يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم، فى قمة المناخ التى تعقدها الأمم المتحدة بمشاركة رؤساء 9 دول، ويلقى كلمة أمام القمة يعرض خلالها وجهة نظر مصر وإفريقيا والدول النامية إزاء تغير المناخ الذى يُعد من أخطر القضايا.
وتمثل القضية تهديدًا مباشرًا للعالم بأسره بما يحتم رفع مستوى الطموحات والتعهدات فى التصدى لها، إذ تمتد آثارها إلى مختلف جوانب الحياة، كما أن إفريقيا تظل المتضرر الأكبر من آثار تلك الظاهرة، رغم أن حجم انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحرارى لا يمثل سوى جزء بسيط من إجمالى الانبعاثات العالمية، ما يؤكد أهمية توفير التمويل المستدام والمناسب للدول النامية لمواجهة تلك الظاهرة، مع توفير وسائل التنفيذ من التكنولوجيا وبناء القدرات.
فى سياق متصل، ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات أن الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نيويورك لحضور الشق رفيع المستوى من اجتماعات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة تحمل أهمية كبيرة، باعتبارها الزيارة السادسة على التوالى، حيث شارك بانتظام فى جميع دورات الجمعية العامة منذ توليه سدة المسؤولية عام 2014، ليصبح بذلك أول رئيس مصرى يشارك فى 6 دورات متتالية فى اجتماعات هذا المحفل الدولى الرفيع، بل أكثر قادة مصر مشاركة منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.
وأضافت الهيئة، فى تحليل سياسى أعدته بمناسبة الزيارة، أن وجود الرئيس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام له دلالات إضافية مستمدة من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، والتى تسلمها الرئيس فى 10 فبراير 2019، وهى مهمة تضاعف من المسؤولية التى يضطلع بها الرئيس بالفعل تجاه قضايا القارة الإفريقية، والتى عبر عنها أصدق تعبير خلال المشاركات الخمس السابقة فى اجتماعات الجمعية العامة، ويضاعف من أهمية الملف الإفريقى هذه المرة أيضًا أن أحد أهم البنود على جدول أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة هو موضوع «الشراكة الجديدة من أجل التنمية فى إفريقيا»، واستعراض التقدم المحرز فى هذا المجال.
وفى هذا الصدد، يشير تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن هذا البند الذى يحمل رقم «66- أ» إلى الإنجازات المهمة التى تحققت على هذا الصعيد، وفى مقدمتها «تدشين منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ودخولها حيز التنفيذ فى 19 يوليو 2019» (دشنها الرئيس السيسى كرئيس للاتحاد الإفريقى مع عدد من القادة الأفارقة فى قمة النيجر- يوليو 2019).
إضافة إلى كل ذلك، يتطلع قادة العالم وشعوبه إلى الاستماع إلى الرؤية المصرية بشأن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحوال مضطربة وتصعيد خطير فى العديد من الأزمات المشتعلة بها، ومن المقرر أن تشمل مباحثات واجتماعات القادة فى جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة سبل تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة وحماية حقوق الإنسان والتقدم الاجتماعى والقضاء على الفقر والجوع وقضايا التعليم الجيد والعمل المناخى، وكذلك بحث ملف تغير المناخ، والحوار رفيع المستوى حول التمويل من أجل التنمية وحقوق الإنسان وتمكين النساء والشباب وتعزيز التكافؤ بين الجنسين.
كما يُعد ملف نزع أسلحة الدمار الشامل ووضع تدابير لمنع الإرهابيين من حيازة تلك الأسلحة، إضافة إلى مناقشة أهم المبادئ التى يتعين على الدول الالتزام بها فى إطار جهود مكافحة الإرهاب من الملفات الرئيسية، فضلًا عن تسويات للنزاعات والأزمات القائمة.
وطبقًا لجدول الأعمال الرسمى لدورة الجمعية العامة، فإنها تشمل 5 قمم وملفات عالمية كبرى سيكون لمصر دور فى كل منها، وإلى جانب الخطب المعتادة التى سيقدمها رؤساء الدول وقادتها، تنعقد خلال الجمعية العامة هذا العام 5 مؤتمرات واجتماعات رفيعة المستوى، تغطى العديد من القضايا الرئيسة التى تواجه العالم، اليوم، هى: أولًا تغير المناخ، إذ تُعقد قمة العمل المناخى، اليوم، بهدف تقوية طموحات دول العالم فى هذا الشأن، ومتابعة التقدم فى الوفاء بالالتزامات الدولية التى قطعتها هذه الدول على نفسها، بخفض الاحتباس الحرارى، وهى التزامات مثلت جزءًا من اتفاق باريس حول العمل فى مواجهة تغير المناخ عام 2019.
والملف الثانى هو الرعاية الصحية الشاملة، حيث يُعقد لأول مرة اجتماع رفيع المستوى حول «التغطية الصحية الشاملة للجميع»، تحت عنوان: «التحرك معًا لبناء عالم أكثر صحة»، اليوم، وتدَّعِى الأمم المتحدة أن هذه القمة ستكون أهم لقاء سياسى على الإطلاق لمناقشة موضوع التغطية الصحية الشاملة.
والثالث هو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وستُعقد، غدًا وبعد غد من سبتمبر الجارى، قمة أهداف التنمية المستدامة، وهى القمة الأولى من نوعها منذ اعتماد دول العالم بالإجماع الخطة عام 2015.
والرابع هو تمويل التنمية، وسيجمع «الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية»، فى 26 سبتمبر الجارى، القادة الحكوميين وممثلين عن قطاع الأعمال والقطاع المالى، فى محاولة لإطلاق العنان للموارد والشراكات اللازمة، وتسريع التقدم نحو تمويل التنمية المستدامة.
أما آخر مؤتمرات القمة الخمسة فهو «استعراض منتصف المدة رفيع المستوى الخاص بإجراءات العمل المعجَّل للدول الجزرية الصغيرة النامية (مسار ساموا)»، والذى ينعقد بعد خمس سنوات من التوصل إلى اتفاق طموح لدعم التنمية المستدامة فى الدول الجزرية الصغيرة النامية.
من جانبه، وجه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، رسالة إلى القادة المشاركين فى أعمال الجمعية العامة قائلًا: «افعلوا كل ما هو ضرورى للتأكد من أننا قادرون على حل المشاكل الدراماتيكية التى نواجهها».
وأوضح «جوتيريش» أن الهدف من دعوته إلى عقد هذه القمة هو حث الدول الأعضاء على تقديم «خطط ملموسة» إلى الدورة الـ74 للجمعية العامة، على أمل تعزيز اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والأهداف الطموحة التى تشكل حجر الأساس لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، متابعًا: «لسنا على الطريق الصحيح للوفاء بالعديد من جوانب أجندة التنمية المستدامة 2030».
وأشار إلى أن يومى الأربعاء والخميس المقبلين سيشهدان أيضًا عقد أول قمة من نوعها بشأن أهداف التنمية المستدامة لضخ المزيد من الزخم، مضيفًا «المزيد والمزيد من الأزمات التى نواجهها تنتج عن عوامل عدة من مختلف أنحاء العالم، وحل هذه القضايا يتطلب المزيد من التعاون الدولى، الذى تكون الأمم المتحدة فى صميمه».