x

هل انقطعت الكهرباء عن دبي؟ مصوّر هندي يكشف الحقيقة

الإثنين 14-10-2019 00:02 | كتب: مادونا عماد |
تصوير : آخرون

دائما ما يرتبط الظلام الشديد في مخيلتنا بالاكتئاب والحزن، لكن قد تتغير هذه النظرة بعدما أعاد مصوّر فوتوغرافي هندي الربط بين الظلام ومفاهيم الجمال، معتبرا أن «التفاصيل تكمن بحجب الضوء عن بعض المباني شاهقة الارتفاع»، مركزًا اهتمامه على مشروع الصور الأبيض والأسود، على المُرتفعات الأقرب إلى قلبه، والواقعة في إمارة دبي، مثل برج خليفة، 2651 قدمًا، والبناء السكني والفندقي، برج العرب، تنقسم طوابقه إلى 160 طابقا.

ظلام يحوّل الإمارة بأبنيتها، المُنافسة لأطول البنايات العالمية، إلى «جوثام»، إحدى أشهر المُدن الخيالية، التي ترتسم بأذهان عشّاق روايات الخيال، علّها عبّرت أمام عينيك، بمشاهدتك فيلم «BATMAN»، فالوطواط يحلق بين أسطح أبنتيها الممشوقة، تناسب المدينة وظلامها حالة من الغموض والأسرار، يعيشها أبرز أعداء الوطواط وهو المهرج أو «الجوكر» وباقي الشخصيات الأكثر شرًا.

يومًا بعد الثانٍ، ويفتعل هؤلاء المشاكل، تنتهي باستدعاء المليونير بروس واين، المُتنكر بشخصية «باتمان»، المُتصدي المغوار، إلى سماء المدينة الظلام، وتدور أحداث الفيلم داخل حدود «جوثام» الخيالية.. تكررت استعارة «جوثام» بالقصص الأسطورية والدراما، مثل مسلسل «جوثام» الأمريكي، المستوحى من فيلم أفلام باتمان.

هذه المدينة يستحضرها المصوّر الهندي، الذي يستقر في الإمارات العربية منذ 2010، ساجين ساسيدهاران، من العالم الخيالي إلى الواقع، بإطلاق صور تحت عنوان «Uncluttered sobriety» أي صلابة واضحة، ووصفها موقع «CNN» الإنجليزي بـ«المدينة المُظلمة»، تعكس حُبه للتصوير، الذي يرتكز على اللونين الأبيض والأسود، والتي تفوق «جوثام» جمالًا وغموضًا، هادفًا إلى إبراز فخامة البنايات والهندسة المعمارية هناك.

بدأ ولع المصّور الهندي، الذي ُلد في إيرينجالاكودا الهندية، بالفترات الأولى من المراهقة، ما قاده إلى الاقتراب تدريجيًا نحو الاستعمال الأكثر عُمقًا لتقنيات التصوير المُتقدمة، ويلهث إلى تصوير المناظر الطبيعية بألوانها الخلابة.

وبمرور السنوات يتوج نجاح المصوّر، بالعديد من الجوائز، دُولية ومحلية، من بينها جوائز موسكو الدُولية للتصوير، جوائز سينّا الدولية للتصوير الفوتوغرافي، وفاز لعامين بالمهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» بإمارة الشارقة، حتى إن صور «دبي المعتمة»، عُرضت بفعاليات دورة ذلك المهرجان الإماراتي الرابعة هذا العام.

وحول المشروع الآخير لـ «ساسيدهاران»، قال: «تعكس الصور مشاعري والطريقة التي أنظر بها إلى الأشياء من حولي، أي رؤيتي، وظهرت هذه الرؤية ملموسة بالصور التي ألتقطها.. طالما أصبت بالصراع أثناء تنفيذي لمشاريع التصوير الخاصة بي، بسبب محاولاتي المستمرة للوصول إلى الكمال بقدر استطاعتي.. وأنا أهتم بتطوير مهاراتي بالتصوير من خلال التجارب المتكررة».

وتابع المصوّر: «تأثرت في مدرسة التصوير الأبيض والأسود، بالمصور الأمريكي الراحل أنسل آدامز، والأمريكي البريطاني مايكل كينا، وغيرهم من المصوريين المولعين بالمسار ذاته».

منذ اللحظات الأولى لاهتمامه بتصوير البنايات، توهجت صورة دبي بعقله، فيعتبرها المدينة الأفضل لتطبيق فكرته بنجاح، حيث يسكن بين حدودها، وبالفعل استطاع تنفيذ المشروع في النهاية. وعن طريقته في الاستعداد إلى التصوير المعماري: «حينما أنظر إلى البنايات كمادة للتصوير، أبحث عن أشكالها وأنماط بناءها والخطوط، محاولًا إيجاد إيقاع يربط بين العناصر»، أما إجابته على سؤال لماذا دبي تحديدًا، هي: «لأنها واحدة من الدُول المُحفزة للعمارة الأيقونية، وتتجه بها ناحية المزيد من الثراء المعماري».

ومن بين الصعوبات التي واجهها، هي تصوير الأبراج الأكثر ارتفاعًا في دبي، ما دفعه إلى اختيار مناطق تبعد مسافات عن البنايات، ليظهر أعلى نقطة للأبراج، مانحًا بالأبيض والأسود، منظورًا حديثًا للفن المعماري في دبي، كما يمنح المصوّر البنايات الأقصر ارتفاعًا والضباب حولها، بطولة بعض المشاهد. وأختتم كلماته موضحًا أنه كثيرًا ما تلاعب باللونين الأبيض والأسود، ولونهم الأوسط، الرمادي، بمرحلة ما بعد التصوير، مانحًا الظلال للأجزاء الرمادية الداكنة، كما عكس بين الألوان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية