تنوع واضح في الملفات والقضايا والأطروحات ولقاءات مكثفة مع قادة دول العالم المتقدم والنامى والأفريقي هي محصلة للزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ولاية نيويورك الأمريكية خلال ترؤسه وفد مصر في اجتماعات الشق رفيع المستوى للدورة العادية الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومع تنوع وتعدد المجالات حملت لقاءات الرئيس هدفا واحدا وهو «المسؤولية المشتركة تجاه كوكب الأرض» الذي يفيض بأزماته بما يتفق اتفاقا واضحا مع الدبلوماسية المصرية وتوجهاتها تجاه كافة القضايا السياسية والاقتصادية والمناخية.
فمن الحديث عن المناخ والتجارة إلى القضية الفلسطينية وأزمات سوريا وليبيا واليمن جاءت المناقشات المكثفة التي تضمنها برنامج الرئيس السيسي الذي حفل بلقاء أكثر من 19 من زعماء العالم والمشاركة في العديد من القمم التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إطار أولويات عملها.
شعار الاجتماع الذي حمله اجتماع الجمعية هذا العام كان «دفع الجهود متعددة الأطراف المتصلة بالقضاء على الفقر وتوفير تعليم عالي الجودة والعمل والمناخ والادماج»، حدد أولويات المجتمع الدولي للمرحلة الحالية، وانبثق من هذا الشعار قمم للتنمية المستدامة ومعيشة أفضل للجميع ومناخ 2019، والرعاية الصحية لجميع الشعوب.
قضايا مكافحة الإرهاب، والرعاية الصحية كانت من القضايا التي سطع فيها نجم مصر خلال طرحهما، حيث تعد مصر من الدول القليلة التي اكتسبت خبرة في مكافحة ظاهرة الإرهاب ولديها إسهامات هامة في المنظومة الأممية، لاسيما خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن في عامى 2016 /2017 والقرارات الهامة التي صدرت عن المجلس في تلك الفترة.
فيما جاءت جهود مصر في مجال الرعاية الصحية وهو الهدف الثالث من أهداف التنمية التي اعتمدتها الجمعية العامة في عام 2015 ونص على ضمان الحياة الصحية للجميع، بما في ذلك استهداف تحقيق الرعاية الصحية الشاملة للشعوب والمجتمعات فقد طرحت مصر خلال الاجتماع تجربتها الرائدة لمكافحة فيروس سي وغيرها من الإنجازات والمبادرات الرئاسية التي استهدفت توفير الرعاية الصحية الشاملة للمصريين.
اجتماع الرعاية الصحية الشاملة... التحرك معا من أجل عالم أصح «عقد تحت رعاية منظمة الصحة العالمية التي قدم مديرها التنفيذي بتسليم درع المنظمة للرئيس عبدالفتاح السيسى باعتبار أن مصر دولة رائدة في مجال الرعاية الصحية.
فيما اعتبرت مناقشات المنتدى العالمى للتنمية الاجتماعية والتنمية المستدامة، تقييما لما أحرز وما تم تنفيذه من أهداف التنمية، تمهيدا لتدشين المرحلة الثانية من تلك الأهداف في عام 2020، وكذلك موضوع تمويل التنمية بهدف العمل على دفع مسيرتها وتحقيقها على المستوى المنشود والتى طرح فيها الرئيس السيسي طموحات القارة الأفريقية في هذا المجال.
وعلى الصعيد الأفريقي أيضا وبموجب رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي فقد ناقش الرئيس السيسي التغيرات التي حدثت مؤخرا في السودان، مطالبا برفع العقوبات الدولية واتهامها بالإرهاب، والتقى بالعديد من الرؤساء الأفارقة، حيث تمت تسوية بعض النزاعات والأزمات بينها وبين الدول المجاورة.
وعلى الصعيد المحلي، فقد ركز الرئيس على التطورات الاقتصادية في مصر وما حدث من تغيرات أدت إلى إنعاش الاستثمارات الأجنبية وجذبها لمصر وروج للمشروعات القومية التي تم بالفعل تنفيذها على أرض الوطن.
وعلى الصعيد العربي، ظلت القضية الفلسطينية بندا دائما على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 71 عاما، فإلى جانب المطالبة المستمرة للمجتمع الدولي لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف النشاط الاستيطانى الإسرائيلى جاء إصرار مصر على ضرورة حل القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلي وجددت مطلبها السياسي بقيام الأمم المتحدة بمسؤوليتها السياسية والقانونية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإيجاد حل دائم وعادل للقضية.
وجددت مصر طلبها بأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في إطار الالتزام بقواعد القانون الدولي ذات الصلة.
وجاءت خلال الاجتماع مطالبات فلسطينية بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التي تواجه صعوبات مادية تحول دون أدائها دورها الإنسانى على الوجه المنشود، وبالإضافة إلى القضية الفلسطينية التي هي القضية المركزية للأمة العربية فقد تناول الرئيس السيسي خلال مناقشاته الأوضاع في سوريا ولييبا، واليمن، ودعا إلى العمل على اتباع مقاربة شاملة تهدف إلى الحفاظ على الدولة الوطنية ومكافحة الإرهاب والطائفية والميليشيات.
وفي هذا الصدد أكدت مصر أن حل الأزمات العربية يجب أن تأسس على القيادة الوطنية بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تؤدي إلى المزيد من التعقيدات وتؤجج النزاعات.
ودوليا، ناقش الرئيس السيسي مع زعماء العالم القضايا الإقليمية والدولية الهادفة إلى إرساء قواعد الأمن والاستقرار.