كشفت وثيقة جديدة لـ«ويكيليكس» - تنشرها «المصرى اليوم» وفق اتفاقها الخاص مع الموقع الشهير - أن أنس الفقى، وزير الإعلام السابق، التقى مسؤولين أمريكيين عام 2005 ووعدهم بتسهيل بث «راديو سوا» من مصر فى ظل التقييد على حركة المراسلين الأجانب والصعوبة فى الوصول إلى المعارضين السياسيين، كما لفتت الوثيقة إلى أنه فى إطار تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية «كوندوليزا رايس» الخاصة فى القاهرة، أقر الفقى بالتزامه بالسماح لجميع مرشحى الرئاسة بالظهور فى التليفزيون المصرى.
ملخص الوثيقة:
1- التقى المسؤول مع أنس الفقى، وزير الإعلام، برفقة لجنة العمل السياسى، يوم 26 يوليو لحث الحكومة المصرية على السماح لـ«راديو سوا» بإنشاء وسيلة تقنية للبث فى مصر بعد توالى شكاوى من المراسلين الأجانب المتمركزين هنا، تتمثل فى صعوبة الوصول إلى سجلات المسؤولين فى الحكومة المصرية.
ووافق الفقى على مقابلة مندوبى مجلس أمناء الإذاعة«BBG» لشرح خطته الخاصة بتعديل القانون الذى يحظر الإذاعة على المنظمات غير المملوكة للحكومة، وبالتالى لتمكين «سوا» للبث داخل مصر، ولكنه رفض بشدة ربط راديو «سوا» بالمساعدات الأمريكية لمصر، قائلاً إن الحكومة المصرية تفضل فقدان تلك المساعدات على أن تبدو وكأنها تقفز على القانون استجابة لضغوط الولايات المتحدة، مضيفاً أن هذا النهج من شأنه إحداث أضرار بالغة فى صورة الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر بجانب تدمير أى فرصة للحصول على تسهيلات البث لراديو «سوا».
ولأنه يصور نفسه على أنه إصلاحى ليبرالى يفضل مناخ وسائل الإعلام الحرة، أشار الوزير إلى حدوث تغييرات جذرية فى وزارة الإعلام، التى تسيطر على التليفزيون والراديو التابع للدولة.
وألقى الوزير الضوء على التغطية الحية من قبل التليفزيون المصرى لتفجيرات شرم الشيخ بلا قيود، وجهوده الخاصة لضمان الوصول الحر والمتوازن من قبل جميع المرشحين للرئاسة إلى وسائل الإعلام المذاعة.
نهاية الملخص.
راديو سوا: تغيير القانون هو أفضل طريقة
2- من خلال مكالمته التمهيدية، أثار المسؤول أهمية بث راديو «سوا» من خلال جهاز إرسال من داخل مصر من أجل الوصول إلى الجمهور المستهدف، مشيراً إلى أن الحكومتين كانتا تعملان على هذا الأمر من خلال مبعوثيهما لسنوات، مؤكداً أن الكونجرس الأمريكى يأخذ هذه القضية على محمل الجد، إلى الحد الذى قد يكون مرتبطاً بـ227 مليون دولار مساعدات لإيجاد حل لهذه القضية.
ورفض الفقى هذا الربط من حيث المبدأ، مشيراً إلى أنه ليس لديه أى شىء ضد سوا وأنه يدرك تماماً الآثار السلبية للقانون 13 لسنة 1979، وأن النهج الصحيح هو إصلاح هذا القانون والانفتاح على موجات الأثير للإذاعات غير الحكومية على نطاق واسع.
واستشهد الفقى بجهوده وجهود عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، على مر سنوات، لإيجاد مخرج لمحطة راديو سوا، لكن دون جدوى، مؤكداً أن ربط المساعدات الاقتصادية بقضية «سوا» سيدمر فرص بث «سوا» داخل مصر.
وذكر الفقى أن الحكومة المصرية تفضل الاستغناء عن مئات الملايين من الدولارات الخاصة بالمعونة الأمريكية من أن ينظر إليها على أنها تخضع للضغوط، موضحاً أن ذلك الأسلوب قد يضر بما وصفه بالحملة الإعلامية الشاملة التى تسلط الضوء على الفوائد الاستراتيجية للعلاقات المصرية - الأمريكية للمواطن المصرى العادى.
3- وأعرب المسؤول عن تقديره للجهود التى يبذلها الوزير لإيجاد طريقة لحل مسألة «سوا»، لكنه كرر التأكيد على خطورة الوضع، فيما اقترح أنس الفقى أن يجتمع مع ممثلى مجموعة العمل البريطانية الذين كانوا على استعداد للقدوم إلى مصر، ووافق الوزير على الفور على الحضور إلى الاجتماع، لكنه حث بقوة على عدم نشر خطة بناء جهاز إرسال «سوا» فى وسائل الإعلام.
وسلم المسؤول للوزير رسالة مجلس أمناء الإذاعة بتاريخ يوم 22 يوليو، تحتوى على طلب إنشاء محطة إذاعية«FM»، وستتابع «لجنة العمل السياسى» الوضع بعد ذلك مع مكتب الوزير ومجلس الأمناء بعد انتهاء الاجتماع بين الطرفين.
