قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن ما يثار من مظاهر انزعاج شعبى حاليًا بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبى لا داعى له على الإطلاق، لافتًا إلى ضرورة وضع الأمور فى موضعها الصحيح، وهذا مسؤولية المثقفين والسياسيين والصحفيين، لتوعية المواطنين.
وأضاف «العرابي»، خلال مشاركته فى ندوة «مصر ومحيطها الإقليمى: تحديات وفرص» التى نظمتها كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، أمس الأول، أن حل أزمة سد النهضة يستلزم ممارسة الدبلوماسية، وهناك بالفعل خطوات تم اتخاذها فى هذا الإطار من جانب الدولة، خاصة أن الدبلوماسية هى عيون مصر فى كل شىء، وخط الدفاع الأول، إذ إن السياسة الخارجية تحمى البلاد وتجلب التنمية، مستطردًا: «لا يجوز أن تكون دول بالمنبع تتحكم فى المياه ونحن فى المصب.. النيل أول نهر فى العالم يبدأ من الشمال إلى الجنوب بانحدار جغرافى يسهل اندفاع المياه إلى دول المصب».
وأشار «العرابي» إلى أن الأزمة الحقيقية ستكون فى مرحلة ملء الخزان والسنوات التى تستغرقها خلال هذه الفترة، فمصر لديها إمكانيات تجعلها صامدة لمدة 3 سنوات بفضل بحيرة ناصر والسد العالى الذى عرف الجميع أهميته وقيمته حاليًا، فضلًا عن وجود بدائل عديدة فى توليد الكهرباء، لذا فلا داعى للقلق والانزعاج، لكن لا بد من الترشيد.
وعن الظواهر الجديدة فى المنطقة العربية، أوضح «العرابي» أن عام 2011 كان نقطة تحول فى تاريخ المنطقة، وصاحب ذلك تغييرات إقليمية، إذ أفرزت ثورة يناير 22 ظاهرة جديدة، أخطرها الإرهاب العابر للحدود، منوهًا بأنه لأول مرّة فى التاريخ تحارب 8 جيوش داخل دول واحدة، وهى «سوريا».
وحكى «العرابي» تفاصيل تعلّمه اللغة العبرية فى سن الشباب، مردفًا: «قررت بعد نكسة 1967 أن أتعلم اللغة العبرية وسماع الإذاعة الناطقة بها، وبعد 26 سنة وتحديدًا فى 1994 ذهبت إلى تل أبيب، ولم أكن أتوقع وأنا شاب أن أتعلم هذه اللغة كى أعيش فى تل أبيب على مدار 4 سنوات».