x

«فورين بوليسى»: بوتفليقة نجح فى الصمود ضد رياح التغير

الثلاثاء 10-01-2012 18:27 | كتب: اخبار |
تصوير : أ.ف.ب

أثارت مسألة عدم وصول رياح ثورات «الربيع العربى» إلى الجزائر اهتمام مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، التى أكدت أنه لا توجد دولة استبدادية فى الوطن العربى، مهما كانت وحشيتها، استطاعت أن تقاوم تلك الرياح سوى الجزائر. وأكدت الصحيفة انه رغم توافر كل العوامل التى تؤدى ليقام الثورة، حيث إن الاحتجاجات فى الجزائر من الأمور التى تبدو «روتينية»، حتى قبل عام 2011، وانتقاد الصحف للنظام أمر مقبول، ورغم أن قوات الجيش والموالين للنظام واجهوا المظاهرات التى خرجت أوائل الربيع العربى، حتى إنه كان من المرجح أن يطيح الجزائريون برئيسهم، فإن ذلك لم يحدث، وتلاشت حشود المتظاهرين.

وأرجعت «فورين بوليسى» ذلك إلى خطوات الإصلاح التى اتبعها الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، الذى تم انتخابه لأول مرة عام 1999، حيث أنهى الحرب الأهلية وقدم بعض الإصلاحات الاجتماعية، ومنح مزيدا من حرية الرأى التى لم يكن مسموح بها، على سبيل المثال فى تونس. وجاءت الانتخابات الرئاسية عام 2004، ليفوز مرة أخرى فى انتخابات وصفتها الصحيفة بـ«الحرة نسبياً»، ليدخل إصلاحات اقتصادية، فضلاً عن ترويض قوات الأمن وجهاز المخابرات، وسمح للإسلاميين بممارسة العمل السياسى والترشح للرئاسة.

ومع ذلك، وفى سبيل تدعيم سلطاته فى الحكم، حبس بعض المعارضين وقيد من استقلال البرلمان والقضاء، حتى إنه أصبح ينظر إليه باعتباره «المستبد الليبرالى» مثل حسنى مبارك، الرئيس المصرى السابق، ومع وجود نسبة بطالة مرتفعة وارتفاع الأسعار، شعر الجزائريون عام 2011 بغضب شديد من الدولة مثل المصريين والتونسيين. واكدت «فورين بوليسى» أن الفرق الرئيسى كان سماح بوتفليقة للجزائريين بالتعبير عن سخطهم بحرية أكثر مما كان عليه فى مصر وتونس، ولكن بحدود أيضاً.

وأوضحت «فورين بوليسى» أنه فى الوقت الذى شهدت فيه الجزائر المظاهرات فى أواخر يناير الماضى، والتى انتشرت فى معظم أنحاء البلاد، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 800، فإن استجابة بوتفليقة لتلك الاحداث جاءت «قوية وتصالحية فى آن واحد». وسردت «فورين بوليسى» الآليات التى اتخذها بوتفليقة لتهدئة المتظاهرين، حيث ألغى فى فبراير الماضى قانون الطوارئ المعمول به منذ عام 1992، وأعلن الرئيس الجزائرى فى أبريل الماضى عزمه إجراء إصلاحات دستورية من أجل «تدعيم الديمقراطية»، من خلال قانون انتخابات جديد.

وأشارت المجلة إلى قرار الحكومة الجزائرية فى مايو الماضى، بزيادة الدعم على بعض السلع التموينية، قائلة إن الجزائر تنتمى إلى فئة خاصة بها، أكثر مرونة من الدول المجاورة مثل مصر وليبيا، فضلاً عن كونها غنية، مثل دول الخليج، بالقدر الذى يتيح لها استخدام المكافآت والمنح لإحباط الغضب الشعبى بدلاً من اللجوء إلى القوة مثلما حدث فى دول أخرى، فتراجعت حشود المتظاهرين عن ثورتهم.

وعن وصول الإسلاميين إلى الحكم فى الجزائر، أكدت «فورين بوليسى» أن الجزائر شهدت، فى عهد الرئيس الأسبق الشاذلى بن جديد، تجربة ديمقراطية، ونقلت عن الخبير الأمريكى فى الشؤون الجزائرية، جون انتيليس، أنه لا توجد دولة عربية شهدتها من قبل، حيث سمح بالتعددية الحزبية، وحصل حزب الجبهة الإسلامية للإصلاح على عدد كبير من المقاعد فى الانتخابات المحلية عام 1991، إلا أن الجيش ألغى نتيجة الانتخابات وأطاح بالنظام، خوفاً من تهديد الإسلاميين للدولة الجزائرية العلمانية، وأيضاً لكى يبسط نفوذه على حكم البلاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية