فتاة مصرية، خمرية البشرة، عربية الملامح، قوية البنية ومفتولة العضلات، بلغت من العُمر ثلاثين، وحصدت من الإنجازات والأرقام القياسية العديد، لتصبح اسم له وزنه فى عالم الرياضة عامةً، والتجديف تحديداً، محلياً وعالمياً، وباتت سيرتها متداولة فى عدة مقالات عالمية، يشيدون بما حققته وبما تستعد له.
أسماء الزهيرى، 30 عاماً، درست الإعلام فى الجامعة الأمريكية، بطلة مصر للتجديف، صاحبة الرقم القياسى المصرى فى الـ2000 متر أرجوميتر، بزمن قدره 7:19.2، وصاحبة الرقم العالمى فى الـ4 دقائق أرجوميتر فى فئتها العمرية بمسافة 1104، حصلت على المركز الأول فى القالب الفردى، والمركز الثانى فى القالب الرباعى، وذلك فى بطولة الجمهورية، أغسطس الماضى، وتُعد مدربة مُعتمدة فى الـcross fit، وتستعد الآن لخوض التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020.
بطولة أسماء لم تتوقف هنا، عند إحراز الأرقام القياسية والبطولات فقط، بل تعاملت مع التجديف- الرياضة التى لم تأخذ حقها جيداً- على أنها بداية حياة جديدة لها وللاعبيها، واعتبرت نفسها سفيرة له داخل وخارج مصر، فالتجديف بالنسبة لأسماء ليس مجرد رياضة فقط، بل شفاء للروح، وأداة قوية للترويج إلى السياحة فى مصر على حد قولها «احنا عندنا نيل عظيم.. إذا احنا مُميزين عن غيرنا»، لذلك فتحت منذ أشهر قليلة، مدرسة للتجديف، والأولى من نوعها بالنسبة للمدربين بها، الذين لم يعتزلوا بعد ومازالت أعمارهم صغيرة.
قصة تحدّ كبيرة عاشتها أسماء مع نفسها والمُجتمع، فلم تكن فى البداية من عاشقى الرياضة، بل كانت بالنسبة لها، مجرد أداة للحفاظ على وزنها، وتدريجياً بدأت منذ سنوات قليلة الخوض أكثر فيها، حيث بدأت بدخول عالم الـ cross fit، وتمعنت أكثر فتركت مجال دراستها وتفرغت له، وسافرت إلى نيوزلندا وإيطاليا لتدرس هناك أكثر عنه أكاديمياً وعملياً، حتى أصبحت مُدربة معتمدة. وقالت أسماء فى حديثها مع «المصرى اليوم»: «الرياضة هى هوايتى ومهنتى، بدأ معايا الموضوع بالصدفة وأنا فى الجامعة، وبعدين مارستها ودرستها كمان حتى بقيت مُدربة وبطلة، وطول الوقت بطمح أنى أغير الفكر هنا عن الرياضة، وأشرف مصر بره البلاد، وفعلاً قدرت أحقق جزء كبير من ده».
وفى 2015 قفزت إلى عالم التجديف، واستطاعت فى عام واحد فقط، أن تنضم إلى منتخب مصر للتجديف، ويلمع اسمها فى تلك الرياضة محلياً وعالمياً، وأصبحت بعدها واحدة من أهم وجوه الرياضة فى مصر، وسفيرة لإحدى ماركات الرياضة العالمية. وعن التجديف حدثتنا أسماء بشغف وحماس شديد قائلة: «التجديف جزء من روح أى حد بيلعبه، هو مش مجرد رياضة دى حاجة بتغير شخصية الإنسان، فهو مفيد بدنياً ونفسياً». وترى أسماء أيضاً أن على الرغم من أن التجديف فى مصر لم يأخذ حقه جيداً، إلا أنه مهم جداً فى الترويج للسياحة، وأكملت: «احنا بنلعب فى وقت الشروق ومع الغروب، النيل بيبقى جميل، بنقدر نشوف مصر بشكل تانى، وده اللى بحاول أنشره بجانب المعلومات التقنية عن اللعبة». وبالنسبة للعبة قالت: «محدش بيحس بينا أوى فى مصر، احنا بنحرز بطولات، والمفروض يكون فى اهتمام من وزارة الشباب والرياضة معنوى ومادى، تحديداً للاعبات السيدات، لأننا محتاجين عدّة أحسن من اللى عندنا».
«التجديف بيخليك تحب مدينتك»، هذا ما شعرت به أسماء، ولذلك حملت على عاتقها مسؤولية توسيع مجتمع التجديف فى مصر، وبدأت منذ أشهر قليلة فى تجهيز مدرستها للتجديف، والتى تقبل كل الأعمار: «بدأنا بـ5 رياضيين فقط ودلوقتى وصلنا لأكثر من 20 رياضى بتشكيلات وأعمار مُختلفة».
حلم أسماء لم يقف هنا، ولن يقف على حد قولها، فبجانب مدرستها، تستعد لبطولة إفريقيا فى شهر أكتوبر المقبل، وبعدها لطوكيو 2020، وتنهى حديثها قائلة: «حلمى أبقى لاعبة أوليمبية وأمثل مصر، وحلمى التجديف يبقى لعبة شعبية، زى ما الفلوكات ماشية فى النيل، يبقى فى مراكب تجديف طول الوقت قدام عنينا».