x

«الشعب يريد».. الآلاف يحتفلون بفوز قيس سعيد برئاسة تونس

الإثنين 14-10-2019 23:59 | كتب: خالد الشامي |
قيس سعيد مع زوجته فى المؤتمر الصحفى قيس سعيد مع زوجته فى المؤتمر الصحفى تصوير : أ.ف.ب

احتشد عشرات الآلاف من التونسيين، في العديد من المدن، وفي مقدمتها العاصمة في شارع الحبيب بورقيبة، حتى الساعات الأولى من صباح أمس، عقب ظهور المؤشرات الأولية لفوز المرشح الرئاسى قيس سعيد، بفارق كبير على منافسه رجل الأعمال نبيل القروى، عقب مشاركة انتخابية تجاوزت الـ 60%، فيما يحق لنحو 7 ملايين ناخب التصويت.

ونقل التليفزيون الرسمى نتائج أولية نشرتها مؤسسة «سيجما كونساى» لاستطلاع الآراء، بحصول «سعيد» على 76.9%من الأصوات، مقابل 23.1% لمنافسه القروى، كما أظهرت «سيجما» أن قيس حصل على نحو 90% من أصوات الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، في الوقت الذي حصل فيه قيس على 18.4% من إجمالى الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات التي جرت منافستها بين 24 مرشحا بعد تنازل مرشحين اثنين في 15 سبتمبر الماضى.

وأطلق أنصار قيس الشماريخ ورفعوا أعلام تونس، مرددين هتافات: «الشعب يريد قيس سعيد» و«تحيا تونس»، مرددين النشيد الوطنى التونسى، بالإضافة إلى هتافات تأييد لثورة الياسمين، التي تحدث عنها في برنامجه الانتخابى، وعقب الإدلاء بصوته في جولة الإعادة التي جرت أمس الأول، قال عنها مخاطبا الشباب: «الثورة مستمرة» وعليكم الحفاظ عليها، سنعمل في الخارج من أجل القضايا العادلة وأولاها القضية الفلسطينية.

وعقب ظهور المؤشرات الأولية بفوزه، وفى أول مؤتمر صحفى عقده في أحد الفنادق المطلة على شارع الحبيب بورقيبة، ظهر قيس يقبل العلم التونسى، وقال: «كنت أتمنى أن أرى العلم الفلسطينى، بجوار العلم التونسى»، ووجه الشكر للشباب الذين فتحوا صفحة جديدة في التاريخ التونسى، وتابع: «سأحمل الأمانة.. الشعب يريد»، وهو الشعار الذي رفعه أبناء تونس الذين ثاروا على نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن على في عام 2011.

وأضاف: «يا شعب تونس أعطيت درسا للعالم كله، هي ثورة بمفهوم جديد في إطار الدستور مع التمسك بالشرعية الدستورية، ثورة لم يعهدها الفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة، أنتم أبهرتم العالم بتنظيمكم التلقائى وبعطائكم وبعرقكم وبدمائكم»، كما توجه بالشكر إلى قوات الجيش والأمن. وقال: «انتهى عهد الوصاية وسندخل مرحلة جديدة في التاريخ»، معربا عن احترام كل من اختار بكل حرية، وشدد على ضرورة تجديد الثقة بين الحاكم والمحكومين، وأضاف: «سأعمل على أن يطبق القانون على قدم المساواة على الجميع وأولهم أنا، وليس هناك من يمكن أن يستثنى من ذلك»، مؤكدا أنه سيكون رئيسا لكل التونسيين والتونسيات وسيعمل على أن يكون جامعا لهم، وبالنسبة للملفات الخارجية وتعامله معها، أكد دعمه للقضية الفلسطينية، باعتبار أنها ستكون ضمن أولوياته في الخارج، من أجل القضايا، موضحا أن أول زيارة خارجية له كرئيس ستكون للجزائر، كما أبدى رغبته بزيارة ليبيا موجها التحية لفلسطين.

