لم ينجح العديد من الرياضيين المتقدمين في السن في مقاومة إغراء العودة للمنافسات لكن قليلين فقط عادوا بنفس روعة تييري هنري مع أرسنال في الملعب الذي شهد في الشهر الماضي فقط وضع تمثال برونزي له تخليدًا لإنجازاته.
وأحرز المهاجم الفرنسي البالغ عمره 34 عامًا والعائد إلى ارتداء قميص أرسنال لأول مرة منذ نحو خمس سنوات هدفًا بعد عشر دقائق فقط من دخوله كبديل ضد ليدز يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، الإثنين، وهو الهدف الوحيد في مباراة الفريقين بالدور الثالث للمسابقة. ووصف المدرب آرسين فينجر ذلك بأنه «حلم» وبالنسبة لمشجعي أرسنال وكل الرومانسيين الذين يحبون الإثارة كانت اللحظة ساحرة حقًا.
وسجل هنري - الذي ترك أرسنال عام 2007 وهو هداف الفريق على مر العصور محرزًا 226 هدفًا في 370 مباراة - هدفه رقم 227 مع النادي اللندني في ظهوره رقم 371 معه، وقال المهاجم الفرنسي: «لم أظن مطلقًا أنني سألعب مجددا لأرسنال أو أسجل هدف فوز.. ببساطة أحب هذا النادي وأتمنى النجاح في تقديم المزيد»، وتابع: «أتمنى ألا يكون الهدف الأخير.. الشعور الذي انتابني عندما سجلت الهدف كان مذهلًا».
وأضاف فينجر إنه أسطورة بالفعل والليلة أضاف القليل إلى ذلك بهذا الهدف، وتابع المدرب الفرنسي قائلًا: «كان الأمر بمثابة الحلم.. إنها قصة من الممكن روايتها للأطفال الصغار إذا أردت أن تحكي لهم قصة حول كرة القدم.. لسوء الحظ لا تسير الأمور هكذا في لعبتنا.. لكن ذلك حدث الليلة».
وجاءت عودة هنري بعد عودة مماثلة لبول سكولز مع مانشستر يونايتد في مباراته ضد مانشستر سيتي في كأس الاتحاد الإنجليزي، الأحد، بعد أن أعلن اعتزاله كلاعب في نهاية الموسم الماضي.
ومثل هنري استفاد سكولز (37 عامًا) من أعوام من التدريب بأفضل الوسائل وأنظمة الغذاء المتوازنة والعلاج الطبي المتطور وبعد الحفاظ على لياقته مع بدلاء يونايتد منذ الصيف الماضي بدا وكأنه لم يبتعد عن الملاعب.
ومع ذلك يقول كثيرون إنه لا يجب على الرياضي أن يعود أبدا والرياضة مليئة بالعديد من اللاعبين الذين لطخوا سمعتهم بتجاهل هذه الحقيقة. والبعض نجح بالفعل ولاقى ايان راش نجاحًا في ثاني فترة له التي استمرت ثماني سنوات مع ليفربول مثلما كان في أول سبعة أعوام هناك بعد أن لعب لموسم واحد غير ناجح مع يوفنتوس.
كما لعب يورجن كلينسمان لفترتين مع توتنهام هوتسبيرز ويقدره النادي اللندني كثيرًا بينما استمتع البرازيلي جونينيو بثلاث فترات مختلفة ناجحة مع ميدلسبره.
وكان للفارس ليستر بيجوت أيضًا عودة ناجحة إلى سباقات الخيول وعمره 54 عاما في 1990 بعد خمس سنوات من الابتعاد عن المنافسات بينها عام ويوم في السجن بسبب التهرب الضريبي.
وعاد رياضيون آخرون بعد المرض أو الإصابة وحققوا نجاحات مفاجئة إذ فاز نيكي لاودا بلقب بطولة العالم لسباقات فورميولا 1 للسيارات عام 1977 بعد معاناته من إصابات خطيرة ودخوله في غيبوبة إثر حادث مروع في سباق جائزة المانيا الكبرى في العام السابق.
وتغلب لانس ارمسترونج على إصابته بالسرطان ليفوز بسباق فرنسا للدراجات سبع مرات، بينما كان الكرواتي جوران ايفانيسفيتش على مشارف الاعتزال قبل أن يبدل رأيه ويفوز بلقب بطولة ويمبلدون للتنس بعد مشاركته ببطاقة دعوة خاصة في 2001، وحاول لاعب التنس بيورن بورج وسائق فورميولا 1 مايكل شوماخر والسباح الأولمبي مارك سبيتز العودة في الماضي وأخفقوا جميعا في استعادة السحر الذي منحهم مكانتهم العالية.
والسويدي بورج واحد من أعظم لاعبي التنس على مر العصور وأحرز 11 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى من بينها خمسة ألقاب متتالية في ويمبلدون قبل أن يعتزل في 1983 وعمره 26 عامًا، وحاول بورج العودة لملاعب التنس في 1991 مستخدما مضربه الخشبي القديم لكنه فشل في الفوز بأي شيء قبل أن يعتزل مجددًا بعد عامين.
وكان وقع عودة السباح الأمريكي سبيتز أقوى، فقد سجل سبيتز رقمًا قياسيًا أولمبيا وعمره 22 عامًا عندما نال سبع ذهبيات في دورة أولمبية واحدة في ميونيخ عام 1972 ثم اعتزل قبل عودته بعد 20 عاما ليفشل كما هو متوقع في حجز مكان ضمن الفريق الأمريكي المشارك في دورة برشلونة 1992.
وهناك أيضا الألماني شوماخر الذي أحرز سبعة ألقاب في فورميولا 1 وينظر إليه كواحد من أعظم السائقين على الإطلاق. وقرر شوماخر العودة إلى الحلبة وعمره 41 عامًا في 2010 وتفوق عليه منذ ذلك الوقت السائقون الأسرع والأصغر سنًا.