اعتبر خبراء ومحللون سياسيون، أن خطاب الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، الذى ألقاه، مساء السبت، جاء مشابهاً لخطابات الرئيس المخلوع، حسنى مبارك. مؤكدين أن «شرف» تسبب فى إحراق نفسه سياسياً، بفقدانه ثقة ثوار التحرير به، وعدم ارتقاء خطابه إلى مستوى الحدث.
أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن دور عصام شرف «انتهى»، موضحاً أن «شرف» حرق نفسه سياسياً لأنه كان بإمكانه مصارحة الشعب بأنه لا يستطيع أداء مهمته، وأنه لا يستطيع مواجهة المجلس العسكرى، إلا أنه لم يفعل.
وقال «نافعة»: لو أن رئيس الوزراء تحدث بهذه الصراحة لاختلف الأمر، ومحافظ على احترام الشعب له، بدلاً من ممارسة نفس دور «مبارك»، مضيفاً: الأفضل لـ«شرف» الآن أن يستقيل.
وحول رأيه فى خطاب «شرف»، أكد «نافعة»، أنه لا يرقى إلى مستوى اللحظة، معتبراً أن رئيس الوزراء لم يدرك رسالة «التحرير» على وجهها الصحيح. وأضاف: «شرف استخدم عبارات إنشائية، ولم يحدد جدولاً زمنياً لتنفيذ قرارته، ولم يتطرق فى خطابه إلى الموضوع الأهم المطروح بين الناس وهو محاكمة مبارك محاكمة حقيقية، ونقله لسجن فعلى وليس تدليله إلى هذه الدرجة المستفزة للشعب، وكل قرارته التى جاءت فى الخطاب كان يمكن أن يتخذها منذ فترة طويلة قبل خروج الملايين إلى الميادين».
وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطاب شرف لم يحمل جديداً سوى إقالة الضباط المتورطين فى قتل الثوار، بينما جاء بقية الخطاب غامضاً يحتاج إلى تفسير؛ مثل حديثه عن تفريغ الدوائر التى تنظر قضايا قتل المتظاهرين، ومحاكمة الفاسدين، فهو لم يوضح متى ستنعقد الجمعيات العمومية المسؤولة عن تخطيط الدوائر وتحديدها، وهل سوف يتم اتخاذ قرار بمنع القضاة من الإجازة الصيفية، أم ستتم تسوية الأمر بالطريقة الودية وطبقاً للظروف الطارئة.
ووصف عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، خطاب شرف بأنه يشبه «خطابات مبارك»، موضحاً أنه جاء «متأخراً وفارغاً من المحتوى، ومليئاً بالوعود دون جدول زمنى أو خارطة طريق».
وانتقد نبيل عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، خطاب رئيس الوزراء، معتبراً أنه «محاولة سطحية للتعامل مع مليونية لها دلالات بالغة الأهمية بالنسبة لتطور العملية الثورية فى مصر».
وأكد الكاتب والمفكر فهمى هويدى، أن الخطاب جاء أقل من توقعات الثوار بكثير وأضعف من طلباتهم، وتوقع «هويدى» تمسك الثوار بمطالبهم ورفضهم للخطاب، وممارستهم لمزيد من الضغط على المجلس العسكرى.