تواصل أفضل للمراسلين الأجانب مع الحكومة المصرية
4- نقل المسؤول شكوى المراسلين الأجانب التى تم نقلها إلى نائب الوزير، زوليك، خلال زيارته الأخيرة هنا، والتى أكدوا فيها أنهم يواجهون صعوبات فى الوصول إلى مسؤولى الحكومة المصرية لمناقشة الإصلاح السياسى والانتخابات المقبلة.
وفى المقابل، ووفقاً للصحفيين، فإن المتحدث باسم المعارضة، كان على استعداد للغاية للإدلاء بتصريحات خاصة، مما أدى إلى اختلال التوازن.
وأشار الوزير إلى جولات إعلامية عديدة للتواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية، بما فى ذلك بعض الصحفيين الغربيين، لكنه اعترف بأن مسؤولى الحكومة المصرية لم يتمتعوا بالوصول إليهم مثل الشخصيات المعارضة مثل أيمن نور.
وقال «نحن أيضاً مشغولون»، ووعد بتعزيز نهج أكثر تقدماً مع كبار المسؤولين، قائلاً إنه سيكون الرئيس الجديد لمحاولة جديدة للتواصل مع الصحفيين الأجانب بعقد لقاء مع المراسلين الأجانب المقيمين فى الأسبوع المقبل.
(ملاحظة: المسؤول يخطط لاستضافة حفل غداء الأسبوع المقبل مع المراسلين الأجانب على أساس محلى للاستماع مباشرة عن تواصلهم مع مسؤولى الحكومة المصرية).
الوصول الحر والمتوازن لمرشحى الانتخابات فى التليفزيون
5- تذكيراً بتصريحات وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس فى القاهرة الخاصة بضرورة مبادرة وسائل الإعلام للوصول إلى السياسيين المعارضين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، أقر الوزير بأنه ملتزم بالسماح لجميع المرشحين بالتواصل عبر التليفزيون المصرى بشكل متوازن، رافضاً الدراسة المقدمة إلى مجلس المحافظين لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى(ERTU)، لأنها أقرت فقط بتوفير 60 دقيقة يومياً من البث اليومى للمرشحين، مضيفاً أن المرشحين عليهم الظهور ثلاث مرات على الهواء فى اليوم، وأن على التليفزيون المصرى تغطية تصريحاتهم بحيادية.
لا ينبغى للتليفزيون بث لقطات تاريخية لأى من المرشحين، ويقول الفقى: «إن دافعى الضرائب المصريين، سواء أيمن نور أو غيره، يدفعون للتليفزيون المصرى»، مضيفاً أن النقاش الذى جرى مؤخراً بين شخصيتين بارزتين من المعارضة انتقدتا الحكومة بشدة.
وخلال النقاش، قال أحدهما: «أنا واثق من أنك ستعيد صياغة ذلك التعليق»، إلا أن الوزير أقر ببث البرنامج بأكمله بالتعليق نفسه.
انفجارات شرم الشيخ والتليفزيون المصرى - تقريباً تغطية حية
6- تفاخر الوزير بأن التليفزيون المصرى كان الأول فى تغطية تفجيرات شرم الشيخ، مضيفاً أن مراسل التليفزيون المصرى كان يقيم فى فندق غزالة عندما تم قصفه، ثم اتصل هاتفياً على الفور بمقر عمله.
وتم إخبار المراسل بأن يبدأ تصوير مشاهد من الفوضى فوراً، وبالفعل كان التليفزيون المصرى هو المصدر الأساسى لتغطية شبكة الـC.N.N وشبكات دولية أخرى طوال الليل.
وقارن الفقى بين تلك التغطية الحية وتناقضها مع تغطية أحداث تفجيرات طابا الأخيرة، وتفجيرات خان الخليلى، مرجعاً ذلك إلى انتظاره الضوء الأخضر من وزارة الداخلية لتتوالى التغطية من قبل الإذاعات الأجنبية بعد ذلك.
وقال الفقى: «هذه المرة لم أسأل أحداً، وأمرتهم بالإذاعة على الفور والمضى قدماً فى التصوير»، مضيفاً أن الرئيس مبارك أخبره فى وقت لاحق: «أنت قمت بالعمل الصحيح».
تعليق: أسلوب جديد فى وزارة الإعلام
7- وجد المسؤول ولجنة العمل السياسى أن الفقى متفتح وصريح حول خططه لإنشاء إذاعة مصرية هائلة، ونعتقد أنه يعتزم القيام بكل ما فى وسعه لفتح وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الدولة، وأنه اتخذ بالفعل بعض الخطوات الإيجابية.
إن الوقت كفيل بأن ينبئنا بمدى تواصل مرشحى المعارضة فى الحصول على حقهم فى البث، مع مراعاة التغطية المتوازنة، وبمدى استمرار النهج غير المقيد لتغطية الأزمات مثل هجمات شرم الشيخ.
وبخصوص بث راديو «سوا»، سنستمر فى التأكيد على ضرورة جعل «سوا» فى متناول الجمهور المصرى على نطاق واسع، واعتبار البث أحد معايير تحقيق الهدف المعلن للوزير بأحقية البث بأسلوب أكثر ليبرالية، كما نحث مجلس أمناء الإذاعة على ضرورة تصرف الوزير فى أقرب فرصة ممكنة.
نهاية التعليق
جونز