استضافت مكتبة الإسكندرية منتدى كفافيس الدولي الخامس عشر «كفافيات 2019»، بالتعاون مع مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، ووزارتي الثقافة في مصر واليونان، ودار الأوبرا المصرية بالقاهرة والمركز الثقافي اليوناني، وتحت إشراف السفارة اليونانية بالقاهرة.
في بداية المنتدى، وقّع الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، مذكرة تفاهم وتعاون مع أثينا أثاناسيو، ممثلة المؤسسة الثقافية اليونانية، بحضور أنطونيوس دياماتريس، نائب وزير الخارجية اليوناني لشؤون المغتربين، ونيكولاس غاريليذيس، سفير اليونان بالقاهرة، وأثينوسيوس كوتسيونس، قنصل عام اليونان بالإسكندرية.
وعبر الدكتور مصطفى الفقي عن سعادته بتوقيع الاتفاقية التي تأتي مع دولة تعد الأقرب إلى مكتبة الإسكندرية، مضيفًا: «لعل الشاعر العظيم الذي نحتفل اليوم بذكراه يجسد العلاقة الحقيقية بين الثقافتين اليونانية والمصرية، فهو نموذج يوناني الأصل وسكندري النشأة».
وأشار إلى أنه التقى رئيس اليونان الشهر الماضي الذى عبر عن ارتباطه بالمكتبة والمدينة، حيث صرح بأن «الإسكندرية هي أهم مدن اليونان في العالم»، مختتمًا كلمته بتوجيه التحية إلى الشاعر العظيم اليوناني المصري العالمي الذي ساهم في توطيد العلاقات بين البلدين.
فيما أكدت أثينا أثاناسيو أن مكتبة الإسكندرية ذات أهمية ورمزية كبيرة، كما أنها مرجعية في مجال الأدب والتاريخ والفنون، مشيرة إلى أن الاتفاقية تعبر عن العلاقة الوطيدة التي تجمع الجانبين وذات أهمية بالغة بالنسبة للمؤسسة التي تهتم بالعلاقات الثقافية مع مؤسسات خارجية.
وعقب ذلك، افتتح معرض صور فوتوغرافية بعنوان «الذاكرة الخفية- أفيروف: المدرسة اليونانية بالإسكندرية»، والذي يهدف إلى إحياء أسطورة الشعب السكندري والمدرسة اليونانية أفيروف في الإسكندرية من خلال جولة وسط الصور المصرية واليونانية وسرد للحياة اليونانية في المدينة عن طريق الصور التي تم الكشف عنها في الأراشيف والألبومات العائلية.
وأوضحت أثينا أثاناسيو أن معرض الفنانة ماريا ستفيوسي يعد دراسة تاريخية لتواجد اليونانيين في مصر والإسكندرية بصفة خاصة، واعتمدت في معرضها على مصادر موجودة بمعهد التاريخ في اليونان.
وقال الدكتور عبدالعزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، إن مصر لديها تاريخ مشترك كبير مع اليونان والذي يمكن أن يعتمد عليه للبناء والتطوير، وتعد السياحة أحد أهم أوجه التعاون بين البلدين بجانب قبرص، مشيرًا إلى أنه في إطار محاولة إعادة السياحة للإسكندرية مرة أخرى تستقبل المدينة أول سفينة بحرية من اليونان تحمل طاقمًا من المحافظين وكبار الشخصيات الحكومية من قبرص يوم 21 أكتوبر المقبل.
وأعلن «قنصوة» عن وجود مشروع قيد الدراسة بالمشاركة مع الجانب الايطالي؛ يستهدف إعادة إحياء الميناء الشرقي للاستمتاع بالآثار الغارقة بتقنية «الهيلوجرام»، داعيًا الجانب اليوناني إلى المشاركة في تنفيذ هذا المشروع الذي وصفه بأنه يهم الأطراف الثلاثة.
وأضاف «قنصوة» أنه يتم العمل حاليًا على إنشاء خط طيران مباشر بتكلفة منخفضة مع قبرص كمرحلة أولى لزيادة معدلات السياحة مع دول أوربا خاصة مع اليونان وقبرص وايطاليا وفرنسا، مؤكدًا أن مصر تجمعها العديد من اتفاقيات التعاون مع الدول المجاورة، وتعمل حاليًا على تقوية العلاقات بين دول البحر المتوسط، خاصة المثلث الأقوى الذي يضم «مصر واليونان وقبرص».
ووصف نائب وزير الخارجية اليوناني العلاقات بين مصر واليونان بالرائعة على الدوام، كما أن اليونانيين في مصر هم نموذج يحتذى به لليونانيين المغتربين بجميع دول العالم.
وعقدت أول جلسة للمنتدى تحت عنوان «المدينة والحضارة» بحضور سفير اليونان الذي تحدث عن أشعار كفافيس وعن الحس المرح والخيال في قصيدة «المحب للهلينية».
جدير بالذكر أن المنتدى يركز على أعمال كفافيس المتعلقة بالدولة والسياسة والمواطن والحضارة، ويشارك فيه عدد من مشاهير الأدب من مصر واليونان، بالإضافة إلى بعض من أبرز الباحثين الدوليين مثل بروس روبنز، أستاذ الإنسانيات بمؤسسة أولد دومينيون بجامعة كولومبيا، وماريا بولتسي، أستاذ الأدب بجامعة ليدن، ومارينا لاسكاريديس، رئيس قسم اليونانية الحديثة بجامعة أمستردام، ودعاء سلامة، أستاذ الأدب الإنجليزي والأدب المقارن بجامعة عمان بالأردن.
وفي ختام فعاليات المنتدى يقام بالتعاون مع مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية حفل غنائي للفنان كوستاس غانوتيس، حيث يقدم أشعار كفافيس مصحوبة بالموسيقى بمشاركة هايج يازديجان على العود ونيكوس كالانتزاكوس على الكيبورد.