قال الدكتور عاطف عبدالحميد، رئيس هيئة الطاقة الذرية، إنه يتم دراسة تطوير مفاعل أنشاص الذري الأول، لافتًا إلى أن المفاعل الثاني يعمل بكفاءة وبشكل متميز جدا بينما المفاعل القديم أنشئ عام 1961.
وأضاف «عبدالحميد» خلال كلمته الافتتاحية بالمؤتمر الدولي «الذرة من أجل السلام»، الذي تنظمه مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الألمانية، بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية، الإثنين، أن الهيئة تجري حاليا دراسة لتطويره بالتعاون مع بعض الدول التي لديها مفاعل شبيه بالمفاعل المصري وقامت بتطويره، ومن هذه الدول المجر وأوزباكستان والشيك، ولفت إلى أن هذه الدول كان لديها نفس المفاعل البحثي الأول وندرس حاليا تجارب هذه الدول لكى نستفيد من هذه التجارب لتطويره المفاعل المصري.
وأكد على أهمية التعاون المشترك بين مصر وألمانيا، مشيرًا إلى أن فكرة المؤتمر هو فتح المجال للباحثين المصريين في مجال الطاقة الذرية، والهيئات الشقيقة للتواصل مع الجانب الألماني لفتح قنوات في التواصل وعمل أبحاث مشتركة بين الجانبين مشيداً بالجانب الألماني من حيث جودة المعامل الخاصة بهم، وعلى أحدث الأجهزة وبالتالي التعاون معهم مثمر ومفيد جدا للباحثين المصريين، وفى الحقيقة الجانب الألماني لا يبخل علينا بأي تعاون معهم، فنحن على تعاون مشترك على مدار 30 سنة متواصلة، لافتا إلى أنه تم إمداد الهيئة من عدد كبير من المعامل والأجهزة، وذلك من خلال اتفاقية التعاون، التي وقعتها مصر مع ألمانيا ومن ثمار هذا التعاون أنها أهدتنا عدد من المعامل وتمويل عدد اخر من المشروعات.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية إنه لا شك أن الهيئات النووية المصرية المتمثلة في هيئة الطاقة الذرية المصرية، والهيئات النووية الأخرى جميعها اقوم بدور هام في تحقيق التنمية المستدامة في مصر من خلال التركيز على الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وتعمل هذه الهيئات في تكامل وتناغم للوصول إلى هدف استخدام الذرة من أجل السلام، وهذه الاستخدامات السلمية لا تقتصر على إنتاج الطاقة فقط بل تمتد إلى التطبيقات في مجال الصحة والزراعة والصناعة وغيرها من المجالات.
وأوضح أنه في ظل متابعة الاستراتيجيات، التي تركز عليها رؤية مصر 2030 تسعى هيئة الطاقة الذرية إلى تشجيع شباب الباحثين المصريين للحصول على المنح الدراسية والدورات التدريبية، فنجد أن كثير من الباحثين المصريين ينتشرون حول العالم بهدف الدراسة والبحث ولا سيما في المراكز البحثية الألمانية ونحن ننظر بعين الاهتمام إلى سجل التعاون بين الجهات المصرية البحثية والمراكز البحثية الألمانية.
وأعرب عن خالص امتنانه لمؤسسة ألكسندر فون هامبولد للقيام بتمويل هذا المؤتمر الذي يعد منصة مهمة لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين، وقدم الشكر للدكتور إباء الحصري للقيام بتنظيم المؤتمر باعتباره أحد أبناء هيئة الطاقة الذرية بالإضافة إلى كونه خريج مؤسسة ألكسندر فون هامبولد.
وأشار إلى أن الهدف من المؤتمر هو تحقيق مزيد من التعاون العلمي المثمر بين الجانب الألماني والمصري في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وإن هذا المؤتمر يحمل توقعات عظيمة في أن يكون مبادرة قوية لتبادل الخبرة وبناء قدرات الموارد البشرية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ولاسيما أن مصر تستهل برنامجها النووي السلمي للإنتاج الكهرباء.
من جانبه، قال الدكتور إباء الحصرى مدرس الكيمياء الصيدلية بهيئة الطاقة الذرية ورئيس مؤتمر إن «الذرة من أجل السلام» أن أحد أهداف المؤتمر تتمثل في إيجاد شبكة للتعاون بين العلماء المصريين والألمان بصورة عامة، ودعم التبادل العلمي بينهما في مجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية من خلال الزمالات التي تتيحها مؤسسة الكسندر فون هومبولت .
وأضاف الحصري، رئيس المؤتمر، إن المؤتمر يستهدف أيضا فتح قنوات جديدة لتنسيق المزيد من المشروعات البحثية في هذا المجال الهام للغاية من مجالات البحوث العلمية، مشيرًا إلى أن أحد الأهداف الهامة للمؤتمر تتمثل في زيادة ورفع الوعى بالتطبيقات السلمية غير المحدودة للطاقة الذرية وإلقاء الضوء على استخداماتها الهامة للغاية في حياتنا اليومية.
وتابع أن المؤتمر يتناول عددا من الموضوعات البحثية المختلفة المتعلقة بمجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، ومنها الطب النووى والكيمياء النووية وعلوم المواد والتطبيقات الصناعية والطبية والتقنية للمفاعلات البحثية السلمية، وإدارة النفايات النووية وغيرها من المجالات المتعلقة بالمجال النووي السلمى.
ويعتبر «مؤتمر الذرة من أجل السلام» هو المؤتمر الدولى الثانى الذي يعقد في مصر تحت رعاية مؤسسة الكسندر فون هومبولت الألمانية بعد مؤتمر «الشبكة الألمانية- المصرية للإبداع والتنمية» الذي رعته المؤسسة أيضا في مصر وعقد في عام 2017.