وعقب الإعلان عن النتائج الأولية، أرجع المرشح الرئاسى الخاسر في جولة الإعادة، نبيل القروى، خسارته، بسبب حبسه لمدة 48 يوما على ذمة قضايا متهم فيها بغسيل الأموال، مضيفا في مؤتمر صحفى في مقر حملته: «حالة فريدة من نوعها في تاريخ الديمقراطيات»، وأضاف أنه يقبل الهزيمة، لعدم تكافؤ الفرص، وتابع: «الظروف التي مررت بها، لم يمر بها أحد في العالم»، فيما اعتبر نفسه ليس مرشحا خاسرا سيئا، بالنظر إلى الظروف التي مر بها خلال الحملة الانتخابية.

وأوضح أن توقيفه في السجن حرمه من القيام بالحملة الانتخابية، التي بدأها بشخصه قبل انطلاق جولة الإعادة بـ 3 أيام، فيما كانت حملته ودعم زوجته تقوم بمهامها، وتعهد بأن الحزب الذي يرأسه «قلب تونس» سيعمل على مكافحة الفقر وسيدعم أي حزب حاكم يدعم هذا التوجه. ولفت إلى أنه غاضب قليلا بسبب النتائج، فيما لا ينوى الانتقام من أحد، مشيرا إلى أن الانتخابات تتضمن علامة استفهام منذ بدايتها. ورغم قول القروى إنه سيقدم التهنئة إلى قيس سعيد بمناسبة الفوز، عقب الإعلان الرسمى، إلا أنه أجرى اتصالا هاتفيا، أمس، مبديا تمنياته بالنجاح في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ تونس، كما أعلن دعمه له في كل الخطوات التي تخدم مصلحة تونس والشعب التونسى.

وهنأ رئيس الوزراء الحالى يوسف الشاهد، قيس سعيد، بالفوز وكذلك الشعب التونسى على اختياره، وذلك عبر تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».

وقال رئيس مجلس نواب الشعب بالإنابة، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية، عبدالفتاح مورو، في تصريحات له، إن رئيس الجمهورية الجديد قيس سعيد سيؤدى اليمين الدستورية، ويلقى خطابه الأول أمام أعضاء البرلمان القدامى، وذلك لأسباب تتعلق بالتغييرات التي طرأت على الحياة السياسية التونسية، عقب وفاة الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، وبموجبها تم تقديم الانتخابات الرئاسية على الانتخابات البرلمانية.

وقيس سعيد من مواليد 22 فبراير 1958 لعائلة من الطبقة الوسطى من أب موظف وأم ربة منزل، ودرس بالجامعة التونسية وتخرج فيها ليدرس فيها لاحقا القانون الدستورى قبل تقاعده منذ سنة واحدة، ووصفه طلابه بأنه «الصارم والشخصية المستقيمة، قليلة الابتسامة، صاحب ضمير، فلا يمانع من قضاء وقت طويل خارج ساعات عمله مع طلابه لمناقشتهم في أمور العلم»، لكن نشطاء التواصل الاجتماعى أطلقوا عليه لفظ «روبوكوب» لتحدثه اللغة العربية بطلاقة وبدون توقف.

وتباينت آراء الشخصيات السياسية بشأنه، فهناك ما يصفه بأنه يسارى أو عروبى التوجه، وآخرون بأنه إسلامى، خاصة بعد إعلان حركة النهضة «إخوان تونس» دعمه له، لكنه سيظل في نظر الأغلبية الشخص المستقل والأستاذ الأكاديمى، الذي شدد على عدم المساس بالحريات العامة وحقوق المرأة، فيما أعلن رفضه لمقترح المساواة في المواريث، الذي كان مشروعا مقدما أمام البرلمان.

يذكر أن المناظرة التليفزيونية التي عقدت بين قيس سعيد ونبيل القروى، الجمعة الماضى، تحدث الأول عن رفض «التطبيع» مع إسرائيل، معتبرا ذلك بأنه مصطلح خاطئ، ظهر عام 1979، وأن الكلمة الصحيحة هي «الخيانة العظمى»، مشددا على ضرورة المحاكمة لكل من يتعامل معها، فيما شدد على ضرورة التفرقة بين اليهود والإسرائيليين، في إشارة إلى حسن تعامل بلاده مع اليهود الزائرين لمعبدالغريبة جنوب تونس وليس مع إسرائيل، مضيفا أن تونس احتضنت وحمت اليهود من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية