رصدت «المصرى اليوم» الأوضاع على الطبيعة، أمس، من داخل محطات توليد الكهرباء الحرارية وشركات التوزيع، وكشفت مصادر رسمية بالمحطات أن ضغط الغاز الوارد من حقول أبوقير، التى تمد محطات كهرباء وسط وغرب الدلتا بالوقود تحسن، وأوضح قائمون على التشغيل أن الضغط ارتفع إلى حدود 25 باراً فى الفترة النهارية، بينما تراجع إلى 18 باراً فى المسائية، وهى النقطة الحرجة التى يتم فيها تقليل حمل الوحدات الغازية إلى 150 ميجاوات، بدلاً من 250 ميجاوات.
وقالت المصادر إن محطة كهرباء كرموز فى الإسكندرية شبه متوقفة بسبب نقص شديد فى إمدادات السولار الواردة من مستودعات البترول المجاورة، ولفتت إلى أن سيارة واحدة تصل المحطة يومياً، تستخدم فى التشغيل خلال فترة الذروة فقط، بينما المحطة متعطلة طوال الفترة النهارية.
وفى محطات شرق الدلتا، قال مسؤول بارز فى الشركة إن محطتى الغردقة - وقدرتها 70 ميجاوات - وشرم الشيخ - وقدرتها 90 ميجاوات - توقف تشغيلهما خلال الفترة النهارية، من أول الشهر الجارى بسبب نقص إمدادات السولار القادمة من مستودعات السويس، وقال المسؤول إن 3 أو 4 شاحنات محملة بالسولار تصل إلى كل محطة يومياً تكفى تشغيل المحطة الواحدة 4 ساعات، بينما تحتاج إلى 1000 طن للتشغيل بكامل طاقتها طوال اليوم، وأوضح المسؤول أن الشركة اضطرت إلى استخدام السولار، بسبب عدم وجود غاز لتشغيل المحطتين. وأشار إلى أن محطة أبوسلطان تعمل منذ 5 سنوات بالمازوت بسبب نقص الغاز ووصفه بـ«الأمر خطير جداً». وتابع أن الكبريت الموجود بالمازوت تسبب فى تدمير الغلايات، مشيراً إلى أنه من المؤسف عدم توافر عقود موقعة رسمياً بين وزارتى البترول والكهرباء، تحدد مواصفات المازوت المطلوبة بخلاف تعاقدات الغاز، وفى المقابل أوضح المسؤول أن باقى المحطات التى تعتمد على الغاز كمحطة عيون موسى تعمل بكامل طاقتها بسبب استقرار إمدادات الغاز والضغوط المنتظمة فى شركة الوجه القبلى.
ولفت إلى أن إدارة الشركة اضطرت إلى فصل محطة الغاز الخاصة بالوحدة الأولى، وتحويلها إلى الوحدتين الثانية والثالثة لتقوية ضغط الغاز وتشغيل الأولى بالمازوت، وفى محطة الوليدية بأسيوط حدث انفجار فى المحول الناقل للطاقة من المحطة إلى الاستهلاك، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتسبب فى فصل المحطة بالكامل، وخروج 300 ميجاوات عن الشبكة، وقال مسؤول بالشركة: «طلبنا قطع غيار من اليابان لإصلاح المحول وإعادة تشغيل المحطة».
وفى محطة النوبارية العملاقة بالبحيرة توقفت وحدتان بقدرة 1500 ميجاوات، الساعة الخامسة فجر أمس، واستمر الفصل 4 ساعات بسبب مشاكل فى الخط الناقل التيار إلى منطقة القاهرة الكبرى، مما تسبب فى انقطاعات للتيار فى أنحاء عديدة بالعاصمة فى حدود شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، ومناطق واسعة فى الجيزة ليلاً، بسبب عجز مد الطاقة من المحطات المغذية، وفى المحطة نفسها قامت إدارة الشركة بإصلاح المحول الكورى، التابع للوحدة السابعة، والذى وصل مصر منذ أيام وبدأت الشركة فى تركيبه، الأمر الذى أفقد الشبكة 375 ميجاوات بسبب أعطال المحول.
وفى السويس، قال أحد المسؤولين عن تشغيل محطة(EDF) الفرنسية بخليج السويس: «المحطة تتعرض منذ فترة لنقص شديد فى الغاز، وتراجع الضغط إلى 15 باراً فقط، مما أدى إلى وقف تشغيل بعض الوحدات»، ولفت إلى أن المشكلة الرئيسية ستكون إما قطع الطاقة عن المصانع التى تتم تغذيتها من المحطة أو قطعها عن المشتركين من الجمهور، وأشار إلى أن مشكلة الغاز تحدث فى المحطة الفرنسية ببورسعيد، وقدرتها 600 ميجاوات، وحصلت «المصرى اليوم» على صور من خطابات أرسلت من شركة جاسكو المشرفة على شبكة الغاز فى مصر، والشركة القابضة للغازات إيجاس، وتكشف عن إخطارات إلى المصانع بأن هناك صيانات فى الحقول المنتجة وصيانات فى الشبكة القومية للغاز، ستقلل إمدادات الغاز إلى المصانع بما يتراوح بين 30 و50٪ من الكميات الأساسية، وقالت الخطابات إن هذا الإجراء سيتخذ بدءاً من أكتوبر المقبل لمدة 14 يوماً فقط. من جهة أخرى، كشف مسؤول بشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء أن تحكم كهرباء إدارة الهرم يحتفظ بكشف مدونة به أسماء الشخصيات المهمة الذين يقطنون المنطقة لعدم قطع الكهرباء عنهم وتخفيف الأحمال فى مناطق فقيرة، وانقطع التيار، مساء أمس الأول، عن مناطق المريوطية والعمرانية وترسا والعروبة والمطبعة. وأشار المسؤول إلى أن المسؤولين عن شبكات الهرم اعترضوا على التمييز بين المواطنين وطالبوا بتخفيف الأحمال بشكل عادل على كل المناطق بسبب الشكاوى من الانقطاعات المستمرة فى المناطق الفقيرة.