قال محسن جورج، عضو المجلس الملي، التابع لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية ومستشار التعليم في المحافظة إن الكنيسة القبطية المصرية لعبت دورًا وطنيًا بالغ الأهمية في حرب السادس من أكتوبر يسجل لها بـ«أحرف من نور» على مر التاريخ.
وأوضح «جورج» في تصريحات لـ«المصري اليوم»، الأحد، أن «الكنيسة طوال تاريخها تسابق الخطى لتكون داعمة وبقوة للدولة المصرية في جميع الظروف، لاسيما الأصعب وكانت ولا تزال سندًا ونبراسًا للشعب المصري بمسلميه ومسيحييه لتعمل على تقوية العزيمة وتحقيق الإصرار لدى أبناء الوطن الواحد في مواجهة الصعاب والمحن».
وحكى «جورج» جانب من المواقف الوطنية للكنيسة القبطية المصرية أثناء الحرب، حيث كان يعتلى الكرسى البابوى وقتها قداسة البابا شنودة الثالث، والذى بعث رسالة إلى رجال القوات المسلحة والشعب المصري قال فيها: «إننا لا نخوض حربًا عدوانية ولا نعتدى على أملاك أحد، بل إننا نحارب داخل أراضينا، دفاعًا عنها، لهذا فإن بلادنا تحارب بضمير، وبقلب نقى، بل إنها كسبت إلى جوارها ضمير العالم، غير المتحيز، المحب للعدل.. إن سيناء لم تكن يومًا موطنًا لإسرائيل، بل كانت على العكس، أرض متاهة ومكان تأديب، فعندما خرج بنو إسرائيل من مصر، يقول الكتاب المقدس، إن الله شاء أن يتوهوا في برّية سيناء، وقضوا 40 سنة، حتى مات كل المتمرّدين والعصاة، ولم يبقَ من بني إسرائيل سوى اثنين، فأرض سيناء هي التي شهدت العجل الذهبي الذي صنعه بنو إسرائيل، وسجدوا له، وقدّموا له الذبائح، وهكذا نجّسوا الصحراء النقية بعبادة الأوثان، وأرض سيناء شهدت أيضًا تذمّر بني إسرائيل على الرب من أجل الطعام والشراب، وبكوا، وقالوا من يطعمنا لحما؟، بل تمرّدوا على موسى وهارون، وأرادوا أن يرجموهما في سيناء».
وأضاف «جورج» أن «البابا شنودة الثالث أمر في يوم 6 أكتوبر من عام 1974 جميع الكنائس بأن تدق أجراسها وتقام القداسات في هذا اليوم على أرواح الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن الوطن في تلك الحرب المجيدة التي أعادت لمصر كرامتها وهيبتها وشرفها، فضلاً عن قيام أعضاء المجلس القبطي الملي بزيارة مقابر الأبطال الذين استشهدوا في الحرب ووضع باقات من الورد تحية لأرواحهم».