تحتفل إسبانيا الإثنين بمرور عام على فوزها بلقب مونديال كأس العالم لكرة القدم 2010 بجنوب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخها، لتصبح ثامن منتخب في التاريخ يحقق هذا الإنجاز، وثالث منتخب أوروبي يجمع بين لقبي كأس العالم وأوروبا.
ففى مثل هذا اليوم وعلى ملعب «سوكر سيتي» بجوهانسبرج أحرز لاعب وسط برشلونة ومنتخب إسبانيا، أندريس إنييستا، هدف فوز بلاده في نهائي المونديال أمام هولندا في الشوط الثاني الإضافي وتحديدا فى الدقيقة (116) ليسطر تاريخا جديدا لبلاده ويمنحها البطولة .
وكان المنتخب الإسباني يعد أحد أقوى المرشحين لنيل اللقب العالمي، بعد تتويجه بجدارة بلقب يورو 2008، لكن خسارته الأولى في جنوب أفريقيا أمام سويسرا 0-1 قللت من توقعات نيله الكأس الذهبية، حيث لم يفز من قبل أي منتخب بكأس العالم بعد خسارة أولى مبارياته، لكن إسبانيا كسرت أيضا هذه القاعدة.
واستطاع الماتادور بعد ذلك من تحقيق الفوز أمام هندوراس 2-0 ثم التغلب بصعوبة أمام تشيلي 2-1 ليتأهل إلى دور الـ16 بصفته صاحب المركز الأول في مجموعته.
وكان أول اختبار حقيقي لإسبانيا هو الاصطدام بمنتخب البرتغال في ثمن النهائي، وحسمته لصالحها بالفوز بهدف وحيد من توقيع ديفيد فيا.
واستمرت إسبانيا في مواجهة تحد جديد بعد تأهلها لربع النهائي وهو اجتيازه للمرة الأولى ولزم عليها وقتها أن تمر من بوابة باراجواي، وهو ما حدث رغم تذبذب المستوى بعض الشيء بهدف نظيف من توقيع ديفيد فيا أيضا في مباراة شهدت إضاعة ضربتي جزاء لكلا المنتخبين.
بعد ذلك خاضت إسبانيا نهائي مبكر أمام ألمانيا، واستطاعت أن تسيطر على مجريات اللقاء وسط تخوف الماكينات، وفازت أيضا بهدف وحيد برأس قلب الدفاع كارليس بويول ليتأهل الماتادور للنهائي الحلم أمام هولندا.
وسعى منتخب النجوم الإسبانية والطاحونة الهولندية لتحقيق أول لقب عالمي، رغم أن النهائي كان يعد الثالث للأخيرة، إلا أن الأقدار شائت أن يذهب الكأس للإسبان، حيث تمكنت إسبانيا من التتويج باللقب بفضل سعيها الدؤوب لإحراز هدف الفوز وهو ما تحقق بقدم لاعب وسط برشلونة أندريس إنييستا اليمنى.
وحفرت إسبانيا اسمها بأحرف من ذهب بعد دخولها التاريخ عندما فازت باللقب العالمي للمرة الأولى لتصبح بذلك ثامن منتخب يحقق هذا الإنجاز بعد البرازيل وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والأرجنتين وإنجلترا وأوروجواي.
واستطاع مدرب منتخب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي أن يحقق وبهدوء لقب بطولة العالم مطبقا نفس أسلوب سلفه لويس أراجونيس الذي توج بلقب يورو 2008 باعتماد أسلوب التمريرات القصيرة والضغط الهجومي الفعال.
وخلال 11 مشاركة سابقة، خرج الفريق الإسباني من الدور الأول لكأس العالم، كانت أقساها في فرنسا 1998، واقترب الفريق كثيرا في أكثر من مناسبة لكنه فشل في التأهل لنصف النهائي وكانت آخرها في مونديال 2002 في كوريا واليابان.
وفي مونديال ألمانيا 2006 جدد الفريق الدماء، وتحدث الجميع عن تألقه بعد أن تصدر مجموعته بثلاثة انتصارات، وعن مباراة النهائي المبكر في دور الثمانية أمام البرازيل، فجاءت فرنسا وأطاحت بالاثنين حتى وصلت إلى المباراة النهائية.
وباتت إسبانيا ثالث فريق يجمع في نفس الوقت بين لقبي بطل العالم وأوروبا بعد ألمانيا (1972 و1974) وفرنسا (1998 و2000).
في حين ستبقى المرارة البرتقالية قائمة بعد أن خسرت الطواحين ثالث نهائي لكأس العالم بعد الإخفاق في نهائي نسختي 1974 و1978 على الترتيب.
وتقاسم الإسباني ديفيد فيا والهولندي ويسلي شنايدر والأوروجوائي دييجو فورلان وأخيرا الألماني الشاب توماس مولر لقب الهداف بعد أن سجل كل منهم خمسة أهداف.
وقال نجم وسط إسبانيا أندريس إنييستا لصحيفة (ماركا) في حوار تنشره الإثنين: «كنت أعلم أن هذه الكرة التي سيطرت عليها بقدمي اليمنى ستدخل الشباك وهذا ما حدث».
وتابع متحدثا عن الهدف الذي احرزه « كانت لحظة لا تصدق، شعرت أن العالم كله توقف من حولي كما لو أنه تجمد. وعندما سيطرت على الكرة بدت وكأنها تتهيأ لي لكي أسددها بأفضل شكل وكنت أعلم أنها ستدخل المرمى. كنت أعلم أن عليّ أن أسجلها في المرمى، كانت هذه لحظة إسبانيا كلها».
وحول القميص الداخلي الذي كان يرتديه وكشف عنه لدى احتفاله بالهدف أمام هولندا، وكان مكتوبا عليه «داني خاركي دائما معنا»، في إشارة إلى قائد إسبانيول السابق وصديقه الذي رحل في أغسطس 2009 إثر إصابته بأزمة قلبية، قال «كنت أفكر في طريقة أحيي بها ذكرى هذا الصديق الوفي، وبالفعل كان هذا أفضل احتفال به، حيث سيرتبط هدفي به للأبد».