قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن على واشنطن أن تستعد لأن يكون نفوذها مع الحكومة المصرية المقبلة محدودا، نظرا لموقف جماعة الإخوان المسلمين المعادى للغرب، فى حين اعتبر معهد كارنيجى للسلام فوز الجماعة فى الانتخابات يدخلها «منطقة مجهولة»، مشيرا إلى أنها ستحاول «إرسال إشارات تطمينية للداخل والخارج».
وتوقع المعهد، فى تقرير نشره على موقعه الإلكترونى الأربعاء ، أن يعزز حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، من «هيمنته» على البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن الفوز السياسى للحزب «يبشر» بحدوث تغييرات جذرية بالنسبة لمصر، بما فى ذلك البرنامج الدينى المحلى، وسياسة مواجهة خارجية.
ونصح المعهد، فى التقرير الذى أعده زميل آيرا وينر فى معهد واشنطن إيريك تراجر، الولايات المتحدة بألا تكون لديها «أوهام» حول أهداف حزب الحرية والعدالة أو قدرته على أن يصبح معتدلا، مطالبا واشنطن بأن تشترط أن «يعتمد مسار العلاقات الثنائية فى المستقبل على سلوك الحزب تجاه المصالح الأمريكية الرئيسية، بما فى ذلك معاملة الأقليات الدينية ومعاهدة السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب».
وقال إن الهدف الأساسى لحزب الحرية والعدالة هو «إقامة دولة إسلامية تكون فيها الشريعة المصدر الرئيسى للتشريع»، مشيرا إلى أن «الحزب يعتزم تطبيق القوانين المستندة على الشريعة بصورة أكثر شمولا مما كان يتم فى السابق، مما يؤدى إلى «تغيير السياسة الداخلية فى مصر»، على حد قوله.
واستعرض المعهد 3 قضايا رئيسية، قال إنها «مثيرة للقلق بالنسبة لواشنطن»، وهى حديث قادة الحزب عن منع السباحة والكحول مما سيؤثر على صناعة السياحة، إضافة إلى أن «عزم جماعة الإخوان المسلمين على تنفيذ حظر قرآنى على الصناعة المصرفية يمكن أن يؤدى إلى إعاقة قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الدولية»، والقضية الثالثة هى «عدم تسامح قادة الحزب مع الانتقادات الموجهة إلى الإسلام أو الشريعة».
وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين «تعمل بالفعل على تحويل مصر بعيدا عن حلفائها الغربيين، نحو سياسة خارجية إسلامية»، متوقعا أن «تكون معاهدة السلام مع إسرائيل هى الضحية الأولى لحكومة بزعامة حزب الحرية والعدالة»، على حد قوله. واستبعد المعهد أن تكون مواقف الحزب «معتدلة»، محذرا الإدارة الأمريكية من الانخداع بإمكانية أن تكون جماعة الإخوان المسلمين ملتزمة بالمبادئ الديمقراطية، ومطالبا واشنطن بأن «تعرب عن قلقها حول وضع الأقليات الدينية تحت حكم الإسلاميين، بصورة أكثر مباشرة، وأن تصر على ضرورة احترام معاهدة كامب ديفيد، وأن تؤكد ضرورة محاربة النظام المصرى الجديد للإرهاب».