كان محمد جمال الدرة خارجا مع أبيه في شارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة فدخلا منطقة فيها إطلاق نار عشوائى فقام الأب بالاحتماء مع ابنه، خلف برميل واستمر إطلاق النار ناحية الأب وابنه، وحاول الأب الإشارة إلى مطلقى النار بالتوقف ولكن إطلاق النار استمر وحاول الأب حماية ابنه ولكنه لم يستطع أصابت عدة رصاصات جسم الأب والابن، سقط محمد الدرة شهيدا «زي النهارده» في ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٠، في مشهد حى نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم، وقد سجل المصور طلال أبورحمة شهادته عن الحادث فقال: «بدا لى جلياً أن إطلاق النار ناحية الطفل محمد وأبيه بشكل مُركّز ومتقطّع باتجاه مباشر ناحية الاثنين (الأب والطفل) وناحية مراكز قوات حفظ الأمن الفلسطينية وكانت الطلقات التي أودت بمحمد الدرة وأصابت أباه من أبراج المراقبة الإسرائيلية، لأنه المكان الوحيد الذي من الممكن إطلاق النار منه تجاه الأب والطفل».
وكان الشاعر العربى الكبير محمود درويش قد كتب قصيدة بعنوان «محمد» عن محمد الدرة وفي موضع منها يقول: «يعشعش في حضن والده طائرا خائفا.. من جحيم السماء، احمنى يا ربى.. من الطيران إلى فوق! إن جناحى صغير على الريح.. والضوء أسود.. محمـد.. يريد الرجوع إلى البيت، من دون دراجة.. أو قميص جديد.. يريد الذهاب إلى المقعد المدرسى.. إلى دفتر الصرف والنحو، خذنى.. إلى بيتنا يا أبى.. كى أعد دروسى.. وأكمل عمرى رويداً رويداً.. على شاطئ البحر، تحت النخيل».