شاركت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، الخميس، في المؤتمر الحادي عشر للمنظمة العربية لضمان الجودة، والذي نظمته جامعة الدول العربية تحت عنوان «تحويل التعلم في الوطن العربي من التعليم إلى التعلم لغرض الابتكار» في إطار الاهتمام العالمي المتزايد بالابتكار والإبداع والريادة واعتماد المؤسسات التعليمية لغرض الجودة.
وألقى الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام، كلمة في المؤتمر نيابة عن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، قائلاً: «إنَّ الإبداع والابتكار هو أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المؤسسات التعليمية إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعون يلعبون دورًا مهمًا وفعالًا في تنمية مجتمعاتهم، وليس هناك بداية أهم من التعليم والعلم والمعرفة كي تتولد القدرات للإنتاج والابتكار، وهذا ما أكدت عليه رؤية مصر 2030».
وأضاف حجازي أن «الدولة المصرية في هذا الإطار تسعى بكافة مؤسساتها إلى دعم التعليم والبحث العلمي، وكان من أبرز المبادرات التي أطلقتها الدولة- ممثلة في قيادتها السياسية- مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية التي أطلقها في عيد العلم في ديسمبر عام 2014 تحت شعار «نحو مجتمع مصري يتعلم، ويفكر، ويبتكر»، بالإضافة إلى ما تم بشأن تدشين بنك المعرفة المصري الذي هو أكبر مكتبة رقمية في العالم ليستفيد منه أطياف المجتمع من مختلف التخصصات والاهتمامات».
وأشار إلى أنه «في عصرنا الراهن، قادت التكنولوجيا الرقمية الجميع إلى إحداث تطورات كبيرة في مجالات مختلفة بلا استثناء، حتى وصف هذا العصر بالعصر الرقمي، وكان التعليم من أبرز المجالات التي أسهمت فيها تلك التقنية بشكل فاعل، إلى جانب ذلك لعبت التكنولوجيا الرقمية دورًا كبيرًا فـي توصيل المعرفة إلى متلقيها بأسـاليب وطرق تختلف تمامًا عن الماضي التعليمي، وهذا بدوره غَيَّر من دور الطالب من طالب يعتمد على الحفظ والتلقين إلى طالب لديه القدرة على التحليل والتفكير النقدي والتصميم، وكذلك تغيَّر دور المعلم من خبير إلى متعاون أو موجه أو ميسر لعملية التعلم».
ولفت إلى أن «الوزارة تسعى حثيثًا نحو تدريب المعلمين على دمج التقنيات الجديدة والمصادر المتاحة على الإنترنت في استراتيجيات التدريس المتبعة، كما تسعى أيضًا إلى اكتشاف الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم حيث تم التوسع في إنشاء مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بجميع محافظات الجمهورية؛ حتى بلغ عدد المدارس القائمة بالفعل (14) مدرسة بمحافظات مصر المختلفة، وتستهدف هذه المدارس رعاية المتفوقين في العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والاهتمام بقدراتهم، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في إطار حرص الوزارة على توفير مزيد من الفرص التعليمية غير النمطية».
وتابع: «في إطار التأهيل المهني والتطبيقي لأبنائنا طلاب التعليم الفني، أوضح الدكتور رضا حجازي أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني اتجهت إلى إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، مشيرًا إلى أن تلك المدارس تعد نقلة حضارية كبرى نحو تصحيح مسار التعليم الفني في مصر؛ ليلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي للأيدي الفنية والكوادر المدربة؛ بغرض تحويل مصر إلى وجهة تصنيع عالمية».
واختتم حجازي، كلمته قائلا: «إن مواجهة هذا التحدي يحتم علينا تأسيس بيئة داعمة للمعرفة والابتكار والإبداع، بيئة تتشكل ملامحها من مجموعة من العناصر والبني الأساسية، ومنها: أولاً: وجود بيئة عامة محفزة للابتكار والإبداع وذلك ببناء التشريعات ومبادئ الحوكمة والسياسات اللازمة، ثانيًا: دعم البنية الأساسية للابتكار بوضع المعايير وإرساء القواعد المنظمة للابتكار والبحث العلمي ودعمهما، ثالثًا: تطوير مؤسسات التعليم والبحث العلمي والتي تشمل جميع مؤسسات التعليم(عام وفني)، رابعًا: بناء الشراكات بين جميع مجالات الأنشطة الاقتصادية بشكل عام وبقطاع الصناعة والمؤسسات الصناعية بشتي صورها بشكل خاص».