنائي في 2003-2004. وكان المقاولون العرب يلعب في هذا الوقت في دوري الدرجة الثانية لكن شحاتة قاده للعودة للدوري الممتاز ثم أصبح أول ناد من الدرجة الثانية يحرز لقب كأس مصر بعدما فاز على الأهلي في النهائي. وأكمل شحاتة مسيرة رائعة لمدة تزيد قليلا على عام واحد بقيادته للمقاولون إلى إحراز لقب كأس السوبر المصري على حساب الزمالك.
ثم جاءت اللحظة الفارقة فى تاريخه عندما عين في نوفمبر 2004 مدربا لمنتخب مصر. اختارت مصر تعيين «شحاتة» كمدرب مؤقت خلفا للإيطالي ماركو تارديلي بعد التعثر في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 لكن ما بدا أنه تعيين مؤقت استمر قرابة سبع سنوات ثمينة للمنتخب المصري.
وسرعان ما تم تعيينه مدربا دائما عقب بعض العروض الجيدة في مباريات ودية ضد بلغاريا وأوغندا وكوريا الجنوبية وبلجيكا أوائل عام 2005. واستكمل المدير الفنى المصرى مشوار مصر في تصفيات كأس العالم لكن الهدف كان بوضوح إعداد فريق قادر على المنافسة في كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها البلاد في 2006 والتي أحرزت مصر لقبها لآخر مرة تحت قيادة المدرب المخضرم محمود الجوهري في 1998.
كما قاد مصر بثبات إلى اللقب الأفريقي في 2006 ليحتفظ بموقعه كمدرب للفريق رغم أن بعض الخبراء أشاروا الى أن فوز «الفراعنة» تحقق نتيجة المساندة الجماهيرية الضخمة وليس للتفوق في الملعب.
ورد شحاتة على المنتقدين بعروض مذهلة في كأس الأمم الأفريقية 2008 في غانا عندما حققت مصر انتصارات رائعة على الكاميرون وساحل العاج لتحرز اللقب القاري للمرة السادسة بشكل مبهر.
وازداد سقف التوقعات بعد فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية 2008 وأصبح التأهل لكأس العالم 2010 لأول مرة منذ 1990 بمثابة أولوية لشحاتة. لكن البداية الضعيفة في التصفيات التي شهدت التعادل مع زامبيا في القاهرة ثم الخسارة في الجزائر أوقعت المدرب تحت ضغط هائل.
وقبل استئناف مشوار التصفيات قدم منتخب مصر عروضا قوية في كأس القارات وخسر بصعوبة 4-3 أمام البرازيل في مباراة لا تنسى ثم فاز 1- صفر على إيطاليا بطلة العالم في هذا الوقت ورغم اخفاق المصريين في تجاوز الدور الأول إلا أن الفريق عاد الى التصفيات بثقة أكبر.
حققت مصر أربعة انتصارات متتالية على رواندا مرتين وزامبيا والجزائر لتفرض على الأخيرة مواجهة فاصلة خسرتها بهدف مقابل لا شيء في الخرطوم في نوفمبر 2009 لتفشل مصر مجددا في بلوغ كأس العالم.
ومع ذلك احتفظ شحاتة مجددا بموقعه كمدرب لمنتخب مصر مع اقتراب منافسات كأس الأمم الأفريقية 2010 في انجولا التي نجح «الفراعنة» مجددا في الفوز بلقبها بعد سلسلة من العروض القوية والانتصارات الرائعة ومن بينها الفوز 4- صفر على الجزائر في الدور قبل النهائي ليحقق الفريق إنجازا غير مسبوق بإحراز اللقب الأفريقي ثلاث مرات متتالية.
ومع ارتفاع أعمار عدد من لاعبي الفريق الأساسيين بدا منتخب مصر ظلا للفريق الذي سيطر على كرة القدم الأفريقية منذ عام 2006 وقدم عروضا ضعيفة في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2012 انتهت بالتعادل في القاهرة مع جنوب أفريقيا الشهر الماضي لتتبدد عمليا آماله في التأهل قبل جولتين على نهاية التصفيات.
أنهت مصر ارتباطها بشحاتة في السادس من يونيو الماضي باتفاق الطرفين حتى أعلن الزمالك 12 يوليو تعيينه مدربا له.